قصيدة عن اللغة العربية
تنتمي اللغة العربية إلى عائلة اللغات السامية، وهي اللغة الأكثر تحدثا ونطقا وانتشارا في العالم. وهي واحدة من اللغات العظيمة التي كرمها الله تعالى بجعل كتابة المعظم باللغة العربية. تتميز اللغة العربية بجزالة الألفاظ والقدرة على استيعاب المعاني، وتعرف باسم لغة الضاد .
نشأة اللغة العربية
اللغة العربية هي إحدى أقدم اللغات الموجودة في العالم وأصلها يعود إلى اللغات السامية وهي الأقرب لها. أول النصوص المكتوبة بالعربية يعود أصلها إلى القرن الثالث بعد الميلاد وكانت تتألف من نصوص شعرية جاهلية مميزة ببلاغتها ولغتها القوية وأسلوبها الراقي ووزنها الشعري المنظم. تعود أصل اللغة بشكل عام إلى بلاد الحجاز وشبه الجزيرة العربية، موطن الأنبياء عليهم السلام. تطورت العربية نتيجة لعدة عوامل، بما في ذلك تعدد الحضارات واللهجات. كانت العربية اللغة الوحيدة التي نشأت فيها سوق شعري هام يعرف باسم سوق عكاظ، وهذا كان أحد الأسباب الرئيسية لظهور العربية الفصيحة .
مكانة اللغة العربية وأهميتها
اللغة هي أهم ميزات الإنسان التي فضله بها الله على سائر المخلوقات، وهي الوسيلة التي يعبر بها الإنسان عن ما يدور في داخله، وتأتي أهمية اللغة العربية باعتبارها أحد مكونات المجتمع الرئيسية ومن أهم عوامل بناء الحضارة، وحظيت اللغة العربية بالاهتمام والرعاية الكبيرين لأنها لغة القرآن الكريم، الذي اختارها الله تعالى عن سائر اللغات ليكون بها كلامه جل جلاله .
وسميت اللغة العربية بلغة القرآن والسنة النبوية، وقال تعالى: {ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين} سورة النحل الآية 103.
خصائص اللغة العربية
تُعد اللغة العربية من اللغات الخالدة التي لن تنتهي أبدًا، وتتميز بعدد من المميزات التي لا توجد في أي لغة أخرى:
-الفصاحة : تعني خلو الكلمات من التضارب والضعف والتعقيد اللفظي .
-الترادف : عدد من الكلمات يعطي نفس المعنى .
-الأصوات ودلالتها في المعنى : التمييز بين المعاني المختلفة للكلمات من خلال الصوت فقط هو واحد من مميزات لغة الضاد .
-كثرة المفردات : تتميز اللغة العربية بعدد وافر من التراكيب والمفردات التي لا تحتوي عليها لغات أخرى .
-علم العروض : هو علم يتعلق بتنظيم أوزان الشعر وأنماطه ووضع القواعد الرئيسية لكتابة الشعر العربي .
-الثبات الحر : – إن أكبر التحديات التي واجهت اللغة العربية هو ثباتها والانتصار على مرور الزمن .
-التخفيف : تأتي معظم مفردات اللغة العربية من أصول ثلاثية، ثم يأتي بعد ذلك الأصل الرباعي والخماسي .
قصائد عن اللغة العربية
قصيدة حافظ إبراهيم
رَجَعْتُ لنفْسِي فاتَّهمتُ حَصاتِي
وناديْتُ قَوْمِي فاحْتَسَبْتُ حياتِي
رَمَوني بعُقمٍ في الشَّبابِ وليتَني
عَقِمتُ فلم أجزَعْ لقَولِ عِداتي
وَلَدتُ ولمَّا لم أجِدْ لعرائسي
رِجالاً وأَكفاءً وَأَدْتُ بناتِي
وسِعتُ كِتابَ اللهِ لَفظاً وغاية ً
وما ضِقْتُ عن آيٍ به وعِظاتِ
فكيف أضِيقُ اليومَ عن وَصفِ آلة ٍ
وتَنْسِيقِ أسماءٍ لمُخْترَعاتِ
أنا البحر في أحشائه الدر كامن
فهل ساءلوا الغواص عن صدفاتي
فيا وَيحَكُم أبلى وتَبلى مَحاسِني
ومنْكمْ وإنْ عَزَّ الدّواءُ أساتِي
فلا تَكِلُوني للزّمانِ فإنّني
أخافُ عليكم أن تَحينَ وَفاتي
أرى لرِجالِ الغَربِ عِزّاً ومَنعَة ً
وكم عَزَّ أقوامٌ بعِزِّ لُغاتِ
أتَوْا أهلَهُم بالمُعجِزاتِ تَفَنُّناً
فيا ليتَكُمْ تأتونَ بالكلِمَاتِ
أيُطرِبُكُم من جانِبِ الغَربِ ناعِبٌ
يُنادي بِوَأدي في رَبيعِ حَياتي
ولو تَزْجُرونَ الطَّيرَ يوماً عَلِمتُمُ
بما تحتَه مِنْ عَثْرَة ٍ وشَتاتِ
أغنَّى اللهُ أرضَ الجزيرةِ بسقياهِ العظيمةِ
يَعِزُّ عليها أن تلينَ قَناتِي
حَفِظْنَ وِدادِي في البِلى وحَفِظْتُه
لهُنّ بقلبٍ دائمِ الحَسَراتِ
وفاخَرْتُ أَهلَ الغَرْبِ والشرقُ مُطْرِقٌ
حَياءً بتلكَ الأَعْظُمِ النَّخِراتِ
أرى كلَّ يومٍ بالجَرائِدِ مَزْلَقاً
مِنَ القبرِ يدنينِي بغيرِ أناة ِ
وأسمَعُ للكُتّابِ في مِصرَ ضَجّة ً
فأعلَمُ أنّ الصَّائحِين نُعاتي
أَيهجُرنِي قومِي-عفا الله عنهمُ
إلى لغة ٍ لمْ تتّصلِ برواة ِ
سَرَتْ لُوثَة ُ الافْرَنجِ فيها كمَا سَرَى
لُعابُ الأفاعي في مَسيلِ فُراتِ
فجاءَتْ كثَوْبٍ ضَمَّ سبعين رُقْعة ً
مشكَّلة َ الأَلوانِ مُختلفاتِ
إلى مَعشَرِ الكُتّابِ والجَمعُ حافِلٌ
بَسَطْتُ رجائِي بَعدَ بَسْطِ شَكاتِي
إما أن تعيد الميت إلى الحياة في البلاء
وتُنبِتُ في تلك الرُّمُوسِ رُفاتي
وإمّا مَماتٌ لا قيامَة َ بَعدَهُ
مماتٌ لَعَمْرِي لمْ يُقَسْ بمماتِ
قصيدة عبدالرحيم أحمد الصغير
طلعتْ .. فالمَولِدُ مجهولُ
لغة ٌـ في الظُلمةِ ـ قِنديلُ
حملتْ تاريخًا , ما تعِبتْ
فالحِملُ جديدٌ وأصيلُ
تتعانقُ فيهِ بلا حَدٍّ
وتذوبُ قلوبٌ وعُقولُ
فتفِيضُ الأرضُ بمختلِفٍ
مُتَّفِق ٍ أجْدَبُهُ نِيلُ
طلعتْ , أتُراها قد غرَبتْ
قبلا ً ؟ فالموكِبُ مَوصُولُ
أم نحنُ طلعنا من شجرٍ
ثمرًا أنضجَهُ الترتيلُ ؟
فكأنّ البدءَ ـ وقد عبرَتْ
عينيهِ ـ حنِينٌ وطُلولُ
والروحُ يُذيعُ بِشارَتها
تذكارٌ قاس ٍ وجميلُ
يُوقِفُها .. والريحُ رُخاءٌ
يُطلِقُها .. والغيمُ ثقيلُ
طلعتْ , وطلعْنا أو غربتْ
وغرَبْنا فالفرقُ ضئيلُ
نتَّفِقُ ونختلفُ قليلا
في أنّ الشامِلَ مشمولُ
فيُقالُ : يئِسنا وانحسرَتْ
ويُقالُ : سمَوْنا وتطُولُ
ويُقالُ : عشِقنا وابتهجَتْ
ويُقالُ : غدَرْنا وتميلُ
ونَظلُّ كِيانًا مُنفردًا
رُكناه فروعٌ وأصُولُ
ما جفَّ ـ شتاءً ـ في دمِنا
يخضرُّ ربيعًا ويسيلُ .
قصيدة حمد بن خليفة أبو شهاب
لغة القرآن يا شمس الهدى
صانك الرحمن من كيد العدى
هل على وجه الثرى من لغة
أحدثت في مسمع الدهر صدى
مثلما أحدثته في عالم
عنك لا يعلم شيئاً أبداً
فتعاطاك فأمسى عالما
بك أفتى وتغنى وحدا
وعلى ركنك أرسى علمه
خبر التوكيد بعد المبتدا
أنت علمت الألى أن النهى
هي عقل المرء لا ما أفسدا
ووضعت الاسم والفعل ولم
تتركي الحرف طليقاً سيدا
أنت من قومت منهم ألسنا
تجهل المتن وتؤذي السندا
بك نحن الأمة المثلى التي
توجز القول وتزجي الجيدا
بين طياتك أغلى جوهر
غرد الشادي بها وانتضدا
في بيان واضح غار الضحى
منه فاستعدى عليك الفرقدا
نحن علمنا بك الناس الهدى
وبك اخترنا البيان المفردا
وزرعنا بك مجداً خالداً
يتحدى الشامخات الخلدا
فوق أجواز الفضا أصداؤه
وبك التاريخ غنى وشدا
ما اصطفاك الله فينا عبثاً
لا ولا اختارك للدين سدى
أنت من عدنان نورٌ وهدى
أنت من قحطان بذل وفدا
لغة قد أنزل الله بها
بينات من لدنه وهدى
والقريض العذب لولاها لما
نغم المدلج بالليل الحدا
حمحمات الخيل من أصواتها
وصليل المشرفيات الصدى
كنت أخشى من شبا أعدائها
وعليها اليوم لا أخشى العدا
إنما أخشى شبا جُهالها
من رعى الغي وخلى الرشدا
يا ولاة الأمر هل من سامع
حينما أدعو إلى هذا الندا
هذه الفصحى التي نشدو بها
ونُحيي من بشجواها شدا
هو روح العرب من يحفظها
حفظ الروح بها والجسدا
إن أردتم لغة خالصة
تبعث الأمس كريماً والغدا
فلها اختاروا لها أربابها
من إذا حدث عنها غرّدا
وأتى بالقول من معدنه
ناصعاً كالدُر حلى العسجدا
يا وعاء الدين والدنيا معاً
حسبك القرآن حفظاً وأدا
بلسان عربي، نبعه
ما الفرات العذب أو ما بردى
كلما قادك شيطان الهوى
للرّدى نجاك سلطان الهدى