الخليج العربي

قصة الطفل عبدالله الجريد صاحب الموقف الانساني مع الامير سلطان بن عبدالعزيز

كان للأمير سلطان بن عبدالعزيز – رحمه الله وأسكنه فسيح جناته – العديد من المواقف الإنسانية والأعمال الخيرية، حيث كان يتعامل بأسلوب أدبي رفيع مع جميع الموظفين الصغار والكبار الذين يعملون تحت إمرته. وكان يستمع دائما إلى ظروفهم ويقدم المساعدة للمواطنين الذين يطلبونها بكل محبة وحرص. ولقب بـ “سلطان الخير” بسبب كثرة مواقفه الإنسانية وأعماله الخيرية التي كان يقدمها داخل المملكة وخارجها. ولذلك، تم تأليف كتاب خاص بشخصية الأمير سلطان بن عبدالعزيز بعنوان “الأمير سلطان بن عبدالعزيز.. مؤسسة الخير”، والذي تعمق في شخصيته وحبه العميق لفعل الخير للجميع، وتسليط الضوء على أبرز المواقف الإنسانية التي تعرض لها .

بداية القصة :
كان عبدالله الجريد طفلا صغيرا لم يتجاوز الخامسة من العمر، وكان يعاني من إعاقة جسدية في الظهر. كان متواجدا في حائل مع والده، ووالده، المواطن عادل الجريد، لم يكن لديه المال الكافي لعلاج ابنه. قدم والد الطفل عبدالله طلبا لمقابلة الأمير سلطان بن عبدالعزيز، حين كان وليا للعهد في ذلك الوقت. ووافق سموه رحمه الله على لقاء والد الطفل عبدالله الجريد، وجرت المقابلة بسرعة أكبر مما كان يتوقع. زار والد الطفل مكتب الأمير سلطان وأحضر ابنه عبدالله معه، وأطلعه على حالة عبدالله الصحية. فأصدر سموه أمرا فوريا بصرف مبلغ 50 ألف ريال سعودي وتكفل بجميع المصاريف المتعلقة بعلاج عبدالله .

قصة الفيديو الشهير :
انتشر مقطع فيديو يظهر الأمير سلطان بن عبدالعزيز يحمل الطفل عبدالله الجريد خلال المقابلة التي جرت بين والد عبدالله الجريد والأمير سلطان. انتشر هذا الفيديو على نطاق واسع بسبب مشاهد الحنان الأبوي التي ملأت قلب الأمير الراحل سلطان بن عبدالعزيز تجاه الطفل عبدالله الجريد. كانت ابتسامته أثناء لعبه مع الطفل مليئة بالحنان والمحبة. واكتسب الطفل عبدالله الجريد شهرة واسعة بسبب هذا الفيديو الذي يظهره وهو يقول للأمير سلطان: “يبا، أنا أحبك.” وقد تم تداول الفيديو بكثافة عبر وسائل الإعلام المرئية ومواقع التواصل الاجتماعي، بسبب الموقف النبيل لهذا الرجل الإنساني والعطوف والمتواضع، على الرغم من المنصب الذي يشغله في الدولة .

رحلة العلاج :
تعاني عبدالله الجريد من انحناء في ظهره يزداد مع التقدم في العمر وفشل في كليته اليمنى. بدأت رحلة علاجه في ألمانيا، حيث أجريت له عدة عمليات في العمود الفقري ليستطيع الوقوف والجلوس بحرية. تمت أيضا عملية لإزالة الكلى بعد فشلها وتفتيت الحصوات التي تؤثر على حركة العمود الفقري. اتصل الأمير سلطان بنفسه هاتفيا للاطمئنان على صحة عبدالله الجريد .

وفاته :
بعد صراع دام أكثر من عشر سنوات مع المرض، توفي عبدالله الجبير في المستشفى بألمانيا عن عمر يناهز السادسة عشر، يوم الجمعة الموافق 27/11/2015. وانطلقت مواقع التواصل الاجتماعي فور سماع نبأ الوفاة، حيث انطلق هاشتاق “#وفاة_الطفل_عبدالله_الجريد” وهاشتاق “عبدالله_الجريد” حيث شارك نشطاء مواقع التواصل بتغريدات وتعليقات تدعو له بالرحمة والمغفرة، واستعادوا من خلاله الذاكرة بعد إعادة نشر مقطع الفيديو الشهير الذي يضم الأمير سلطان والطفل عبدالله رحمهما الله وأسكنهما فسيح جناته، وذلك وسط دعوات للأمير سلطان بالرحمة والمغفرة، راجين من الله أن يدخلهما في جنات الخل .

لمشاهدة الفيديو :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى