قصر برزان في حائل
يعد قصر برزان تراثا تاريخيا في قطر، ويقع في مدينة حائل شمال الجزيرة العربية، وكان قصر حكم عائلة آل علي، ومن ثم أصبح قصر عائلة آل رشيد، وتم إطلاق لقب برزان عليه لأنه كان يبرز عن المباني الأخرى المحيطة به في ذلك الوقت، واليوم لا يوجد من القصر سوى البرجين التي كانت تحيط به.
بالإضافة إلى ذلك، يوجد قصر برزان في المملكة، وتحديدا كما ذكرنا في الفقرة السابقة، يقع في مدينة حائل. إنه واحد من القصور التراثية التاريخية القديمة التي مهما مر عليها الزمن، ستظل التاريخ حافظا عليها مثلما يحدث مع قصر محمد علي في جمهورية مصر العربية. تم بناء هذا القصر في القرن الثامن عشر الميلادي، وكان يعود لعائلة علي. أما عائلة رشيد، فقد قامت بطردهم من القصر وإسقاط حكمهم، وفي وقت قصير أصبح المركز الحاكم، وأصبح مسكنا لهم في عهد الحاكم عبد الله العلي الرشيد.
ونتيجة لأن القصر أصبح ملكهم، قاموا بإجراء العديد من التعديلات في القصر والمناطق المحيطة به. فقد قاموا بتطويره وتوسيعه خلال فترة حكم الأمير طلال بن عبد الله. تم تغيير شكل القصر من الداخل عن طريق استخدام بعض الدهانات التي تتوافق مع العصر في ذلك الوقت. ومن أجل الحفاظ عليه، وافقوا على بناء سور كبير في المدينة بأكملها.
مساحة قصر برزان في حائل
كان ارتفاع قصر برزان الأساسي في حائل يصل إلى سبعين قدما، وتم بناؤه في عام 1808 على يد الأمير محمد بن عبد المحسن آل علي، الذي كان ثاني حاكم لأسرة آل علي في حائل. تم بناء القصر على مساحة واسعة تزيد عن ثلاثمائة ألف متر مربع.
وصف قصر برزان من الداخل
كان القصر مكونًا من ثلاثة طوابق، وفي الطابق الأرضي كانت المجالس والصالونات، بالإضافة إلى الحدائق والمطابخ، وكان الطابق الثاني مخصصًا لغرف الضيوف الذين يأتون إلى الدولة بشكل مستمر، وكان الطابق الثالث مسكونًا بالأسرة الحاكمة للدولة في ذلك الوقت.
قصر برزان في عهد آل رشد
في عام 1834، تمكن عبد الله العلي الرشيد وأخوه عبيد من إسقاط الحكم، وفي هذا العام قرروا تحويل قصر برزان إلى مقر للإمارة، وأكدوا أنه سيكون مركزا جديدا لمدينة حائل. وقاموا بإعادة بناء العديد من أجزاء القصر التي كانت متضررة، وتم إصلاحه في وقت قصير. وأصبح بسرعة المركز الرئيسي للحكم ومسكنا لأسرة آل رشيد، العائلة الحاكمة في ذلك الوقت.
واستمر القصر يرى تعاقب الأجيال الحاكمة عام بعد الآخر من خلال أسرة آل رشيد، وكانت هي مركز إدارة البلد، وفي العهد الخاص بالأمير طلال بن عبد الله بن علي الرشيد (كان الحاكم الثاني من عام 1874 حتى عام 1868) قد تم بناء العديد من الدكاكين والورش والمحلات التجارية جواره، بالإضافة إلى أنه قد تأسيس العديد من الورق الحرفية والصناعية.
في عهد الأمير محمد بن عبد الله بن علي الرشيد، الذي كان الحاكم الخامس للمدينة منذ عام 1873 حتى عام 1897، تم توسيع ميدان البرزان وتطوير السوق، بالإضافة إلى بناء جامع برزان الكبير، وفي نفس الوقت تم بناء سور ضخم حول المدينة.
هدم قصر برزان
في عام 1921، تم سقوط حائل، وبعد مرور عامين من هذا الحدث وتولي الأمير عبد العزيز بن مساعد بن جلوي آل سعود الحكم، تم إزالة القصر بالكامل، وتمت الموافقة على هذا الأمر عام 1381 هجريًا.
وكانت عملية إزالة القصر عملية من الأمور التي أثرت بشكل نفسي كبير في جميع أهالي حائل، وحتى اليوم مازالوا يتذكرون القصر ومازال المكان يعرف بمكان القصر، وهذا الأمر أدى إلى كتابة العديد من الأبيات الشعرية التي كانت تمثل رثاء لهدم القصر، ومن أهم من كتبوا رثاء للقصر كان الساعة عبد العزيز الدعيع في عام 1963.
قصر برزان في الوقت الحاضر
في الوقت الحاضر قد تحول قصر برزان إلى حي كامل، ويقع هذا الحي في المركز الأساسي لمدينة حائل الحديثة، بالإضافة إلى أن الساحة القديمة الخاصة بالقصر القديم ومكان القصر بشكل محدد مازالوا حتى اليوم ساحة مرصوفة وخالية، وقد تجد العديد من الصور الأصلية لقصر برزان في الوقت القديم على الانترنت .
وعلى الرغم من أن مدينة حائل والمملكة قد فقدوا واحد من أعظم المعالم التاريخية إلا أنها مازالت تحتوي على تراث أصيل وقديم، وهذا التراث يدل على عراقتها وأهميتها عبر العصور التاريخية، حيث أنها تحتوي على مختلف الجبال الشامخة التي تشبه قصر برزان ومازالت حتى اليوم آثار القصر واضحة.