قصص السلف في مراقبة الله
يتكون الدين من ثلاث مراتب ، وذكر ذلك في الحديث المتفق عليه من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه. حيث كان رجل غريب الهيئة يتحدث مع النبي صلى الله عليه وسلم ويسأله عن الإسلام و الإيمان والإحسان. وأجاب النبي صلى الله عليه وسلم بأن الإسلام يتكون من خمسة أركان و الإيمان يتكون من ستة أركان و الإحسان هو العبادة كأنك تراه، وإذا لم تكن تراه فهو يراك. وفي نهاية الحديث، تبين أن الرجل الغريب هو جبريل الذي جاء ليعلم الناس دينهم
من خلال تلك الحديث نجد أن مراتب الدين كما أتت: في هذه المقالة، نتحدث عن مراقبة الإحسان في الإيمان والإسلام والإحسان .
معنى الإحسان
الإحسان هو أن تكون مراقبا لله سرا وجهرا، وأن تكون مراقبا لله بتقوى ومحبة، وأن تتوقع ثواب الله وتخشى عقابه. يتحقق ذلك من خلال الالتزام بالنوافل والفرائض، وتجنب المعاصي والمحظورات والأفعال المكروهة. المحسنون هم الذين يتفوقون ويسابقون في فضائل الأعمال.
أدلة اهل السلف في الاحسان
أدلتهم من الكتاب هي قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ} [النحل : 128 ].
ومن السنة ما قد جاء في حديث جبريل عليه السلام أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ” أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك “
نجد أن مراقبة الله ركن واحد، وهو عبادة الله وتصور أنك تراه، لأن الله يراقبك ويعلم حالك، لذا اكن مطيعا له وافعل ما يرضيه ويحبه، وتذكر أن الله يعلم كل ما تفعله وتريد فعله وتقوله.
خطوات السلف في مراقبة الله
عن ابن السماك قال: أخي داود أوصاني بالتالي: انظر، لا تفعل ما يغضب الله، ولا تفقد ما أمرك به، واستح في قربه وقدرته عليك. حلية الأولياء (7/358)
عن الفضل بن صدقة الواسطي قال: سمعت ذا النون المصري يقول: “إذا اطلع الخبر على الضمير ولم يجد في الضمير غير الخبير، جعل فيه سرجًا منيرًا”، وذلك وفقًا لـ “حلية الأولياء” (9/379)
عن محمد بن علي الترمذي قال: : “اجعل مراقبتك تكون لمن لا يغيب عن نظره إليك، واجعل شكرك لمن لا يتوقف عن إنعامه عليك، واجعل خضوعك لمن لا يخضع له سوى الملك والسلطان. حلية الأولياء (10/235)
سئل عبد الله بن فاتك عن المراقبة فتحدث قال: إذا كنت فاعلاً، فانظر نظر الله إليك، وإذا كنت قائلاً، فانظر سمع الله إليك، وإذا كنت ساكتاً، فانظر علم الله فيك، وقد قال الله تعالى: { إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى } [طه: 46]
أما الذي يخاف: إنه يراقب بشدة ويخشى الله تعالى، ومن يستحي من الله فإنه يراقب بشدة وتواضع، وأما المحب فإنه يراقب بفرح وشدة وسخاء النفس، ويشعر دائمًا بالخوف والتقوى، ولن يترك الذاكر لله قلوب المراقبين.
فقد يسأل النبي صلى الله عليه وسلم ربه وكأنه يسأله ويقول: أدعوك أن تخشى الله في السر والعلن”، وقد وصى أبو ذر بهذا عندما قال: “أوصيك بتقوى الله في سر أمرك وعلانيته”. ووصى جميع المؤمنين بالحرص على خصوصياتهم وعلانيتهم، فقد قال عليه الصلاة والسلام: “اتق الله حيثما كنت.
وكان يوصي هنا السلف بعضهم بعضا، كتب ابن سماك لأخ له قال: أما بعد.. فأوصيك بتقوى الله الذي هو نجيك في سريرتك، ورقيبك في علانيتك، فاجعل الله منك على بال في كل حال في ليلك ونهارك، وخف الله بقدر قربه منك وقدرته عليك، واعلم أنك بعينه ليس تخرج من سلطانه إلى سلطان غيره، ولا من ملكه إلى ملك غيره، فليعظم منه حذرك، وليكثر منه وجلك.. والسلا .
كما قال أبو الجلد: أوحى الله إلى نبي من الأنبياء قائلاً: قل لقومك، لماذا تسترجعون الذنوب من خلقي وتظهرونها لي؟ إذا كنتم تعتقدون أنني لا أراكم، فأنتم تشركون في الشرك بي، وإذا كنتم تعتقدون أنني أراكم، فلماذا لم تجعلوني أقرب الناظرين إليكم؟