قصة وفاة أمرؤ القيس ومكان دفنه
يدرك أمرؤ القيس جيدا أنه واحد من أهم وأعظم شعراء العصر الجاهلي، إذ كان ينتمي إلى قبيلة كندة الموجودة في قلب عاقل في نجد. ويعرف عنه دائما حبه للترف واللهو، والذي يتجلى بشدة في قصائده وأشعاره. كما كان يقصد الروايات الغرامية ويفحش بها، ولذلك كان من بين أوائل الذين دخلوا قصصهم الشعرية إلى مخادع النساء. كما كان مشهورا بشربه الكثير من الخمر، ويحب التجول والتسكع كثيرا مع أصدقائه، وخاصة مع صعاليك العرب .
الحياة الشخصية و الشعرية لأمرؤ القيس
و كان يعرف عن أسلوب أمرؤ القيس في الشعر و الكتابة ، أنه دوما ما كان يخالف تقاليد البيئة التي تربى بها ، في أشعاره و أبياته ، كما أنه كان يذكر دائما أحاديث الترف و اللهو و التي كانت تزيد بكثرة عند جلوسه وسط رفقته ، و لما رأى والده هذا الأمر فقد غضب منه بشده ، و قام بارساله إلى مدينة حضر موت ، و هي المدينة التي يوجد بها قومه و عمامه ، و أصله ، و ذلك لكي يقوم أهله بنصحه و إرشاده للطريق الصحيح ، و التغير من صفاته الغير سوية و التي كانت تغضب الكثير من رجال القبيلة .
ومع ذلك، لم ينجح ذلك، حيث أنه بعد زيارته لأعمامه، تبعه الصعاليك العرب أيضا وظل معهم معظم الوقت في حياته، ولم يتغير شيء في حياته أو صفاته على الإطلاق، وفشل أعمامه في إقناعه بتخليه عما هو عليه، ومن أهم الألقاب التي اشتهر بها أمرؤ القيس في حياته هي (ذي القروح والملك الضليل وحندج)، ويجدر بالذكر أن أمرؤ القيس كان يعتنق الديانة الوثنية، وهي عبادة الأصنام، وهي ديانة آبائه وأجداده، ولكنه لم يكن مخلصا لهذه الآلهة أبدا، بل كان دائما يعبدهم في أوقات معينة .
قصة موت أمرؤ القيس
و قد مات أمرؤ القيس في سن صغير ، حيث أنه كان دائم الترحال و اللهو و الشرب ، و لكنه بعد مقتل والده فقد تحول إلى فارس مغوار و محارب شديد ، و ترك حياة اللهو و بعد الثأر لوالده فقد أصبح يتجول و يرتحل من بلد لأخرى حتى قد وصل إلى مدينة أنقرة و كان في طريقه إلى القسطنطينية ، و قد قرر أن يرتاح في هذه المدينة ، و لكنه قد أصيب ب الجدري ، ومات بالجدري ، و قد دفن في مدينة أنقرة و دفن قبره الشهير و الذي يوجد أعلى تلة هيدريليك و لم يتم تحديد السنة التي توفى بها و لكن أغلب المؤرخون أتفقوا أنه قد مات في عام 540م .
تأثير وفاة أبي أمرؤ القيس (حجر) عليه
قتل حجر، والد أمرؤ القيس، على يد بني أسد، مما دفع أمرؤ القيس للانتقام والثأر لوالده، على الرغم من أنه ليس الأكبر من إخوته، إلا أنه كان الوحيد الذي تحمل مسؤولية وفاة والده، وهذه الحادثة تعدنقطة تحول في حياة أمرؤ القيس وقد غيرت مجرى حياته .
حيث أنه عندما عرف خبر مقتل أبيه لم يبكي أو يدمع مثل أخوته ، و لكنه عزم على أخذ بثأر والده ، و ترك اللهو و الخمر و أخذ سلاحه و لباس الحرب ، و قد توجه إلى قوم بني أسد للثأر لأبيه ، حيث كان يردد (ضيعني صغيراً، وحملني دمه كبيراً، لا صحو اليوم ولا سكر غداً، اليوم خمر وغداً أمر )
عندما وصل أمرؤ القيس لبني أسد، كانوا قد خافوا منه وجزعوا، وحاولوا إرضائه بكل الطرق، ولكنه رفض جميع محاولاتهم للهروب من مصيرهم المحتوم، واستمر في قتلهم حتى زادت رائحة جثثهم، وانتقم لمقتل والده بأشد الانتقام .