قصة نجاح عائلة “كوتش” أغنى عائلة في تركيا
حاليا، يعتبر الثراء ممتلكات الأسرة من الثروة المادية، وهذا هو المعيار الذي يصنف على أساسه الثراء وأثرى الشخصيات في البلاد أو العالم، ولكن وفقا لاعتقاد الكاتب `ميرت جان سايغيز`، الثراء الحقيقي هو الثروة المادية الموجودة لدى الأسرة، بالإضافة إلى الميراث الاجتماعي ونمط الحياة الذي تعتمده الأسرة كنموذج لأسلوب حياتها في المجتمع الذي تعيش فيه، بالإضافة إلى علاقاتها مع فئات المجتمع المختلفة.
شاهد : تدور قصة “طه حسين كينتش” حول شخص تركي عاش في السعودية وعاد إلى تركيا ليصبح مستشارا لداوود أوغلو
ما هي سياسية المؤسس الأول للعائلة؟
من الحقائق المؤكدة أنه يمكن أن تحقق النجاح بسرعة وبأفضل الطرق عندما تساعد الآخرين على النجاح” هكذا يقول نابليون هيل. وربما قد تطبق هذه العبارة مؤسس شركة “كوتش هولدينغ” في السياسة الاقتصادية للشركة. فالمؤسس الأول للشركة، هوهي كوتش، لم يكتف بنجاحه الشخصي، بل عمل على نقل تجربته وخطته المتبعة لتكون نموذجا يمكن اعتماده من قبل باقي أفراد العائلة، وبالتالي فهو لا يحقق النجاح بمفرده، بل يساهم في نجاح الآخرين.
كيف نجحت العائلة كوتش؟
تعتب عائلة `كوتش` من الأسر الأصلية التي تمكنت من تحقيق ثراء على جميع المستويات، فإمبراطورية `كوتش` بدأت من الجد `وهبي كوتش` وما زالت مستمرة، بل ومازالت تكسب بريقا وتضاعف ثروتها، مؤكدة أن بعض المعلومات التي اعتاد الناس ترديدها لا أساس لها من الصحة. ومن بين هذه المعلومات قولة أن الجيل الأول هو من يؤسس الثروة وأن الجيل الثاني يواصل قيادة الإمبراطورية التي صنعها الجيل الأول، في حين أن الجيل الثالث لا يعمل سوى على تدمير ما بناه الجيلين الأول والثاني. ولكن في عائلة كوتش لا صحة لهذه المعلومة فوهبي كوتش من الجيل الأول أسس الثروة واستمر بها الجيل الثاني تحت اسم رحمي كوتش وزادت تألقا مع الجيل الثالث `مصطفى كوتش`.
الجد المؤسس “وهبي كوتش“
عمل وهبي كوتش على بناء الإمبراطورية لكن لم يتهاون عن التعليم بصفته الركيزة الأساسية التي يتم بها الحفاظ على الثروة المادية التي حققها، و قد ظهر ذلك بشكل واضح في الرسالة التي ارسلها الجد وهبي إلى ابنه رحمي عندما تم توظيف الحفيدين مصطفى في شركة “راما” و الحفيد عمر في شركة “ألباي” و الحفيد علي في شركة “راميريكا” وذلك لتدريبهم و تأهيلهم ، و تضم هذه الرسالة استياء الجد من الطريقة التي يتعامل بها موظفي الشركة مع الأحفاد على أنهم أبناء صاحب الشركة و التهاون في عملهم و أوقات دخولهم و خروجهم.
وأكد وهبي في رسالته التي أرسلها إلى الشركات التي يعمل بها الأحفاد أنه يجب على الموظفين التعامل مع الأحفاد كأي موظفين آخرين وتقديم تقرير سري كل 3 أشهر يحتوي على جميع المعلومات المتعلقة بأحفادهم بصفتهم الجيل الذي سيقود الشركات في المستقبل ويديرها، وبناء على ذلك، يجب على الموظفين مساءلتهم مثل أي عامل آخر في الشركة بشأن عملهم وأدائهم. وفي إحدى المرات، قرأ الجد خبرا يتحدث عن تفوق أحد الطلاب الجامعيين في إحدى الصحف وأرسلها إلى أحفاده وكتب عليها أنه يتمنى أن يراهم يوما ما في صفحات الجرائد في أخبار تتحدث عن تفوقهم في تعليمهم ودراستهم.
الأب “رحمي كوتش“
من الأمور المألوفة في عائلة كوتش أن يحققوا نجاحا كبيرا أو يصبحوا أحد أثرياء تركيا، وذلك بسبب سياسة صارمة تتبعها مؤسس الثروة في جميع تحركات أفراد العائلة. كان رحمي حساسا جدا للوقت والنظام في العمل، وكان يعمل مسبقا على الموضوع الذي سيناقشه في اجتماعاته، وتقوم مديرة المكتب بتدوين كل ما سيتحدث به كلمة بكلمة، ويسجل كل المناقشات والملاحظات والنصائح التي يقدمها لأبنائه مكتوبة .
إن السياسة التي يتبعها وهبي كانت فريدة من نوعها حيث كان يهتم بأدق التفاصيل اليومية، و يدون كل شيء، و يهتم بكل صغيرة و كبيرة ،حتى أن نصائحه إلى أبنائه شملت دعوته لهم بعدم الإسراف في استهلاك المياه عندما كانت تعاني البلاد من نقص في المياه ، كما دون لهم الأدعية التي يجب أن يدعوها و حتى المساعدات التي يقدمها يسجلها لحظة بلحظة.
و يقول وهبي ذات مرة لأبنائه لكي يأخذوا العبرة أنه قام بزيارة الضابط “ممدوح تاغماج” في قدريتلي” و قدم له هدية عبارة عن سيارة، لكن الضابط ردها له مرفوقة برسالة قال فيها بأنه يشكره على السيارة التي أهداها له لكنه لا يعرف السياقة لا هو ولا زوجته و ليس لديهم المال لتوظيف سائق خاص و انهم يستعملون حافلات النقل الداخلي و لذلك اعتذر عن قبول الهدية.