قصة قصيرة عن الرفق واللين
هناك العديد من القصص التي نحكيها لأطفالنا يوميا قبل النوم أو أثناء اللعب، ولكن على الآباء والأمهات اختيار بعض القصص التي تحمل اللين والرفق، حتى يتعلم الأطفال منها تلك القيم النبيلة التي نادرا ما نجدها في زماننا هذا. يجب أن يتبع الآباء والأمهات أيضا تلك القيم في تعاملهم مع أطفالهم، حتى يكونوا قدوة لهم في تلك الأفعال. وإليكم بعض النصائح حول الرفق واللين وبعض القصص التي يمكن أن نحكيها لأطفالنا.
كيفية الرفق بأطفالنا
الرفق يعني اللين، وهو الابتعاد بشكل كبير عن العنف والقسوة، التي يمكن أن تضر الأطفال نفسيا.
يجب عدم تحريض المعلم أو المعلمة على استخدام الضرب كوسيلة للتقويم، أو أن يلجأ أحد الآباء إلى ضرب الطفل أو حرقه أو حتى طرده من المنزل بحجة التربية، فكل هذه الأمور تؤدي إلى تشويه نفسية الطفل بشكل كبير.
هناك اعتقاد سائد في العديد من المنازل بأن العنف والضرب هما الطريقة الصحيحة لتربية الأطفال، وهذا اعتقاد خاطئ بشكل كبير يجب تجنبه بشكل نهائي.
بعض القصص عن الرفق
الرفق بالحيوان
تدور القصة حول رجل سافر عبر الصحراء، وعانى من الحرارة الشديدة وأشعة الشمس الحارقة، وعندما تلقى أشعة الشمس على الرمال، زادت حرارتها أكثر، ولم يستطع الرجل المشي عليها، ولكنه تمسك بالثبات ومواصلة رحلته والوصول إلى وجهته، حتى استنفد كل مؤنه من ماء وطعام، وعانى من العطش الشديد.
وأصبح الرجل يبحث عن الماء في كل مكان، وينظر الى يمينه وينظر الى يساره، ولكنه لم يجد أي مصدر من مصادر الماء حتى يرتوي بها، ولكن كل ذلك بلا جدوى فالرجل لم يجد أي مصدر ماء يمكن ان يرتوي منه، فلا يوجد أي نقطة ماء في تلك الصحراء، ووقتها قرر الرجل ان يستريح بعض الوقت حتى يأخذ قسط من الراحة ثم يعود مرة أخرى للبحث عن الماء الذي يريده، حتى يستطيع ان يكم رحلته التي بدئها.
وفعليا، قعد الرجل حتى يرتاح من تعب البحث عن الماء، وبعد أن استراح تماما، قام مرة أخرى للبحث عن الماء لأنه لا يزال عطشانا جدا ولا يستطيع المشي إلا بعد أن يروي عطشه. سار الرجل مشيا وبحث هنا وهناك عن مكان يجد فيه قليلا من الماء. حتى أراد الله تبارك وتعالى أن يجد الرجل بئرا من الماء في وسط الصحراء. فرح الرجل جدا وشكر الله كثيرا على هذه النعمة التي منحه إياها. كاد الرجل أن يموت من شدة العطش.
يقول النص: الرجل كان قريبا من البئر وعندما وصل إليها نظر بداخلها. ولم يجد شيئا يمكنه استخدامه لإنزال الماء من البئر، لذلك قرر النزول بنفسه ليشرب الماء وبعد ذلك صعد مرة أخرى واستعد للرحيل.
بينما هو مشغول اذ به يرى كلب في وسط الصحراء عطش للغاية يلهث من شدة عطشه، ولا يستطيع ذلك الكلب ان يقف على قدمه من شدة العطش، رأى الرجل ذلك الكلب على تلك الحالة فأشفق عليه وعلى حالته وفكر في نفسه انه كان يشعر بنفس العطش الذي يشعر به الكلب الان، وان الله جعله يرى البئر حتى يرتوي ويشرب منه.
عجل الرجل على الفور وخلع نعله ووضع فيه بعض الماء، ثم وضع النعل الأقرب من الكلب، فنظر الكلب إلى الماء وبدأ بالشرب منه حتى استطاع الكلب الوقوف على قدميه مرة أخرى.
تستمد تلك القصة إلهامها من حديث النبي الكريم صلى الله عليه وسلم عن الرفق بالحيوان
حديث النبي صلى الله عليه وسلم
وفي أثناء مرور رجل على طريق ما، تعرض للعطش، ووجد بئراً، فنزل فيها وشرب، ثم خرج من البئر فرأى كلباً يلهث ويأكل التراب من العطش، فقال الرجل: إن هذا الكلب قد بلغ من العطش مثل ما بلغته أنا، فنزل في البئر ثانيةً، وملأ خفه بالماء وأعطى الكلب منه ليروي عطشه، فشكر الكلب صاحبه وشكر الله على نعمته، فغفر الله للرجل .
قالوا : يا رسول الله، هل لنا أجر في رعاية الحيوانات؟ فأجاب: في كل كائن حي تروى كبده يوجد أجر.