قصص عن حسن الظن بالناس
قصص عن حسن الظن بالناس
تعتبر صفة حسن الظن واحدة من الصفات الملهمة التي تفتقر إليها حياة الناس. إذ يواجهون المشقة والضغوط والألم والخراب، ويتطلعون إلى الحصول على قصص قصيرة ملهمة تتناول المواقف الإيجابية وتسردها في الحياة الواقعية وتحكي عن النجاح. تتضمن صفة حسن الظن بأي شكل من الأشكال بعض القصص الإيجابية وتتجلى فيما يلي:
قصة وزن الزجاج
في يوم من الأيام، كان أستاذ علم النفس يتجول على خشبة المسرح أثناء تدريس مبادئ إدارة الإجهاد في قاعة مليئة بالطلاب. عندما رفع كوبا من الماء، توقع الجميع أن يسأل السؤال النموذجي “نصف كوب فارغ أو نصف كوب ممتلئ”، ولكن بدلا من ذلك، سأل الأستاذ بابتسامة على وجهه، “ما مدى ثقل كوب الماء الذي أحمله؟”، فصاح الطلاب بإجابات تتراوح بين ثمانية أونصات وبضعة أرطال.
أجاب: من وجهة نظري، لا يهم الوزن المطلق لهذا الكوب، وكل ذلك يعتمد على المدة التي أملكها. إذا حافظت عليه لمدة دقيقة أو دقيقتين، فإنه خفيف إلى حد ما، وإذا حافظت عليه لمدة ساعة متواصلة، فإن وزنه قد يجعل ذراعي تؤلمني قليلا، وإذا حافظت عليه لمدة يوم متواصل، فمن المحتمل أن تشعر بتشنج في ذراعي وخدر وشلل تام، مما يجبرني على إسقاط الكوب على الأرض، وفي كل الحالات لا يتغير وزن الكوب، ولكن كلما طالت المدة الزمنية التي أحتفظ به، زادت إحساسي بثقله.
وبينما هز الفصل رؤوسهم بالاتفاق ، تابع قائل: إن ضغوطاتك ومخاوفك في الحياة تشبه إلى حد كبير هذا الكوب من الماء، فعندما تفكر فيها لفترة قصيرة لا يحدث شيء، وعندما تفكر فيها لفترة أطول ستشعر بالألم قليلاً، وعندما تفكر فيها طول اليوم ستشعر بالخدر والشلل التام وستجد نفسك غير قادر على فعل أي شيء آخر حتى تتخلص منها.
من المهم أن تتذكر التخلص من ضغوطك ومخاوفك، بغض النظر عن ما يحدث خلال النهار، قم بتفريغ كل أعبائك في وقت مبكر من المساء قدر الإمكان، ولا تحملها طوال الليل وفي اليوم التالي، إذا كنت لا تزال تشعر بثقل ضغوط الأمس، فهذا يشير بقوة إلى أن الوقت قد حان للتخلص من هذه الأعباء.
قصص السلف عن حسن الظن بالناس
وورد في الأحاديث النبوية دعوة النبي للناس إلى الثقة وحسن الظن بالآخرين، حيث قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: “إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث، ولا تحسسوا ولا تجسسوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا ولا تباغضوا، وكونوا عباد الله إخوةً.
التفكير السيء يؤدي إلى الخلافات بين الناس وتقطيع الروابط وإحداث الاضطراب في الحياة. لذلك، ينبغي للإنسان التفكير الجيد بالله والتفكير بالآخرين، حتى لا تزعجه الأفكار المزعجة ولا يتعب جسده. ولكن يجب على المسلم أن يجتهد في حسن الظن بالآخرين والتفكير الإيجابي.
أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم الزبير والمقداد رضي الله عنهما لاستلام امرأة وكتاب من بين أوراق المسلمين التي كانت بحوزة الكفار. وقدم هؤلاء الرسل الامرأة والكتاب، وسألهما الرسول عن هذه الكتاب، فأجابوا بأنهما لم يرتدا عن الإسلام ولم ينصروا الكفار، بل فعلوا ذلك ليضمنوا أمان قومهم من الأذى الذي يمكن أن يلحق بهم من قبل قريش.
آمن النبي صلى الله عليه وسلم بأن الرجل المذكور كان مؤمنا، ولكن سيدنا عمر رضي الله عنه طلب قتله لأنه اعتبره منافقا، ولكن النبي صدقه وأكد أنه من أهل بدر وتمت مغفرته وسامحه الله، وكان الرجل يشرب الخمر كثيرا في عهد النبي، وعقب ذلك لعنه قومه، ولكن النبي منعهم من ذلك، ومن الأسباب التي تعزز الظن الحسن هي
- إنزال الروح إلى منزلة الخير حيث قال ابن القيم رحمه الله: لم أر أحدا يجمع هذه الصفات كما جمعها شيخ الإسلام ابن تيمية، الذي كرس الله روحه، وكذلك بعض أصحابه العظماء، فصلى الله عليهم.
- حمل الكلام على الخير وحسن الظن بالنفس: عندما مرض الإمام الشافعي وعاد بعض إخوته لزيارته، قال له الشافعي: `الله يقوي ضعفك`. فأجاب الإمام: `أعلم أنك إذا تسببت لي فأنت تريد الخير فقط، لذا فإن الأخوة الحقيقيةتفكر جيدًا في الإخوان، حتى عندما يبدو أنها لا تحتمل أي وجه من جوانب الخير.
- البحث عن أعذار للآخرين، فقد قال ابن سيرين رحمه الله: إذا قال لك شخص ما شيئًا عن أخيك، فابحث عن عذر له، وإذا لم تجده، فقل: ربما يوجد عذر ولكنك لا تعرفه.
- يجب تجنب النوايا السيئة واتباع ما أمر به الله تعالى ورسوله الكريم، صلى الله عليه وسلم.
- تحدي آفات الفكر السيئ وعدم التوصية النفس بسوء الظن: ذكر سفيان بن حسين أنه ذكر رجلا سيئا أمام إياس بن معاوية، وعندما نظر إليه قال لا، ثم سأله إن كان ينتمي إلى السند أو الهند أو الترك، وقال لا، فسأله: أتسلم منك الروم والسند والهند والترك، ولا تستطيع أن تسلم أخاك المسلم؟ فأجاب بعد ذلك بالصمت.
- يجب على الحكيم أن يكون مطمئنًا دون التجسس على أخطاء الآخرين، وعليه أن يتصرف بحكمة لتصحيح أخطائه، وألا يفرض عليهم العيش مع عيوبهم، بل يجب عليه العمل على تحسين نفسه قبل محاسبة الآخرين على أخطائهم.
نصائح تساعدك فى حسن الظن بالناس
- يجب عليك أن تحمل الكلمات بأفضلطريقة ممكنة وتتوقع الأفضل.
- يجب البحث عن الأعذار حتى إذا لم تكن واضحة بالنسبة لك، حيث قال ابن سيرين: إذا أخبرك أخوك بشيء، فابحث عن عذر له.
- لا ينبغي لنا أن نحكم على نوايا الآخرين، حيث أن الله وحده هو الذي يعلم أسرار الإنسان.
- التعرف على السلبيات التي تنتج عن عدم الثقة في الناس بسبب سوء الظن بهم.
- لا تتجسس أو تتبع الآخرين أو أخطائهم، فإنه حرام شرعا.
- التركيز على معرفة عيوب الذات ومحاولة التغلب عليها.