قصة تحدي واصرار ” محمد الشريف ” الحاصل على جائزة الاصرار 1437 هـ
النشأة :
ولد محمد بن عبدالله الشريف في عام 1983 في مدينة أبها جنوب المملكة. نشأ في رعاية جده الذي كان قدوته ولم يفارقه منذ صغره. كان محمد الشريف متفوقا في المراحل الدراسية، وتخرج من الثانوية العامة بتفوق عالي يؤهله للالتحاق بكلية طب الأسنان التي كان يحلم بها. ومع ذلك، تعارضت رغبته مع رغبة والديه، فالتحق بكلية الدفاع الجوي في جدة. وكأي شاب يستعد للحياة، ظهرت لديه رغبات وطموحات أخرى يرغب في تحقيقها، أولها الحصول على وظيفة وسيارة وزوجة صالحة لحفظ المنزل .
عندما تخرج من الكلية حققت الخطوة الأولى لأحلامه بالحصول على وظيفة ضابط برتبة ملازم في الدفاع الجوي، ثم حقق الخطوة الثانية من أحلامه بشراء سيارة جديدة، وتمتلكها، ولكنه لم يعلم أن هذا الحلم سيغير حياته بشكل كبير .
تعرضه لحادث وإصابته بالإعاقة :
في يوم من الأيام وقبل زواجه ببضعة أشهر، ذهب محمد الشريف مع أصدقائه مستقلا سيارته الخاصة إلى مكة لأداء العمرة، ولكن قدر الله سبحانه وتعالى كان أسبق من وصوله ولم يكتب له أن يؤدي العمرة مع أصدقائه. ففي الطريق تعرض لحادث سير مفاجئ، حيث اصطدمت به سيارة كبيرة، مما أدى إلى إصابته بجروح خطيرة. نقل على إثرها إلى المستشفى، وتبين من خلال التقرير الطبي أنه تعرض لست كسور في الوجه وكسر في الساق، بالإضافة إلى كسر في العمود الفقري، مما تسبب في إصابته بالشلل التام. ومنذ ذلك الحين وهو عاجز عن الوقوف والمشي .
رحلة العلاج إلى ألمانيا :
محمد الشريف لم يستسلم لما قاله الدكتور الألماني حول إعاقته الدائمة، فقرر أن يتابع علاجه في ألمانيا. هناك قابل طبيبا ألمانيا آخر يعتبر واحدا من أشهر الأطباء في هذا المجال، وخضع لفحوص طبية استغرقت أسبوعين حتى يتم تحديد البرنامج العلاجي الذي سيتبعه. خلال إحدى الجلسات، سأله الطبيب إن كان يعمل حقا ضابطا في بلده، فأجاب بنعم. بعدها، أخبره الطبيب أن هذا يعني أنه يمتلك ثقافة عالية وذهنية راقية، وسيساعده ذلك في نقل المعلومات بسهولة. ثم بدأ في تعليمه التركيز على أطرافه العلوية وتقوية يديه، لكي يتمكن من استخدام الكرسي المتحرك الذي سيستخدمه طوال حياته بسهولة والتكيف معه. شعر محمد الشريف بخيبة أمل كبيرة وعاد إلى بلده، ولكنه سرعان ما استعاد توازنه النفسي. واجه إعاقته بكل تحدي وقوة، وقرر ألا يستسلم لها وأن يتعايش معها بشجاعة. زاد تكثيف التمارين العلاجية وتدرب على التأقلم والتعامل مع الكرسي المتحرك. اكتسب مهارات عديدة يرغب في نقلها إلى جميع الأشخاص الذين يعانون من نفس حالته، ليكون لديهم ثقافة تميزهم رغم وجود الكرسي المتحرك .
إنجازاته :
جائزة الإصرار :
حصل محمد الشريف على المركز الأول في جائزة الإصرار في الموسم الثالث لها. وفي الجولة النهائية للجائزة، كان هناك أربعة مرشحين يتنافسون وهم: محمد الشريف في فئة الموظفين، وآمنة المرعي في فئة الموظفات، وعلي القحطاني في فئة رواد الأعمال، وشدى عبدالحليم في فئة رائدات الأعمال. وبعد التصويت من قبل الجمهور، حصل محمد الشريف على 41550 صوتا، وبالتالي فاز بالجائزة الكبرى وفقا لتصويت الجمهور وقرار لجنة التحكيم. بالإضافة إلى لقبه كأكثر شخص مصمم وعازم على تحقيق التفوق في المملكة، حصل أيضا على جائزة نقدية قيمتها خمسمائة ألف ريال، وذلك تقديرا لقصة صموده وتحديه .
مواقع التواصل :