ادب

قصة عبيد بن عمير والمرأة الفاتنة

كانت هناك امرأة جميلة وفاتنة ورائعة الجمال. كان سر جاذبيتها أنها تنظر إلى نفسها في المرآة وتتعجب من جمالها الذي لا يقاومه أي رجل. كيف يمكن للقمر أن يقاوم جمالها في ليلة مشرقة؟ وفي حين كانت هكذا، قالت لزوجها: هل ترى أي شخص ينظر إلى وجهي ولا يفتتن به؟ فأجاب زوجها: نعم. فسألته: من هو؟ فقال: عبيد بن عمير. فقالت له: اذن لي بالتعرف عليه حتى أفتتن به. فأجابها زوجها: قد أعطيتك الإذن.

إن كيدهن عظيم:
وكان عبيد ابن عمير أحد التابعين والزاهدين من رواة الحديث النبوي عن رسول الله، فجعلت تفكر كيف تنصب شراكها حوله حتى توقعه في المعصية فأتته كالمستفتية في أحد أمور الدين، فخلا معها في ناحية المسجد الحرام حتى يسمع منها سؤالها، فأسفرت عن وجهها الذي كان مثل فلقة القمر، فقال لها عبيد: يا أمة الله، استتري، فقالت له: إني قد فتنت بك، فعلم ما في نفسها تجاهه، فقال لها: إني سائلك عن شيء، فإن أنت صدقتني نظرت في أمرك، قالت له: لا تسألني عن شيء إلا صدقتك القول فيه.

يا أمة الله أفيقي من غفلتك:
بدأ عبيد ابن عمير يسأل المرأة وهي تجيب عليه بكل صدق كما وعدته فقال: أخبريني لو أن ملك الموت أتاك ليقبض روحك أكان يسرك أن أقضي لك هذه الحاجة؟ قالت: اللهم لا، قال لها: صدقت، ثم قال لها: فلو دخلت قبرك وأجلست للمساءلة والمحاسبة، فهل كان يسرك أني قضيتها لك؟ قالت: اللهم لا، قال لها: صدقت، ثم قال: فلو أن الناس أعطوا كتبهم ولا تدرين أتأخذين كتابك بيمينك أم بشمالك أكان يسرك أني قضيتها لك؟ قالت المرأة وقد بدأ يعتريها الخوف: اللهم لا، قال: صدقت.

ثم قال: فلو أردت الممر على الصراط ولا تدرين هل تنجين أم لا تنجين أكان يسرك أني قضيتها لك؟ قالت: اللهم لا، قال: صدقت، قال : فلو جيء بالميزان وجيء بك فلا تدرين أيخف ميزانك أم يثقل أكان يسرك أني قضيتها لك؟ قالت: اللهم لا، قال: صدقت، قال: فلو وقفت بين يدي الله للمساءلة أكان يسرك أني قضيتها لك؟ قالت: اللهم لا، قال: صدقت.

عبيد ابن عمير أفسد على امرأتي:
بعد أن انتهى عبيد بن عمير من أسألته وقد علم أنها أتت في نفس المرأة من الخوف من الله ولقائه ما كان يأمل فقال لها ناصحًا: يا أمة الله اتقي الله، فقد أنعم الله عليك وأحسن إليك فهل يكون جزاء الإحسان إلا الإحسان، وهنا أفاقت المرأة من غفلتها، فلما رجعت إلى زوجها فقال لها: ما صنعت؟ قالت: أنت بطال ونحن بطالون، فأقبلت على الصلاة والصوم والعبادة ، فكان زوجها يقول: ما لي ولعبيد بن عمير، أفسد علي امرأتي، كانت في كل ليلة عروسا فصيرها راهبةـ توفى عبيد بن عمير في عام 73 هـ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى