قصة الملك عبدالعزيز مع ابن عجلان
كان الملك عبد العزيز بن عبدالرحمن ال سعود، يترقب الفرصة لفتح الرياض، وكانت لديه الصدق والشغف والحماس، ليقول لوالده: “إما أن تأمر أحد رجالك بإقتلاع رأسي من بين كتفي لأستريح من هذه الحياة، وإما أن تقوم أنت بنفسك من مكانك فلا تخرج من بيت شيخ الكويت إلا بوعد في تسهيل خروجي للقتال في بطن نجد” والذي يقصد بها الرياض. وبالنظر إلى هذا الرغبة الصادقة، فقد حدث ما أراد، حيث دخل نخلة من شرق الرياض، وهي نخلة العود، وذلك في الرابع من شوال عام 1319 هـ الموافق للتاسع من مارس 1902 م عند الساعة التاسعة مساء .
الطريق نحو فتح الرياض
خرج الملك عبدالعزيز و معه 39 رجلاً من رجاله الصادقين و كان هو المتمم لهم بأن كانوا أربعين رجلاً ،قاصدين فتح الرياض و تخليصها من ابن عجلان ،و حينما وصل الملك عبدالعزيز و من معه إلى العود ،أبقى 33 رجلاً بها تحت قيادة أخيه محمد ،و خرج هو و معه ستة من الرجال نحو الرياض ،و كما روى في كتاب “شبه الجزيرة العربية في عهد الملك عبدالعزيز” أنه قال لأخيه و من معه “لا حول و لا قوة إلا بالله إذا لم يأتكم رسول منا غداً فأسرعوا بالنجاة و اعلموا بأننا قد إستشهدنا في سبيل الله ” ،كانت هناك رغبة صادقة إما في النصر و إما في الشهادة في سبيل الله ،تلك الرغبة الصادقة هى التي مكنتهم من فتح الرياض في اليوم التالي و هو الخامس من شهر شوال لعام 1319 هـ .
خطة لفتح الرياض وتحقيق انتصار الملك عبدالعزيز رحمه الله
تركالملك عبدالعزيز رجاله ال 33 و تقدم و معه 6 من رجاله و هم (عبد العزيز بن جلوي وفهد وعبد الله بن جلوي وناصر بن سعود والمعشوق وسبعان) نحو قصر المصمك محل إقامة ابن عجلان ، وبدؤا في تنفيذ خطتهم بدخول بيت جويسر الذي مكنهم من عبور الأسوار المجاورة للقصر ، و بعد ذلك دخلوا في بيت مجاور لبيت ابن عجلان و لم يتبقى أمامهم سوى الإجهاز عليه ،فبعث عبدالعزيز لأخيه محمد و من معه من الرجال ليكونوا عوناً لهم و مدداً في مهمتهم ،و دخلوا بيت لولوة زوجة ابن عجلان و التي ساعدتهم بدورها فأخذ الملك عبدالعزيز منها كل المعلومات التي ساعدته في مهمة القضاء على ابن عجلان و انتظروا أن تسنح لهم الفرصة لتنفيذ خطتهم .
تولي عبدالعزيز ابن عبدالرحمن إمارة الرياض
جاءت تلك اللحظة الحاسمة التي خطط لها كثيراً و انتظرها الملك عبدالعزيز رحمه الله من قبل ،ففي فجر يوم الخامس من شوال صعد إلى غرفة في الدور الأول لها شرفة تطل على قصر المصمك، ومع بزوغ الشمس خرج ابن عجلان و معه عشرة من رجاله و بعض من الخدم ،بينما خرج عبدالعزيز و معه 15 رجلاً من رجاله ، وأغلقت بوابة قصرالمصمك بعد خروجه كما هى العادة ،ليتفاجأ ابن عجلان بتلك الهامة التي يعرفها جيداً و لا يمكن أن يخطئها إنه عبدالعزيز بن عبدالرحمن ، أشهر ابن عجلان سيفه في وجه عبدالعزيز الذي باغته برصاصة لم ترده قتيلاً لكنها كانت كفيله بالإخلال بتوازنه و إفلاته للسيف .
عندما شعر بأن الهزيمة لا مفر منها، حاول ابن عجلان العودة إلى القصر، لكن الملك عبدالعزيز أمسك بساقيه وألقاه فهد بن جلوي بحربة لم تصيبه، لكنها اخترقت الباب. وفي الوقت نفسه، قام رجال ابن عجلان بإطلاق النار ورمي الحجارة من أبراج القصر، مما أدى إلى مقتل اثنين من رجال الملك وإصابة أربعة آخرين. وعندما حاول ابن عجلان الهرب، أراد الملك عبدالعزيز اللحاق به، لكن رفاقه وقفوه عطفا وخوفا عليه، وفي النهاية دخل عبدالله بن جلوي وأطلق النار على ابن عجلان وأرداه قتيلا. وعندما دخل الملك عبدالعزيز ورجاله القصر، فتكوا بـ 33 رجلا من بينهم ابن عجلان واستسلم 20 آخرون. وكانت العبارة الخالدة التي أعلنت النصر لآل سعود في هذه المعركة هي “الملك لله ثم لعبد العزيز بن عبد الرحمن
تترتب العديد من النتائج على انتصار الملك عبدالعزيز، رحمه الله
1- تحقق للملك عبدالعزيز ما كان يصبو إليه من فتح الرياض ،وبعد أن إستقر فيها عمل على توسيع المساحة الجغرافية التي تقع تحت إمرته فعمل على ضم الخرج والحوطة والحريق والأفلاج و وادي الدواسر .
في عام 1320 هـ، قام والد عبدالعزيز بالعودة من الكويت وقام بالبيعة له ولكبار العلماء ورجال البلاد في الرياض .
ظل الملك عبدالعزيز رحمه الله يشارك في المعارك العسكرية لمدة 32 عامًا من أجل جمع شتات البلاد وتوحيد رايتها.