قصة المثل الشعبي عاد بخفي حنين
تستخدم الأمثال العربية كأسلوب منذ القدم لإرشاد وإيصال الحكمة. ويمكن استخدامها في مواقف محددة، وبعد ذلك يصبحون أمثالا يتداولها الناس عبر الأزمان. وتعود بعضها إلى عصر الجاهلية والبعض الآخر إلى عصور الوسطى، وكانت محل اهتمام كبير من الأدباء والشعراء .
تتوفر في جميع الثقافات حول العالم أمثال خاصة بها، فهناك أمثال شعبية صينية وإنجليزية وعربية وغيرها، وكل مثل له علاقة بتقاليد ومعتقدات الشعوب ومظاهر حياتهم، ومن الأمثال العربية المشهورة: أشأم من البسوس، وبيدي لا بيد عمرو، وعلى نفسها جنت براقش، وعاد بخفي حنين، وعادت حليمة إلى عادتها القديمة، ورب رمية من غير رام، وغيرها من الأمثال الكثيرة، وكل منها له قصته ومناسبة خاصة وقيلت فيها .
عاد بخفي حنين
سمعنا كثيرا عن المثل القائل عاد بخفي حنين وهو مثل يقال لمن حاول في محاولة ما ولكنها لم ينجح فيها وأحفق وفشل وهذا المثل له قصة واقعية حدثت في زمن قديم في العراق ، وتقول القصة أن هناك رجل يدعى حنين كان يعمل في اصلاح وصناعة الأحذية في الحيرة بالعراق ، والمعروف عنه ان مشهور بخبرته واتقان صناعنه ، وفي أحد الأيام جاءه رجل اعرابي راكبا بعير ، فجعل بعيره بجانب دكان حنين ودخل الى حنين .
كان يراقب الأحذية ويفحصها وبدأ يستفسر من حنين عن أسعار الأحذية، ثم أعجبه النمط وأراد أن يشتريها، لكنه بدأ في المساومة مع حنين على الأسعار والجدل معه لفترة طويلة، حتى توصلوا لاتفاق على السعر بعد أن أخذ وقتا طويلا وضاعت فرصة الزبائن، ولكنه لم يشتر الحذاء بعد كل هذه المفاوضات والجدل، ثم خرج من المتجر دون الاهتمام بحنين، مما أثار غضبه كثيرا لأن حنين قدم له وقته وأفضله على زبائنه ولم يشتر أي شيء في ذلك اليوم بسببه .
الانتقام من الاعرابي
فكر حنين في طريقة ينتقم فيها من الاعرابي ، واراد أن يفرغ غضبه مما فعله به ، لذلك لحق به وسلك طريقا اسرع من طريقة ليصبح امامه ، بعدها وضع احد الخفين اللذان كانا يريدهما الاعرابي على الطريق ومشى مسافة امتار اخرى و وضع الخف الثاني وعندما كان يمشي الاعرابي وجد الخف الأول قال لنفسه ما اشبه هذا بخفي حنين لو اني لقيت الأثنان معا لاخذتهما لكن هذا حذاء واحد وتركه واكمل طريقه ، وبعد مسافة وجد الحذاء الاخر ، قال كأنه هذا الخف الثاني من خفي حنين .
لذلك، أخذ الحذاء الثاني ورجع إلى الحذاء الأول، وترك بعيره في مكان الحذاء الثاني. وفي هذا الوقت، كان حنين يراقبه، وعندما ترك البدوي بعيره، أخذه حنين وهرب. وعندما عاد البدوي إلى مكان الحذاء الثاني، لم يجد بعيره الذي تركه في هذا المكان. لذلك، عاد إلى أهله ولم يحمل شيئا سوى الخفين. وفي العادة، عندما يعود أحدهم من السفر، يكون حاملا الهدايا والمحصول. لذا، سأله أهله ماذا أحضرت لنا، فأجابهم قائلا: “أحضرت معي خفي حنين.” وعلى إثر ذلك، قيل عنه أنه عاد بخفي حنين
لمن يقال هذا المثل ؟
أصبح هذا المثل يُقال لكل من يعود من مهمة ما بخيبة أمل، سواءً كان ذلك بسبب عدم تحقيق ما كان يريده عند الذهاب لشراء شيء ما، أو عند الذهاب للقيام بعمل محدد والعودة بخيبة أمل، أو بسبب حدثٍ ماأو مناسبةٍ أخرى تجمع بينها الاخفاق والخيبة
يمكن أن يُفسر هذا المثل كدلالة على اليأس والاستسلام، حيث لم يبحث الرجل العربي عن دابته ولم يحاول العثور عليها، وبدلاً من ذلك فقد الأمل في العثور عليها التي تحمل أمتعته وهدايا أهله.