قصة مقولة ” كل الطرق تؤدي الى روما “
في الماضي، كانت روما العاصمة الأهم في العالم، حيث كانت تسيطر على مناطق جنوب غرب أوروبا وجنوب شرقها والبلقان وحوض البحر الأبيض المتوسط، عن طريق غزو المدن وضمها .
في عصر الإمبراطورية القديمة، كانت روما تعرف بمثلث الحياة الكامل، ونشأت الحضارة الرومانية على طول السواحل المتوسطية، من مجتمع زراعي صغير في شبه الجزيرة الإيطالية، في بداية القرن العشرين قبل الميلاد، وأصبحت إحدى أكبر إمبراطوريات العالم القديم. حدثت الكثير من التحولات الكبيرة في إمبراطورية روما؛ حيث كانت في البداية تخضع للحكم الملكي، ثم تحولت إلى حكم الأقلية الجمهورية، وبعد ذلك تحولت إلى إمبراطورية استبدادية .
السبب وراء قولة “كل الطرق تؤدي إلى روما
واجهت روما صعوبة كبيرة في الوصول إلى هذه البلاد بسبب صعوبة المواصلات ووعرة الطريق، لذلك قامت بربط كل المدن التي فتحتها بطرق معبدة، حتى تكون جميع هذه المدن تحت سيطرة روما ولتسهيل التجارة والتعامل معها. وكانت جميع هذه الطرق تؤدي إلى روما، ومن هنا جاءت مقولة `كل الطرق تؤدي إلى روما`. وأصبحت هذه المقولة مثلا يقصد به أن أي هدف يمكن الوصول إليه بطرق متعددة .
امتدت شبكة الطرق في في الإمبراطورية الرومانية من غابات بلاد الغال الكثيفة إلى المدن اليونانية ومن نهر الفرات الى المانش . هذه الطرق سهلت حركة الجيوش الرومانية التي استخدمتها روما لتسهل سيطرتها وبسط قوتها على كل أنحاء الإمبراطورية. وكان متفرع من هذه الطرق طرق أخرى ثانوية كثيرة تؤدي إلى داخل الأقاليم الرومانية.
كانت طول هذه الطرق المؤدية إلى الإمبراطورية الرومانية أكثر من 800,000 كيلومتر، وتم دراسة هذه الطرق باستخدام خريطة تسمى “خريطة پويتنگر”، ويعود تاريخ هذه الخريطة إلى القرن الثالث عشر.
اللغة في روما القديمة
كانت اللغة الرسمية في روما القديمة هي اللغة الرومانية والإيطالية ، وكانت هذه اللغات تعتمد على قواعد أقل ترتيباً من في الكلمة ، ثم ظهرت بعد ذلك اللغة اليونانية ، التي كان يتحدث بها المتعلمون في المجتمع . وكتبت معظم المؤلفات التي درسها الرومانيون باللغة اليونانية ، ثم تحولت اللغة اليونانية إلى اللغة الرسمية للحكومة البيزنطية. ومع مرور الزمن تحولت اللغة اللاتينية إلى لهجة حيث تعتبر الأن من أكثر اللغات الرومانسية في العالم .
التعليم في روما القديمة
كان الأبناء يتعلمون القراءة والكتابة من آبائهم أو من مجمعة من العبيد المتعلمين، لأنه لم يكن هناك مدارس عامة في أوائل بدايات الجمهورية الرومانية. وكانوا يعلمون الشباب حتى يتدربوا على أمور كثيرة ومنها السياسة والزراعة وإصول الحرب. وكانت الشخصيات السياسية البارزة يعلمون أبناء النبلاء، حتى يشاركوا في حملة هذه الشخصيات عندما يبلغون ١٧ عاما ويستطيعون المشاركة في السياسة .
موقع إمبراطورية روما
تقع مدينة روما الحدود الفاصلة بين اقليمي لاتوم واتروبا وعلي بعد 15 ميلا من مصب نهر التايبر، مما اعطي لهذه المدينة ميزة كبري . حيث أنها توجد في إقليم لاتوم الذي إمتاز بخصوبة تربته وغناها .وأصبحت تنتج قدراً كبيراً من الطعام لعدد من السكان . بالاضافة إلى التلال التي قامت عليها حيث حمتها من الفياضانات التي كانت تهاجم وادي التايبر . وساعدها موقعها في التحكم في السواحل الغربية لإيطاليا . ولذلك يمكن القول بأن روما هي قلب ايطاليا أو بعبارة أخري هي محطة الاتصال بين شمال وجنوب ايطاليا.
في العصور الحديثة، ظهرت العديد من الطرق التي تؤدي إلى أي مكان، ومع ذلك، فإن هذه العبارة لا تزال مُستخدمة كمثل في العديد من اللغات، حيث يتم قولها بالإنجليزية `All roads lead to Rome`، وبالفرنسية `Tous les chemins mènentà Rome`، وبالإيطالية `Tutte le strade portano a Roma`