ادب

قصة عن كيد النساء لبعضهن

عرفت المرأة بالكيد والتدبير المحكم حتى أن القرآن الكريم وصف كيدها بالعظيم في قوله تعالى: “إن كيدكن عظيم” [يوسف: 28]. وهذا هو موضوع إحدى القصص العربية التي تحكي عن كيد وتدبير المرأة وكيف وقعت في نفس الشرك الذي نصبته لأختها.

في المحكمة:
تدور القصة حول القاضي أبي ليلى، القاضي الشهير في زمانه، الذي كان يتمتع بالنزاهة والعدل. جاءت امرأتان إليه وكانتا مرتديتين النقاب. قالت إحداهن له: `سيدي، أشعر بضيق في التنفس عندما أكون في الأماكن الضيقة، هل يمكنني أن أكشف وجهي؟` فردت الأخرى قائلة: `لا يا سيدي، إنها امرأة جميلة ترغب في أن تلهيك بجمالها حتى تتحيز في حكمك.` فقال القاضي: `أيكما ترغب في البدء في الحديث؟` فأجابت إحداهن: `ابدأي أنت.

بداية القصة:
قالت إحداهما: أبي توفي وعمتي أخذت على عاتقها رعايتي وتربيتي حتى أطلقت عليها لقب الأم، وبعد ذلك جاء خاطبا لي وكان ابن عم لي، فوافقت على زواجه وأصبح زوجي. بعد ثلاث سنوات من حياة زوجية سعيدة بيني وبين زوجي، أبدت عمتي رغبتها في زواجه لابنتها، تطمعا في الحصول على زوج جيد لها. بدأت تجمل ابنتها وتعرضها عليه حتى أحبها ورغب في الزواج بها. عندما طلب يدها، طرحت عمتي شرطا واحدا قائلة: سأزوجك بها شرط أن تصبح زوجتك الأولى تحت رعايتي. وافق على الشرط، وتمت عملية الزواج. في ليلة العرس، جاءتني عمتي وأخبرتني أن زوجي قد وضع سلطتي بيدي وأنني طالقة.

كيد وانتقام:
وبعد مدة قصيرة من وصول زوج عمتي من رحلته، قدمت نفسي له وسألته: يا زوج عمتي، هل ترغب في الزواج مني؟ وأبدى سعادته فقلت له: ولكن بشرط. سألني: وما هو؟ أجبته: أن تنقل سلطة اتخاذ القرارات لزوجتك. ووافق على الفور. بعد ذلك، قمت بإرسال رسالة إلى عمتي وأخبرتها بأن زوجها سيتزوجني وأنه قد افتوني بسلطة اتخاذ القرارات، وأنها مطلقة من تلك النقطة فصاعدا. وفي هذا الوقت، توقف القاضي بدهشة عندما قالت المرأة: “انتظر، لم تبدأ القصة بعد.

ميراث وانتصار:
أكملت المرأة: بعد فترة يا سيدي القاضي، توفي زوجي، وترك وراءه ثروة كبيرة. جاءت عمتي وزوجته الأولى للمطالبة بحقها في الميراث. قلت لها: ما لك علاقة به، أنت طليقته ولا يحق لك الميراث. استمرت النزاع معي حول الميراث حتى انتهت عدتي وجاء زوج ابنتها، الذي كان زوجي في السابق، ليحكم في الأمر. عندما رأني، نظر إلي وتذكرنا الأيام الجميلة، جلست معه وقلت له: هل تود الزواج مني مرة أخرى؟ أجابني بنعم، فقلت له: أضع شرطا عليك أن تجعل زوجتك تفوض حقوقها لي. فأجابني بأنها ستكون لي. تزوجتني، ثم أخبرت عمتي: زوجي أعادني إليك مرة أخرى وابنتك.

وهنا نطقت المرأة الثانية وهي العمة، وقال: هل هذا عدل يا سيدي؟ قد طلقت أنا وابنتي، وتزوجت ابنتي واستحقت الميراث، فأي عدل هذا؟” فأجاب القاضي: “هذا ليس ظلما، فقد تزوج وطلق ومات، فترك الميراث، فأي ظلم هنا؟ قاتلك الله من حفر حفرة لأخيه ووقع فيها، وأنت وقعت في البحر وجعل يضحك هو وكل من في المجلس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى