قصة ملهمة حول التفكير الايجابي
: يتعرض جميع الأشخاص للحظات سلبية حيث يمتلئ عقولهم بالأفكار السلبية التي تجعلهم يشعرون بالكآبة والإحباط والعجز، ولكن لأن الحياة لا تتكون من لون واحد، فمن المؤكد أن هذه اللحظات السلبية ستزول وتستبدل بأوقات إيجابية مليئة بالسعادة والحيوية والقدرة على العمل، وتحكمها الأفكار الإيجابية. وما يهم هو كيف يمكن للشخص تحويل التفكير السلبي إلى التفكير الإيجابي وكيف يمكنه إيجاد حلول لمشاكله والمواقف الصعبة التي يواجهها.
فائدة التفكير الايجابي
تنشأ المشاعر الإيجابية مثل الأمل والتفاؤل داخل شخص مع التفكير الإيجابي، ويساعد ذلك على توسيع المجال الذي يفكر فيه العقل وتحليل المشاكل والتحديات التي يواجهها، وإيجاد حلول لها، وتجاوز الصعوبات التي تعيق تحقيق أهدافه وأحلامه .
قصة ملهمة حول التفكير الايجابي
في يوم من الأيام، أراد أب وحيد تعليم ابنه كيفية التعامل مع المشاكلوالتحديات في الحياة، فأخذه إلى المطبخ وملأ ثلاث وعاء بالماء ووضعها على النار، وبدأ الماء يغلي.
أحضر الأب جزرة وبيضة وكمية من البن، ووضع الجزرة في وعاء والبيضة في وعاء آخر، والبن في وعاء ثالث.
” – “الأب يبقى صامتا تماما، ينتظر نضج هذه الأصناف الثلاثة، بينما يبدأ الابن في فقدان الصبر، حيث لا يعرف ماذا يرغب أبوه.
نظر الأب إلى ابنه وقال: ما رأيك يا عزيزي؟ أجابالابن: “الجزر والبيض والقهوة.
ابتسم الأب، وطلب من ابنه تحسس الجزرة، ولاحظ الابن أنها ناضجة وطرية، ثم طلب منه تقشير البيضة، ولاحظ أنها أصبحت صلبة، ثم طلب منه تذوق القهوة، وتذوق رشفة.
انتظر الشاب بصبر ثم سأل والده، ماذا يعني هذا يا أبي؟ فأجاب الوالد بجدية وعمق، قائلا: اعلم يا بني أن التحدي الذي واجهه كلٌ من الجزرة والبيضة والبن هو الماء المغلي، ولكن كلٌ منهم تفاعل مع هذا التحدي بطريقة مختلفة.
الجزر كان قويًّا وصلبًا، ولكنه ما لبث أن تراخى وضعف، بعد تعرضه للمياه المغلية، أما البيضة فقد كانت قشرتها الخارجية تحمي سائلها الداخلي، لكن هذا الداخل ما لبث أن تصلَّب عند تعرضه لحرارة المياه المغلية، أما القهوة المطحونة فقد كان رد فعلها فريدًا، إذ أنها تمكنت من تغيير الماء نفسه.
والآن ماذا عنك
1 – هل أنت الجزرة التي تبدو صلبة، ولكنها عندما تتعرض للتحديات والصعوبات تصبح رخوة طرية وتفقد قوتها؟ أم أنك البيضة، ذات القلب الرخو، ولكنها إذا ما واجهت الضغوطات والمشاكل، اشتد عودها وأصبحت قويًّة وصلبة؟ أم أنك مثل البن لمطحون، الذي يغيّر الماء الساخن (الضغوطات والتحديات) بحيث يجعله ذا طعم أفضل.
بالرغم من أن البيضة قد تبدو نموذجًا مثاليًا للتعامل مع الصعوبات، إلا أنه بعد التفكير الدقيق يتضح عدم صحة هذا الاعتقاد.
عند زيادة الضغط على البيضة، فإنها لا تستطيع الاستمرار في الصمود وستتحطم قشرتها وينهار قلبها الصلب تحت هذه الضغوط، وذلك لأنها تتعامل مع الصعوبات باستراتيجية الرد على الفعل فقط، دون محاولة القفز خارج الصندوق
هذه الصعوبات الشائعة في الحياة يمكن تحويلها إلى مصدر للسعادة إذا تمت مواجهتها بإيجابية، ولكن بدلاً من ذلك، فإن الناس يتصرفون بطريقة تجعلهم يعتبرونها حائطًا صلبًا يتحمل الصدمات بقوة، على الرغم من أن هذا الصلابة ستنتهي في النهاية.
إذا كنت مثل البن المطحون، فإنك تجعل الأشياء من حولك دائمًا أفضل، وتتفاعل معها بطريقة إيجابية، وكلما زادت الضغوط، لن تزيد إلا إصرارًا وتصميمًا على تجاوزها وتحويلها إلى شيء يفيدك وينفعك.
علينا التفكير في كيفية التعامل مع الأمور في الحياة، وما إذا كنا نحن جزرة أو بيضة أو حبوب قهوة مطحونة، ومن خلال هذا التفكير سنتعرف على إيجابيتنا .
مفهوم الإيجابية
الإيجابية هي الطاقة الهائلة التي يولدها الفرد وتملأ وجوده، وتدفعه للعمل بجد واجتهاد لتحقيق هدفه، وتمكِّنه من تجاوز كافة العقبات والتحديات، وتساعده على تحطيم جميع الحواجز التي تواجه طريقه.
الإيجابية تعتبر دافعًا نفسيًا واقتناعًا عقليًا وجهدًا بدنيًا، ليس فقط لتنفيذ المهمة الموكلة، وإنما للمبادرة في طلبها أو البحث عنها، بحيث يضيف إلى العمل الدقيق روحًا وحيويةً.