منوعات

قصة الرجل ذو القناع الحديدي لـ فولتير

هي إحدى قصص فولتير التي كتبت داخل سجن الباستيل أثناء فترة احتجازه، واعتبرت في البداية رواية عادية حيث لم يكن هناك دليل على وجود السجين المقنع. ومع ذلك، تم العثور فيما بعد على سجلات الباستيل ودفتر يوميات لأحد الضباط يتحدث فيه عن سجين مقنع دخل السجن ورسالة أخرى تتحدث عن وفاته. تم تناول أحداث هذه القصة في فيلم سينمائي أمريكي بنفس الاسم `الرجل ذو القناع الحديدي`.

سجون فرنسا المظلمة:
في القرن الثامن عشر الميلادي في مدينة باريس، كان هناك ملك ظالم يدعى لويس الرابع عشر ملك فرنسا، حيث انتشرت في عهده المحاكمات الظالمة، واعتقال الأبرياء والزج بهم في السجون، وكانت ضمن بروتوكولات السجون عدم تقييد السجناء تحت أسمائهم الحقيقية بل إيجاد أسماء أخرى لهم حتى لا يتعرف عليهم أحد، مع منع الزيارات عنهم نهائيًا ووضعهم في سجون منفردة، حتى يموتوا من الشعور بالوحدة أو يصابوا بالجنون دون أن يشعر بهم احد.

فولتير في سجن الباستيل :
كان فولتير من أشهر كتاب عصره لما تحتويه كتاباته وأعماله من قيمة عالية، حيث كان يؤمن بالحرية وضرورة هدم هذه السجون وكان يروج للثورة على الملك وإعلان الجمهورية حتى تم اعتقاله من قبل أفراد الشرطة ونقله إلى أحد السجون البعيدة وهو سجن الباستيل القابع تحت الأرض مع تلفيق تهمة “كتابة شعر ساخر في وصي عرش فرنسا” وهي بالطبع ليست تهمة فولتير الأساسية.

سجين مقنع رواية فولتير داخل السجن :
لم يتوقف فولتير عن الكتابة طوال فترة سجنه، حتى استطاع بعد فترة قصيرة كتابة روايته المشهورة التي تحكي عن الظلم والاستبداد تحت حكم لويس الرابع عشر، وذلك من خلال “سجين مقنع.” وصف فولتير من خلال هذه الرواية معاناة المساجين داخل السجون الفرنسية والظلم الذي يتعرض له الشعب، والاعتقالات الظالمة، وذلك من خلال شخصية السجين الذي يرتدي قناعا حديديا ويتنقل من سجن لسجن، ولا يسمح له بإزالة القناع عن وجهه، وفي حالة قيام أي شخص بإزالته يتم قتله في الحال.

الضابط سان مارس :
كان الضابط سان مارس هو الضابط المسؤول عن السجين المقنع وهو الوحيد الذي يعرف هويته الحقيقية، كما كان يقدم هذا الضابط تقارير عن حالة السجناء إلى المشرف العام على السجن ويروي فولتير أن السجين المقنع كان يقطن سجن جزيرة سانت جرين الذي يقع على البحر المتوسط، إلا أنه صدرت الأوامر بنقله إلى الباستيل وأشرف على عملية انتقاله الضابط سان مارس.

سجلات سجن الباستيل :
في البداية، قام فولتير بانتقاد رواية بشكل معين، وذلك من خلال استعراض المراسلات بين الضابط سان مارس ومشرف السجن. لم يتم ذكر سجل السجن المقنع في أي رسالة، ومع ذلك، بعد فترة، حصل أحدهم على سجلات السجن الخاصة بسجن الباستيل، وكانت تلك السجلات تعود للضابط الذي يدعى `أتدان ديويونكا`. كانت تلك السجلات تحتوي على يوميات الضابط، وفي إحدى التدوينات وجدت المعلومات التالية
في يوم الخميس 18 سبتمبر الساعة الثانية بعد الظهر، دخل سان مارس بحمله سجينًا قديمًا مقنعًا في نقالة، ولم يذكر اسم الشخص أو تسجيله في السجلات.

في عام 1703 تم العثور على تدوينة أخرى تذكر السجين المقنع، ولكن هذه المرة تذكر وفاته
في حوالي الساعة العاشرة، توفي السجين المجهولالمقنع

وفاة السجين المقنع :
توفي السجين المقنع بعد أن أمضى 34 عامًا في السجن ولم يكشف عن هويته حتى كتب عنه `ديويونكا` في يومياته
“تعرفت فيما بعد أنهم يدعونه إم. دي. مارشيل، وتم دفن السجين المجهول باسم مارشيولي بعد يوم واحد من وفاته.

فيلم الرجل ذو القناع الحديدي :
تم إنتاج فيلم سينمائي يحمل اسم الرجل ذو القناع الحديدي في عام 1998، من تأليف الكاتب راندل والاس وبطولة الممثل العالمي ليوناردو دي كابريو، وقد تناول الفيلم أحدث القصة من جانب درامي حيث ظهر الرجل المقنع كأخ للملك ووريث للعرش.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى