قصة نجاح ” اوبرا وينفري Oprah Winfrey “
Oprah Winfrey
اعتبرت عصامية واحدة من أقوى النساء في العالم، حيث تمكنت من تحقيق هدفها بالوصول إلى القمة وأصبحت أول مليارديرة سوداء في الولايات المتحدة، رغم معاناتها وصعوباتها، وتعد أوبرا وينفري رمزا للإعلام والشهرة، وسنتحدث في هذا المقال عن قصة نجاحها وكفاحها الطويل .
طفولة اوبرا وينفري
ولدت اوبرا وينفري في ولاية ميسيسبي بالولايات المتحدة سنة 1958 ، تنتمي إلى أسرة معدمة الفقر ، فقد كان والدها يعمل حلاقا ووالدتها تعمل في خدمة المنازل ، عاشت طفولة بائسة بسبب انفصال والداها وعيشها مع جدتها في أحد الأحياء الفقيرة ، وكانت ترتدي ملابسا مصنوعة من أشولة البطاطس فكانت تتعرض للكثير من السخرية من الأطفال في سنها . وعند التحاقها للروضة في إحدى المدارس لفتت نظر مدرسيها والقائمين على المدرسة ، فتم نقلها إلى الصف الأول الابتدائي لشدة ذكائها ونبوغها عن باقي الأطفال في عمرها . وعند انقالها إلى المدرسة الثانوية حازت على لقب الطالبة الأكثر شعبية ، وذلك لأنها كانت محبوبة كثيرا في مدرستها وكانت علاقاتها طيبة مع أساتذتها وزملائها في الفصل .
عندما كانت في الثانية عشرة من عمرها، انتقلت لتعيش مع والدتها. ومع ذلك، لم تتمكن والدتها من تربيتها والسيطرة على سلوكها. لذا قررت إرسالها إلى مركز لإعادة تأهيل الأحداث، ولكن لم يكن هناك مكان متاح لها هناك. فتم إرسالها إلى والدها الذي أصبح رجل أعمال في ناشفيل. وفي منزل والدها، تلقت تربية صارمة أثرت على تشكل شخصيتها فيما بعد. أصبحت تنتقل بين منزل والدها وجدتها وأقربائها. رغم الحياة غير المستقرة والتفكك الأسري التي عاشتها أوبرا وينفري، كانت طموحة للغاية واستمرت في الدراسة والتعليم رغم كل الظروف التي واجهتها. عند تخرجها من الثانوية العامة، انضمت للدراسة في جامعة تينسي بفضل منحة حصلت عليها. كانت من بين أكثر الطلاب تفوقا وذكاء، حتى أنها كانت من أوائل الطلاب الأمريكان من أصل أفريقي، وحصلت على لقب “مس بلاك تينسي” في الجامعة. تخرجت وحصلت على درجة البكالوريوس في الفنون المسرحية بفضل تفوقها وذكائها .
بداية الحياة العملية :
بدأت وينفري مشوارها الإعلامي مبكرا حيث عملت كمراسلة في محطة WVOL الإذاعية وهي في سن السابعة عشر ، وسرعان ما انتقلت إلى التلفزيون وهي في سن التاسعة عشر لتعمل بمحطة ناشفيل Nashville ، وكانت في ذلك الوقت أصغر مذيعة تلفزيونية في تاريخ القناة ، إلا أنها واجهت بعض الصعوبات في البداية وتعرضت للفشل خاصة عندما كانت تنقل الأخبار للمشاهدين وهي في غاية التأثر كونها إنسانة عاطفية وحساسة ، فاضطر صاحب القناة إلى نقلها من قسم الأخبار في النشرة المسائية وعرض عليها العمل في برنامج نهاري .
وفي عام 1982 انتقلت للعمل في إحدى التلفزيونات المحلية في بالتيمور بمريلاند ، وأثارت إعجاب المسئولين في قناة دبليو ال اس في شيكاغو التي تعتبر من أهم المدن الإعلامية في الولايات المتحدة ، فطلب منها الحضور وعمل برنامج عن الطبخ والوصفات ، وعلى الرغم من كونها لا تفقه شيئا في الطبخ إلا أن طموحها جعلها تتحدى الصعوبات وتتغلب على خوفها ، حتى أنها عرضت أن تقدم برنامجا للطبخ خاص بها في قناة ABC العالمية ، ولكن القائمين على القناة رفضوا عرضها وشعرت بالاستياء لذلك ولكنها استمرت في السعي وراء طموحها ولم تقبل بأن يتم كبح جماح حلمها للوصول إلى الشهرة والعالمية .
اوبرا وينفري في السينما :
لقد شاركت لاوبرا في بعض الأفلام، ومن بينها فيلم `اللون الأرجواني` للمخرج العالمي ستيفن سبيلبيرج، وتم ترشيح الفيلم لتسع جوائز أوسكار، ومنذ ذلك الحين حصلت لاوبرا على العديد من العروض السينمائية والتلفزيونية .
اوبرا شو
الشهرة العالمية وبرنامج ” اوبرا شو Opra Show ” :
أحدثت أوبرا وينفري تطورا كبيرا عندما قدمت البرنامج الأكثر شهرة في العالم في عام 1989. برنامج أوبرا شو يتناول القضايا الاجتماعية التي تهم المجتمع الأمريكي وحقق نجاحا هائلا بفضل جاذبية وكاريزما أوبرا ومهارتها في فن الحوار. أصبحت واحدة من أكثر الإعلاميين شهرة وجاذبية مع مرور الوقت. وتمكنت من ترسيخ بصمتها الخاصة على البرامج الحوارية، حيث أصبح برنامجها جزءا لا يتجزأ من الثقافة والمجتمع الأمريكي، حيث استضافت العديد من المشاهير العالميين مثل مايكل جاكسون الذي حققت حلقته أكثر من 100 مليون مشاهدة، وهي أعلى نسبة مشاهدة في تاريخ برنامجها. كما استضافت شخصيات سياسية واجتماعية بارزة مثل بيل كلينتون وزوجته هيلاري كلينتون وكوندوليزا رايس، مما زاد من شهرة البرنامج وانتشاره في جميع أنحاء العالم، حيث تم عرضه في أكثر من 100 دولة خارج الولايات المتحدة. وبفضل هذا النجاح، تمكنت من تأسيس شركتها الخاصة للإنتاج تحت اسم Harpo Opera، وحصلت على لقب أكثر الشخصيات تأثيرا في العالم لثلاث سنوات متتالية وفقا لاستفتاء مجلة فوربس العالمية، وفازت بجوائز إيمي لبرنامجها الشهير .
تم عرض الحلقة الأخيرة من برنامج أوبرا شو في تاريخ 25 مايو 2011، وشارك فيها العديد من الشخصيات الشهيرة مثل توم كروز وستيفي ووندر وبيونسيه وتوم هانكس وماريا شرايفر وبيل سميث ومادونا، وانتهت الحلقة بخطاب شكر لجمهورها ومعجبيها وتأثرت بدرجة البكاء، ويذكر أن الحلقة الأخيرة حققت أعلى نسبة مشاهدة للبرنامج على مدار السبعة عشر عاما .
ثروة اوبرا وينفري
اوبرا اليوم ، تمتلك ثروة هائلة حصلت عليها بتعبها وكفاحها وذكائها ، حيث وصلت ثروتها في عام 2003 إلى مليار دولار وصنفت في قائمة المليارديرات وفقا لتصنيف مجلة فوربس لعام 2005 ، وقد كان يبلغ الدخل السنوي لها حوالي 225 مليون دولار ، أما الآن فتقدر ثروتها بـ 2.5 بليون دولار ، لتصبح أول بليونيرة سوداء في العالم .
حياتها الخاصة ومرضها :
– لم تتزوج أوبرا وينفري حتى الآن، حيث أعلنت خطبتها في عام 1992 على رجل الأعمال ستيدمان غراهام، ولكن لم يتم استكمال مشروع زواجهما .
كانت الأوبرا تعاني من زيادة في الوزن، وتسبب هذا لها الكثير من المشاكل، ولذلك قررت اتباع نظام غذائي جديد لتفقد الوزن بفضل إرادتها القوية .
وقد تعرضت مؤخرا للإصابة بمرض السرطان وقيل أنه في المرحلة الرابعة وقد تم اكتشافه من خلال الفحوصات الطبية الروتينية ، ورغم هذا فقد دونت تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي ” تويتر ” تقول فيها بأنها مازالت قوية ولا تعرف نقاط الضعف بداخلها ، وأنها حكيمة ولكنها حمقاء ! وذكرت بأنها تحب الضحك كثيرا لأنها عرفت المعنى الحقيقي للحزن .
هذه هي قصة نجاح أوبرا وينفري التي لم تعرف معنى الفشل والإحباط، قصة نجاح تعلمنا من خلالها معنى الاستمرار والتحدي وقوة الإرادة، وهي حقًا ظاهرة نادرة في مجتمعاتنا .