قصة نجاح فرانكلين مارس صانع شوكولاتة مارس
جلس الصغير هذا على كرسيه المتحرك ينظر إلى إخوته وبقية الأطفال، وهم يلعبون ويتسلى بسعادة، بينما هو محجوز في كرسيه، لا يمكنه الحركة، وصديقه الوحيد هو الملل، ويمر الوقت عليه ببطء، نظرت الأم إليه بحزن وهي ترى نظراته المحبطة، وهو يراقب كل من حوله عسى أن يجد شيئا ليسلي به نفسه. اقتربت منه الأم ونظرت إليه بحب، وقالت: “ما رأيك أن أعلمك شيئا جديدا مسليا جدا وسوف تسعد به كثيرا؟”، فرح الطفل حقا وقال: “ما هو؟”، فأجابت الأم: “سأعلمك طريقة صنع الشوكولاتة اللذيذة”. هذا الطفل هو فرانكلين كلارنس مارس، صاحب أجود أنواع الشوكولاتة في العالم، وكان يبحث عن السعادة وأصبح بمثابة صانع السعادة. لمعرفة باقي قصته ورحلته نحو النجاح، تابع معنا .
مولد فرانكلين كلارنس مارس ونشأته
ولد فرانكلين كلارنس مارس في اليوم الرابع و العشرون من شهر سبتمبر لعام (1883) في هانكوك، مينيسوتا، الولايات المتحدة، كان يعاني مارس في طفولته من الشلل ،فقررت والدته أن تساعده و توضع حد لمعاناته ،مع الوحدة فبدأت تعلمه صنع الشوكولاتة ،فهي كانت ماهرة في صنعها حيث أنها كانت تقوم بصنعها و بيعها من أجل أن تكسب المال ،حتى تتمكن من سد احتياجات أسرتها ، وجد الصغير صعوبة شديدة في صنع الشوكولاتة في البداية ،لذلك حاول الهروب كثيراً من التعلم و لكن في النهاية لم يجد خيار أخر أمامه فماذا يفعل في هذا الوقت الطويل و الملل ،و استمر مارس في التعلم و بعد فترة قام بصنع أول قطعة شوكولاتة بدون مساعدة والدته ،فقامت والدته بدعوة أطفال الجيران من أجل أن يتذوقوا الشوكولاتة التي قام بصنعها، و نالت إعجابهم بشدة إلى درجة أنهما بعد ما كانوا يتجاهلون الجلوس مع هذا الطفل المشلول ،أصبحوا يفضلون الجلوس بجانبه طول اليوم،من أجل الحصول على الشوكولاتة ذات المذاق الرائع .
يحقق فرانكلين كلارنس مارس السعادة والثروة
تحول فرانكلين من طفل بائس إلى طفل سعيد ، مليء بالطاقة و الأمل و أصبحت صناعة الشوكولاتة أهم شيء في حياته ،فكل يوم يأتي له الأطفال من أجل الحصول عليها و أصبح ماهر جداً في صنعها، و لكنه لم يقف عند هذا الحد فقرر أن يطور مهارته في الصنع ،و بدأ أن يدخل في صنع الشوكولاتة مواد و نكهات جديدة، حتى لا تكون ذات مذاق ممل و تقليدي و أبهر الجميع بما صنعة، لذلك شجعته ولدته على أن يستفيد من موهبته في الصنع مالياً، و بالفعل جلس الصغير أمام باب منزله بعربة صغيرة بها ما صنع ،و بدأ يبيع فحقق نجاح كبير و ذاع صيته ، فقرر أن يضع كل مجهوده في قطعة شوكولاتة، أطلق عليها اسم مارس تيمنا باسم جدة فنالت إعجاب الجميع .
شفاء فرانكلين كلارنس مارس و زواجه
بدأت والدته في السعي لعلاجه بواسطة المال الذي حصلت عليه، وبالفعل بدأ في التعافي وأصبح شابا يافعا يمكنه الحركة. استمر في حياته وأكمل تعليمه في الجامعة وتخرج منها. عندما بلغ التاسعة عشرة، فكر في افتتاح متجر خاص به، وفي عام 1911، قام بتأسيس مصنع صغير في واشنطن. ومع ذلك، لم يكن المبلغ الذي يمتلكه كافيا لتغطية تكاليف تشغيل المصنع، لذا قرر إغلاقه. بعد فترة، قابل فتاة أحبها كثيرا وتزوجها .
فرانكلين كلارنس مارس يحقق حلمه
على الرغم من إنجازاته الكبيرة في العديد من المشاريع الناجحة، إلا أنه ظل يفكر في حلمه الأول، وفي عام 1920 قام بإعادة افتتاح مصنع لصنع الشوكولاتة، وتجنب الأخطاء التي ارتكبها في الماضي، وصنع شوكولاتة مارس التي حققت نجاحاً كبيراً ولا تزال حتى اليوم من بين أفضل أنواع الشوكولاتة .
وفاته
في أيامه الأخيرة، عانى فرانكلين من مشاكل في القلب، وفي اليوم الرابع والعشرين من شهر سبتمبر عام 1934، توفي فرانكلين كلارنس مارس، لكنه ترك لنا قصة صمود وكفاح نستمد منها العبرة .