قصة تأسيس شركة فيليبس
تعد فيليبس (Philips) شركة عالمية للإلكترونيات، ومقرها الرئيسي في هولندا، وتوظف حوالي 121,700 موظف. في عام 2006، بلغت مبيعاتها نسبة 27 مليار يورو.
ربما تكون هذه مقدمة تعريفية لشركة إلكترونيات عادية ناجحة أو أي شركة أخرى تعمل في مجال مختلف، ولكن عندما نتحدث عن شركة فيليس، يجب علينا أن نروي قصة تأسيسها، كيف كانت وما هي فكرة إنشائها، ومن هو مؤسسها، وهذا ما سنحاول تقديمه في مقالنا قدر المستطاع، عسى أن يكون ذلك توثيقا يعطي بعض الحق لهذه الشركة بناء على تاريخها الكبير من العمل والجهود التي بذلت فيها ومؤسسيها الأوائل .
من اسس شركة فيليبس
تأسست الشركة الهولندية فيليبس في 15-مايو -1891 م , ومؤسسها هو جيرارد فيليبس , وهو شاب عصامي هولندي قام بتاسيس الشركة كان راسها مالها من والدة التاجر الثري , وفكنت فكرة انشاء الشركة تقوم على تنفيذ اختراع كان قد قراء عنه وهو المصباح الكهربي الذي اختراعه المخترع الامريكي المعروف ( توماس اديسون ) .
قصة تاسيس فيليبس :
عرفت الشركة الهولندية فيلبس منذ زمن انشأئها نظرا للاختراع الذي اضاء الليل باق سعر حيث كان انتاج المصباح الكهربي , واكنت البداية عندما سيطرت على جيرارد فيليبس فكرة المصباح الكهربي , وحلمه بانشاء مصنع كبير لتفيذ فكرة هذا الاختراع , وبالفعل كان لجيرارد العزيمة والثقة بنفسه حينما قرار افتتاح هذا المصنع واستعان بوالده التاجر الغني ليدعموه ماديا , حيث قام بشراء مصنع قيد في مدينة اليندهوفن وقام باعادة هيكلة المصنع وتاسيسه بصورة تسمح له بان يكون مصنع ينتج المصابيح الكهربية وغيرها من المنتجات الكهربية .
جيرارد فيليبس قام بإطلاق اسم عائلته على المصنع. بدأ جيرارد العمل في مجال تصنيع المصابيح، وواجهته منافسة شديدة. ولكن ذكاء جيرارد تفوق على هذه المنافسة، حيث توصل إلى فكرة أنه يجب إنتاج كميات كبيرة لتخفيض سعر المصباح وزيادة الإقبال عليه والحصول على عائد مادي أعلى. وبالفعل، تحققت فكرة فيليبس، ولكن استغرق وقتا طويلا حتى أثبتت نجاحها .
انطوان فيليبس :
بدأت الرحلة بشكل غير مهيأ وغير بسيط، ولم تكن هناك أرباح يمكن إيلاؤها على الإطلاق حتى وصلت الشركة في بداية تأسيسها إلى حافة الإفلاس. ثم زادت الطلبيات وبدأت تظهر علامات انخفاض في تنفيذ عقود البيع، مما دفع شركة فيليبس لتوسيع إنتاجها. وهنا بدأ تأسيس شركة تابعة لفيليبس في مجال صناعة المعادن المستخدمة في إنتاج المصابيح الكهربائية. واستمر التوسع فيما بعد، وتم تأسيس شركة أخرى تابعة لفيليبس متخصصة في إنتاج الزجاج. واستمر النجاح، حيث تأسست شركة ثالثة متخصصة في مجال صناعة الإلكترونيات. وبحسب تاريخ تأسيس الشركة ونجاحها الذي تم الاستناد إليه، كان واحدا من أهم وأكبر أسباب نجاح هذه الشركة العملاقة هو ما قام به جيرارد فيليبس، حيث أنشأ مختبرا خاصا للشركة للأبحاث العلمية والتقنية، وقد تم ذلك في عام 1914. ومن الجدير بالذكر أيضا أن هذا المختبر يحمل الفضل الكبير في إنتاج العديد من اختراعات شركة فيليبس العالمية .
الحرب العالمية الاولى :
عندما نتحدث ونذكر تاريخ نجاح شركة فيليبس ، يجب علينا أن لا نغفل عن عاملين هامين من أسباب النجاح الكبير. العامل الأول هو قدوم أنطوان، الأخ الأصغر، عندما عمل في مجال المبيعات والتسويق في فترة بداية تعثر الشركة. أما السبب الثاني، فهو الحرب العالمية الأولى والكراهية التي أثارتها هذه الحرب تجاه جميع المنتجات الألمانية ومقاطعة الدول الأوروبية لهذه المنتجات. استغلت شركة فيليبس هذا الموقف بذكاء حيث قدمت بديلا مناسبا، مما أدى إلى زيادة نسبة المبيعات وتحسن الوضع المالي لديها
انتهت الحرب العالمية الأولى ولكن ذكاء جيرارد فيليبس والقائمين على الشركة لم ينتهي. في هذا الوقت، جاء اختراع الصمامات الكهربية المفرغة، والتي تقوم فكرة تصنيعها بنفس فكرة تصنيع المصباح الكهربي تقريبا. وبالفعل، استغلت شركة فيليبس الفرصة فسارعت بتصنيع وإنتاج هذه الاختراعات الجديدة، وفتح هذا مجالا آخر لفيليبس وهو تصنيع أجهزة البث والاستقبال لإشارة الراديو، والتي كانت فكرة إنتاجها بمثابة نقطة فارقة في تاريخ الشركة حيث كان هذا الاختراع بشيء عجيب أكسب الشركة شهرة عالمية وكان سببا كبيرا في زيادة نسبة المبيعات في شركة فيليبس .
في عام 1939، كان على شركة فيليبس إنتاج وتصنيع بعض الأشياء المساعدة لتنمية الشركة، وقد قامت بتصنيع الماكينات الحلاقة الكهربائية الشهيرة فيليشيف .
الحرب العالمية الثانية :
وتمضي ايام ويتجه الالمان الى حدود هولندا لغزوها حيث كانت الحرب العالمية قد اشتعلت , وقبل قيام الالمان بتفيذ غزوهم الى هولند فر جميع افراد العائلة فيليبس الى الولايات المتحدة الامريكية , وبقي بعضا منهم ليقومو على ادارة المصنع في هولندا , وقام هؤلا باخفاء مراكزابحاث عديدة عن المحتل الالماني حتي يجدوها بعد انتها الحرب وعودتهم من امريكا وتم افتتاح هذه المعامل والمراكز وعاد العمل مرة اخرى مما كان سبب قوي للمرو من امشكلة الخسارة بسبب الحرب العالمية الثانية .
يظهر أن الحرب بشكل عام لها تأثير كبير في نجاح فيليبس. بالفعل، خلال الحرب العالمية الثانية، جاءت معها اختراعات مختلفة، مثل أجهزة الأشعة السينية وأجهزة الرادار، وتم إنتاج جميع مكونات هذه الأجهزة في مصانع فيليبس. استمر النجاح واستمرت عجلة الإنتاج في المصنع بسرعة عالية. وهذه الأجهزة الرادار وأجهزة الأشعة السينية يحتاجان إلى شاشة عرض لعرض المعلومات التي تم اكتشافها بواسطة هذه الأجهزة الماسحة الرائعة. وهنا ظهرت فرصة لشركة فيليبس لتصنيع وتسويق أجهزة التلفزيون تجاريا في عام 1949 .
الراديو والكاسيت والفيديو :
وزاد التطور عالميا وزاد انتشار الاجهزة الالكترونية السمعية وايضا الاجهزة المرئية , ليفتح مجال كبير امام فيليبس لمزيدا من الاختراعات , وهنا ظهر الكاسيت الذي كان من اختراع فيليبس عام 1963م , ومما زاد من انتشار الكاسيت وزيادت مبيعاته هو عدم استغلال فليبس للمستخدمين وبيعه بدون مقابل استخدام .
وكانت بداية اشرطة الكاسيت هو استخدمها فقط في تسجيل المحادثات الصوتية اوتسجيل الاجتماعات الدارية , ولكن التقدم التكنولجي توسع واصبح يمكن تسجيل الاغاني والموسيقى وما شابه , وقام فيليبس ايضا بعمل دمج ما بين الكاسيت والراديو ليكونا في جهاز , واحد مما زادد من نسبة المبيعات وفي المقابل زيادة نسبة الارباح والشهرة .
وبعد التطور في المجال السمعي وتحسن جودة الصوت وإرساله واستقباله، كانت هناك حاجة لخطوة أخرى وهي تسجيل الصوت والصورة معا. وتم ذلك بالفعل في عام 1972 في إنجلترا حيث تم إصدار أول مسجل ومشغل فيديو. وبعدها، تنافست سوني مع نظام بيتاماكس، وثم تنافست في أتش إس التي اجتاحت الأسواق. ومع ذلك، كانت أشرطة الفيديو المتوفرة في الأسواق ذات مدة قصيرة، وهنا دور فيليبس حيث قامت بعمل تضاعف تسجيلي على نفس الشريط، مما يسمح بتسجيل فترة زمنية مضاعفة. ولكن المصانع اليابانية لم تترك هذا النجاح يكبر، فقامت بإنتاج نفس هذه الأشرطة ولكن بتكلفة أقل. وهنا قرار ذكي من فيليبس بالانضمام لتجمع منتجي نظام في أتش إس، ماركة تاركة نظامها الذي قامت بتطويره أولا .
كانت مبيعات منتجات الفيديو عادة مغرية للغاية، مما أدى إلى تأخير فيليبس لإطلاق اختراعها الجديد وهو قرص الليزر المدمج، الذي يمكن تسجيل الصوت والصورة عليه بجودة ونقاء عاليين، ويعد بديلا عن شرائط الفيديو. وظل العالم ينتظر هذا الاختراع حتى عام 1982، حيث قامت فيليبس بإطلاق مشغل الأقراص المدمجة CD في تعاون مع شركة سوني. ومن ثم، تطور هذا القرص ليصبح قرص الدي في دي .
وانتشرت شكرة فيليبس ومنجاتها حول العالم وقامت فيليبس بفتح فروع واقسام في جميع الانحاء وزادت الارباح في الشركة بشكل كبير جدا , وتحولت شركة فيليبس الى الفيل العملاق وذلك حسب المحللين والمسوقين في هذا المجال لانها اصبحت شركة لا تتحرك تجاريا الا من اجل مكسب كبير جدا , واتجهت الى مجال النتجات الغالية والمرتفعة الثمن وعملت في متجات المستشفيات والحكومات والمصانع الكبرى .
تاريخ الشركة :
ثورة في عالم الإضاءة وتطوير كبير في المنتجات 1891-1915م .
التنوع في الإنتاج وابتكار الأحدث، الأشعة السينية وأجهزة اللاسلكي ١٩١٥-١-٢٥ م .
عالم أجهزة التلفزيون، وإنتاج أول آلة حلاقة كهربائية فيليشيف 1925-1940م .
– بداية التقنية الحديثة، الكاسيت والمسجل الصوتي المضغوط 1940- 1970 م .
حققت التطور التقني في الصوت والصورة وتسجيل البيانات نجاحًا واستمرارًا في الفترة من 1970 إلى 1980 م .
تم إنتاج القرص المدمج باستخدام تقنية حديثة عالية في فترة 1980-1990 م .
نجاح جديد وتطور جديد لإنتاج قرص دي في دي DVD في الفترة من 1990 إلى 2000 .
ظهرت فيليبس عام 2000 وبداية القرن الحادي والعشرين، وانتشرت حول العالم وشمل عملها شتى المجالات الإلكترونية والأجهزة الطبية .
معلومات عن الشركة :
تاريخ التأسيس : 1891 م .
المؤسس : جيرارد فيليبس .
المكان : آيندهوفن -هولندا .
المقر الرئيسي للشركة : امستردان – هولندا.
عدد الموظفين : 114.500(2011) .
الصناعة والانتاج : الالكترونيات والاجهزة المنلية والاضاءة والمعدات الطبية .
صافي الربح : 1.446 مليلار يورو (2010)
الموقع الالكتروني : www.philips.com
فكرة عن اهم منتجات الشركة :
– منتجات الاضاءة : تتمتع شركة فيليبس بسمعة كبيرة في مجال الإضاءة. ولذلك، تنتج الشركة حلولا متقدمة وذات تقنية عالية لجميع قطاعات الإضاءة مثل إضاءة المكاتب والمؤسسات والفنادق والمصانع، وأيضا إضاءة الطرق. وتقدم أيضا تقنية متطورة في الإضاءة، وهي تقنية الصمامات الثنائية الباعثة للضوء (LED) .
– منتجات الرعاية الطبية : تقدم شركة فيليبس تطورا كبيرا، مما جعلها تعمل في مجالات متنوعة. وهذا ما جعلها تتصدر كشركة رائدة عالميا، حيث تخصصت في أجهزة التشخيص الطبي وأنظمة رصد المرضى، مثل جهاز فحص القلب وجهاز تصوير الأوعية الدموية وأجهزة الموجات فوق الصوتية وغيرها .