قصص شركات فشلت ثم نجحت
هذه الشركات فشلت ثم نجحت
تبدأ مسيرة الشركة الناجحة عادةً بمواجهة كثير من الرفض والسخرية من الجمهور أو العملاء المحتملين، وإذا تابعنا تجارب الشركات العالمية الناجحة التي واجهت السخرية والرفض في بدايتها، سنجد أنها بدأت كأفكار غريبة رفضها الجميع، ولكنها أصبحت فيما بعد شركات عملاقة وناجحة عالميًا.
غالبًا ما يُنظر إلى أي فكرة جديدة ومبتكرة ومختلفة عنالفكرة السائدة على أنها فاشلة لمجرد كونها غير عادية، ومع ذلك، إذا وافق أصحاب هذه المشاريع على ما يقوله الناس بشأنها، فمن المؤكد أنهم لن يحققوا ما حققوه حتى الآن.
وغالبا ما يواجه رواد الأعمال وأصحاب الأفكار الإبداعية التحديات الكبيرة بسبب التهكم والسخرية التي يواجهونها في الأيام الأولى، ولكنهم يركزون على عملهم بحيث يبدو وكأنهم لم يسمعوا شيئا، وهذا يمثل تحديا لهم لأنهم مصممون على تحدي الجميع، وخاصة أولئك الذين يستهدفون أفكارهم بالسخرية، ليثبتوا لهم أن الأفكار الغريبة لا تعني بالضرورة الفشل، بل على العكس، فهي أفكار مبتكرة يمكنها التفكير بذكاء وإبداع لدخول السوق من نقطة دخول غير تقليدية أخرى بعيدا عن الأساليب التقليدية التي تستخدمها الشركات في أفكارها.
هناك الكثير من الشركات في يومنا هذا التي نستخدم منتجاتها على نطاق واسع، ولكننا لا نعلم حجم السخرية التي تعرضت لها في أول الأيام، حتى الأشخاص الذين رفضوا في الأصل هذه الأفكاروالمنتجات أصبحوا الآن من بين أولئك الذين يستخدمونها، وتشمل هذه الشركات:
فيسبوك
أول موقع للتواصل الاجتماعي مشابه لفكرة فيسبوك هو MySpace و Friendster، حيث عملت الشركتان على نفس فكرة فيسبوك، أي إنشاء وإحضار بيئة للتواصل الاجتماعي بين مختلف الأشخاص ومن بيئات ودول مختلفة الكل في مكان واحد، لكن للأسف حُكم عليهم بالفشل بعد ذلك، رغم أنهم خرجوا وعملوا بشكل مكثف في البداية.
وتم إطلاق فيسبوك في عام 2004 للعمل على فكرة مشابهة لفكرة الموقعين السابقين، وتوقع الجميع أنه بناءً على تجربة سابقة، فإنها ستفشل، ولكن هذه المرة، كان مارك زوكربيرج عازمًا جدًا على إنجاح فكرته، وفي الواقع، أصبح فيسبوك أحد أكثر مواقع الشبكات الاجتماعية استخدامًا على نطاق واسع حول العالم، مع ملايين المستخدمين من مختلف البلدان.
أصبح فيسبوك حاليًا قادرًا على جمع أشخاصٍ من بلدانٍ مختلفةٍ في مكانٍ واحدٍ، كما لو كانوا يعيشون بدون هذه الحدود الجغرافية التي تفصل بينهم.
تويتر
عند ظهور موقع تويتر، كان هناك العديد من المنصات والمواقع الإلكترونية والخدمات المشابهة، وكانت المنافسة في سوق الخدمات المماثلة قوية جدًا، ولذلك كانت فرص نجاح هذا الموقع الناشئ ضئيلة، وتوقع الجميع فشله.
لقد حدث شيء غير متوقع حيث استطاع تويتر التفوق على العديد من الخدمات المماثلة مثل خدمات البريد الإلكتروني من مايكروسوفت والرسائل القصيرة و RSS وغيرها، واحتل الصدارة بين تلك الخدمات والمواقع.
إن الآلية التي يعمل عليها تويتر والتي كانت سببًا رئيسيًا لنجاحه، هي جذب المشاهير وتشجيعهم على الاستفادة من هذا الموقع الجديد حتى يتمكن المستخدمون الآخرون من متابعتهم وتقليدهم أيضًا في طريقة الاستخدام، وبالتالي فقد تمكن من جذب عدد كبير من المستخدمين العاديين الذين وجدوا أن تويتر وسيلة مميزة وسهلة للتواصل.
جوجل
يستخدم الجميع جوجل كمحرك بحث أساسي، والمثير للإهتمام أكثر أن الكثير من الناس لا يعرفون أن هناك محركات بحث أخرى غير جوجل، ويعتقد البعض أن جوجل هو المحرك الوحيد للبحث على الإنترنت.
في الواقع، ظهرت جوجل كمحرك بحث في وقت كان فيه العديد من محركات البحث الأخرى، ولكنها تمكنت من التغلب عليهم جميعًا لتصبح المحرك الرائد في العالم، على الرغم من توقعات الفشل في بداية مسيرتها المهنية بسبب قوة المنافسة، إلا أن جوجل كانت أذكى من أي من منافسيها.
اختارت جوجل خطوة ذكية جدًا، وهي الكشف عن نقاط ضعف منافسيها والتغلب عليها، وفي الواقع، اعتمدت محركات البحث الأخرى على الإعلانات التي يطلبها المستخدمون، لذلك بدأت جوجل كمحرك بحث بدون إعلانات.
أمازون
تأسست شركة أمازون في وقت كان يعتبر فيه التسوق عبر الإنترنت والمعاملات المالية عبر الإنترنت غير موثوق بهما، وكان الجميع يتوقع فشل الشركة فيتلك الفترة. فكيف يمكن للشركة بيع منتجاتها عبر الإنترنت إذا كان قليل من الناس مقتنعون بالدفع عبر الإنترنت للحصول على المنتج الذي يريدونه؟.
طور جيف بيزوس شركته بشكل رائع، حيث جعل أمازون أكبر موقع تسوق في العالم، ونجحت في التسويق الإلكتروني، وأصبحت مصدر إلهام للعديد من الأشخاص الذين أنشأوا مواقع ويب مماثلة ومنافسة لشركة أمازون، ولكن بيزوس احتفظ دائما بالمركز الأول.
دروب بوكس
تقدم شركة دروب بوكس خدمة تخزين سحابي تشبه الخدمات التي تقدمها شركات مثل مايكروسوفت وأون درايف وغيرها. وفي الواقع، كان هناك توقعات كثيرة بفشل الشركة، ولكن رغم ذلك، استمرت الشركة وحققت نجاحًا كبيرًا حيث تنافست مع مايكروسوفت وأثبتت نفسها كقائدة في هذا المجال.
آبل
عندما ظهرت شركة Apple لأول مرة، عملت على نظام التشغيل Mac الخاص بها، بينما عملت Microsoft أيضًا على نظام التشغيل Windows. ومع ذلك، قررت Apple أيضًا العمل على نظام iOS للتنافس مع نظام Android من Google.
قامت آبل بعمل جيد جدًا في إطلاق وتسويق منتجاتها الخاصة، وعلى الرغم من التوقعات السيئة في ذلك الوقت بشأن فشل هذا النظام، إلا أنها تمكنت من النمو والازدهار كما هو الحال دائمًا وخيبت توقعات الجميع.
قصص نجاح بعد الفشل
الفشل لا يعني نهاية الطريق بل البداية التي تعلمك الطريق الصحيح، ويعني الفشل أنك اخترت الطريق الخطأ، ولا يعني أنك شخص فاشل أو شخص غير قادر على فعل أي شيء مفيد، وإذا نظرت حولك ستجد العديد من الأشخاص الذين يفشلون كل يوم ولكن يمكنهم التعامل معه، ومن بين قصص النجاح التي واجهت الفشل في البداية ما يلي:
جي كي رولينج
هي مؤلفة سلسلة هاري بوتر، وبعد سنوات قليلة من التخرج، مرت بأصعب التجارب بسبب فشلها في حياتها الزوجية وعدم وجود عمل، ورفضت 12 ناشرًا لروايتها هاري بوتر.
أصبحت سلسلة كتب هاري بوتر الشهيرة والتي تضم الآن أفلامًا واحدة من أشهر الكتب في العالم، حيث تم بيع أكثر من 500 مليون نسخة حول العالم، بالرغم من فشل الكاتبة جي كي في إيجاد ناشر للرواية ورفض الناشرين لها، إلا أنها لم تتوقف واستمرت حتى تحقق حلمها.
والت ديزني
هو مخترع شخصية ميكي ماوس وأفلام الكارتون الأخرى، ويعتبر من أهم قصص النجاح بعد تعرضه للفشل المتكرر، حيث عمل كصحفي ثم فصل من العمل بسبب أفكاره الجريئة.
بعد طرده، لم يستسلم أو يفقد الأمل، بل حاول مرة أخرى ونجح في إنشاء أول شركة للرسوم المتحركة تسمى `Laugh-o-gram-movies`. ومع ذلك، أفلس مشروعه بعد عامين من تأسيسه، حيث قدم أفلامه المتحركة ومشاريعه للعديد من الاستوديوهات ولكن تم رفضها.
على الرغم من الإفلاس الذي أصاب مشروعه والرفض المتكرر لأفكاره، إلا أنه استمر في الكفاح والطموح حتى شكل هو وشقيقه روي والتر ديزني “شركة والت ديزني” التي نمت بعد ذلك لتصبح أشهر شركة إنتاج للرسوم المتحركة في الولايات المتحدة.
ألبرت أينشتاين
لم يستطع أينشتاين الكلام حتى بلغ الثالثة من عمره بسبب إصابته بمرض التوحد، ولكن هذا لم يكن عائقًا أمام نجاحه، ففي سن الثانية عشرة تعلم الجبر والهندسة الإقليدية، واكتشف نظرية النسبية التي تعتبر إحدى أهم النظريات في الفيزياء الحديثة.
اخترع القنبلة الذرية وحصل على جائزة نوبل في الفيزياء عام 1921، وذلك لاكتشافه الظاهرة الكهروضوئية التي شكلت أساسنظرية الكم.
العقيد هارلاند ساندرز
هو المؤسس الرئيسي لسلسلة مطاعم “كنتاكي فرايد تشيكن” الشعبية، وترك دراسته ليبدأ حياته المهنية ويعمل في مجالات مختلفة مثل حداد ورجل إطفاء ومحامي، وحصل على درجة الماجستير في القانون من خلال التعلم عن بعد بالإضافة إلى العديد من المهن الأخرى.
تم فصله من العديد من الوظائف ولكنه لم يفقد الأمل وشكك في الظروف والإخفاقات، ثم اشتعلت النيران في فندقه ومطعمه في عام 1939، فقام ببناء مطعم جديد في نفس المكان، ولكن تم إغلاقه خلال الحرب العالمية الثانية.
عمل كموظف في مطعم حتى نهاية عام 1942، وسافر إلى الولايات المتحدة لبيع مزيج الدجاج المقلي السري الخاص به وبيعه لأول مرة في عام 1952، وبدأ رحلته الناجحة في سن الثامنة والثلاثين.
تُعَد قصّة هارلاند من أهم قصص النجاح بعد التجارب الفاشِلة المتكرّرة، فهي تُثبت أن النجاح لا يرتبط بالعُمر، وأنه لا ينبغي اليأس أو فقد الأمل بغضّ النظر عن العُمر، ويمكن التغلّب على الظروف الصعبة وتحقيق النجاح حتى بعد الفشل الكبير.
توماس أديسون
هو مخترع العديد من الأجهزة، بما في ذلك تطوير جهاز تصوير سينمائي وفونوغراف ومصباح كهربائي، وقد حصل على 1093 براءة اختراع أمريكية والعديد من براءات الاختراع في فرنسا وألمانيا.
تعرض أديسون لمشاكل في السمع في سن مبكرة مما حال دون استكمال تعليمه، وعلمته والدته القراءة والكتابة، وعانى أديسون من فشل في أكثر من 20000 تجربة، وأخبره معلمه أنه طفل غبي وطرده من معمله.
لم يفقد إديسون الأمل، فكان لديه الإرادة والعزيمة حتى أصبح من أشهر العلماء، وأسس معملاً صغيراً في منزله، وعندما توفي، قررت الشركات الكبرى في جميع أنحاء العالم إطفاء الأنوار تكريماً له.