قصص عن الصبر
الصبر يعد واحدا من أفضل الصفات التي يحثنا عليها الله عز وجل، وله العديد من الفوائد، حيث يقال إن الصبر هو المفتاح للانفراج وأنه يحمي المسلمين من الأمراض الخطيرة المختلفة، وسيجازيهم المسلمون عند يوم القيامة، وسنقدم لكم اليوم واحدة من أفضل القصص التي توضح قيمة الصبر في الحياة العامة.
قصة عن الصبر
تدور القصة حول رجل يدعى كمال، كان يعمل بانتظام في إحدى الشركات الكبرى، وفي يوم من الأيام شاهد مشاجرة بين مجموعة من الأشخاص في طريق عودته للمنزل. فهو كأي شخص آخر شعر بالفضول لمعرفة الأسباب ووقف لمشاهدة الأمر. وتصاعدت حدة المشاجرة مع الوقت وبدأت الأيدي تتلاسن ثم استخدموا الأسلحة، وظل كمال يراقب الأمر من بعيد. وفي نهاية المطاف، تعرض أحد الشباب، الذي يدعى خالد، لإصابة خطرة وفر الآخرون هاربين. وكان كمال ما زال يراقب الأمر وهو مصاب، وكانت حالته خطيرة.
وهنا كان كمال مازال يقف ويشاهد الموقف من بعيد، وأسرع إلى الشاب ومسكه ليعلم ما أصابه، ولكن خالد كان قد فارق الحياة نتيجة تلك الإصابة، وهنا قد وصلت الشرطة وكان كمال مجرد مشاهد وليس له أي علاقة بالمشاجرة، ولم يكن في أي موضع للاهتمام، ولذلك لم يهتم بأنه يهرب أو يفر، ولكن كان أمام الشرطة هو المتهم الوحيد، وأخذته الشرطة لأنه كان الشاب الوحيد موقف الاتهام بهذا الوقت وكان على علم كبير بأن الله تعالى سيقف بجانبه ولن يخذله وأتخذ موقف الصابرين.
فعلا، كان الشاب صبورا للغاية ويثق بالله عز وجل، وكانت من أبرز صفاته صفة الاستغفار التي كانت تلازمه. كان ملتزما أيضا بقراءة القرآن، وكان يقرأ سورة الفتح دائما. كان واثقا أن الله سينصره ويظهر الحق، وكان متأكدا أيضا أن القاضي عندما يصدر حكمه، فإنه لا يمكن أن يتراجع عنه أو يتغير بغض النظر عن الظروف.
في يوم من الأيام جاء إليه شخص وأخبره بموعد الحكم الخاص بالقضية، ولكن الشاب استمر في صبره وقراءة القرآن والاستغفار، وكان صبورا حتى يوم الحكم، وبدأت القضية تعرض مثل القضايا الأخرى، ولكن الاختلاف كان في أن القاضي كان من المفترض أن يصدر حكم الإعدام، ولكن الجميع فوجئوا ببراءة الشاب، وفي ذلك الوقت تعجب الجميع واستغربوا، ولكن القاضي لم يعد قادرا على تغيير ما قاله.
ربما كان الأمر بسبب أن الله وحده يعلم ما في قلب الإنسان، وكما يعلم أنه لا يمكن أن يدفع ثمن فعل لم يقم به، فسبحان الله عز وجل الذي نصر الرجل المظلوم. والصبر هو إحدى النعم التيمنحها الله عز وجل لنا، فلنحمد الله بكل الحمد.
ما هو صبر أيوب
إن الله عز وجل قد جعل لنا جميعا مثالا يشبهه النبي أيوب عليه الصلاة والسلام في صبره على المحنة. وذلك من خلالما أعطاه الله من مال وأولاد، حيث توفي أولاده وانتهت ثروته، وضعفت قوته وأصابته مصائب عديدة وأمراض شديدة، ما جعل الناس يتجنبونه. ولكنه كان صابرا، وكانت زوجته أيضا صابرة على هذا البلاء واستمرت في خدمته لفترة طويلة، حيث كانت تأتيه بالطعام بنفسها رغم اعمالها كخادمة.
ثم قام الأشخاص الذين كانوا يعملون لديها بالتخلص منهم، والسبب الذي أدى إلى ذلك هو الخوف من انتقال الأمراض التي كان زوجها يعاني منها. وعندما اشتدت ظروفهم المادية، بدأت تبيع كل ما تملك في منزلها لشراء الطعام لنبي الله أيوب عليه السلام. وفي النهاية، وصلت إلى حد بيع ضفائر شعرها. في هذا الوقت، أقسمت عليها ألا تأكل الطعام حتى تعرف مصدر أموالها. وعندما كشفت عن رأسها، أدرك الحالة التي هي عليها. ثم نادت الله وقالت: “يا ربي، إني أصبت بالبلاء وأنت أرحم الراحمين.” وعلى الرغم من أن هذا الوضع استمر لسنوات ولم يصل إلى الله بالدعاء، إلا أن الله علم أن أيوب يتحمل البلاء بالصبر. وأرسل الله له النجاة عندما ضرب أرضه بقدمه وخرج منها ينبوع ماء. وبالفعل، استحم وشرب من هذا الينبوع. وبديلا عن المرض، أعاد الله له الصحة والعافية ورفع الضعف عنه ومنحه مخرجا.