ادب

قصة كذبة أبريل

من العادات التي اشتهرت في شهر إبريل ، الكذب فيه وهي من العادات الأوروبية التي ابتدعها الغرب ، والتي بدأت بالمزاح ، وتناقلها العرب فيما بينهم ، وفي كثير من الأحيان تنقلب لنهايات حزينة ومأساوية ناتجة عن مزحة ، والجدير بالذكر أنها أصبحت عادة يمارسها الكثير من الناس في مختلف البلدان العربية والغربية ، ويشعرون بالمتعة عند القيام بها .

ويطلق على الأشخاص الذين يتأثرون بالكذبة اسم ضحايا كذبة أبريل. ويرتبط ظهور كذبة إبريل بعيد القديسين في العصور الوسطى. واشتهرت في تلك الحقبة بترك المجانين وإطلاق سراحهم، وقيام الأصحاء عقليا بالصلاة من أجلهم. وأصبح هذا اليوم معروفا لدى الجميع بسبب اجتماع العقلاء والمجانين  .

تاريخ كذبة إبريل 
تعود أصول هذه الكذبة لفرنسا ، في عام 1582 وعندما قام شارل التاسع يتعديل التقويم ، وكان يبدأ عيد رأس السنة في يوم 21 مارس وينتهي في 1  إبريل ، وكان يتبادل الناس الهدايا إحتفالاً بعيد رأس السنة الجديدة ، والمثير للضحك أن كثير من البلدان قاموا بتقليد هذا ، وأطلقوا الأسماء الكثيرة على ضحايا الكذب.

على سبيل المثال، يطلق الأسكتلنديون على 1 أبريل نكتة إبريل، وأصبح اليوم العالمي للكذب عند جميع الشعوب باستثناء إسبانيا وألمانيا، حيث يرتبط في إسبانيا بيوم مقدس وفي ألمانيا بعيد ميلاد الزعيم الألماني سمارك .

أطرف أكاذيب إبريل 
لعل أشهر وأطرف الأكاذيب التي تم تداولها في العالم ، ما حدث  في رومانيا ، عند زيارة الملك كارول لأحد المتاحف في عاصمة بلده في أول إبريل ، فقام أحد الرسامين وقد علم بمجيئة بالذهاب قبله للمتحف ورسم ورقة من النقود أثرية ، فقام الملك  بأمر أحد حراسه بالتقاطها ، وسرعان ماتم إكتشاف أنها كذبة .

في إنجلترا، وبالتحديد في عام 1860، قام رجال البريد بتوزيع عدد من البطاقات المزيفة والأختام عليها في مدينة لندن في الأول من أبريل، دعوا فيها المئات من السكان لحضور حفل سنوي لغسل الأسود البيض في برج لندن دون دفع أي رسوم مالية، مما دفع العديد منهم إلى التوجه إلى برج لندن لحضور الحفل .

حدثت هذه الكذبة في ظل حوادث مروعة في لندن، حيث قامت سيدة بالتوسل للمساعدة بعد اندلاع حريق في منزلها، ولكن لم يتم التجاوب معها للاعتقاد بأنها كذبة أول أبريل، مما أدى إلى الكثير من الخسائر في الأرواح .
أطلق الإنجليز على أول يوم في إبريل اسم `يوم الحمقى`، وذلك بسبب انتشار الأكاذيب التي يروج لها بعض الناس في هذا اليوم .

في عام 1846، تم الإعلان عن معرض للحمير في غرفة الزراعة في مدينة إسلنجتون في الأول من أبريل، وتجمع الناس من أجل هذا المعرض، ولكن لم يظهر أي عرض في النهاية، وبعد فترة من الانتظهر للناس أنهم هم المقصودون بالعرض وأنهم هم الحمير .

يذكر بعض الروايات القديمة قصة كذبة إبريل في زمن سيدنا نوح عليه السلام، عندما أرسل الحمامة لتخبره بمكان يمكن للسفينة أن ترسو عليه. يجب أن نعلم أن هذه إحدى الروايات الخيالية التي نشأت في عام 1769. عادت الحمامة وأخبرتهم أن الطوفان قادم، لكن الحيوانات سخروا منها ولم يصدقوها. يزعم البعض أن هذا اليوم هو الأول من شهر أبريل. وربما تكون هذه هي أشهر كذبة في أبريل .

في عام 1719، أشعل قيصر روسيا بطرس الأكبر النار في قبة عالية بعد طلائها بالزفت والشمع، ما جعل الناس يعتقدون أن المدينة تحترق، وهرب الكثير منهم، وقام جنود القيصر بإيقافهم وإخبارهم بأنه الأول من أبريل .

ما زالت هناك غموض حول أصل كذبة إبريل، فبعض المؤرخين يرجحون أنها تعود إلى عام 1582، عندما انتقلت فرنسا من استخدام التقويم اليولياني إلى التقويم الغريغوري، الذي دُعيَ إليه من قبل مجلس ترينت في عام 1563 .

يرجح بعض المؤرخين أن كذبة إبريل تعود لمهرجانات الهيلاريا التي كانت تُقام في الأزمنة القديمة والتي كانت تتميز بارتداء الملابس التنكرية .

حكم الشرع في كذبة إبريل 
يحرم ديننا الإسلامي الكذب وتم التأكيد عليه في العديد من آيات القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة، إذ إن الكذب يعتبر من أعظم الكبائر، ولا يجوز للمسلم أن يكذب، فقد قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: “من كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار”، وهذا ما رواه مسلم في صحيحه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى