الطبيعةالفضاء

قصة اكتشاف كوكب نبتون

يعد الفضاء عالمًا مليئًا بالأسرار والغموض، ويثير دائمًا فضول الإنسان لاكتشافه والتعرف على خباياه. ونبتون هو الكوكب الثامن في المجموعة الشمسية المكونة من تسعة كواكب، وهم: عطارد والزهرة والأرض والمريخ والمشتري وزحل وأورانوس ونبتون وبلوتو .

التنبؤ بوجود كوكب نبتون :
نبتون يُعتبر رابع أكبر كوكب في المجموعة الشمسية ، ويرجع ذلك إلى كبر قطره ، كما أنه  ثالث أكبر كوكب نسبة إلى كتلته ، وهو يدور حول الشمس مرة كل 165 سنة أرضية ، وقد أتم دورته الأولى منذ اكتشافه في عام 2011م ، أما دورانه حول محوره يستغرق 17 ساعة زمنية .

ولقد تم التنبؤ به قبل رؤيته ، حيث كان للحسابات الرياضية التي قام بها العالم أرباين لافيرير أثراً في التوقع بوجود كوكب نبتون وكان ذلك قبل أن يراه تليسكوب يوهان جال مع هنريك إريست ، في الرابع و العشرين من سبتمبر عام في 1864م ، وقد تم اكتشاف نبتون في نفس العام أيضاً الذي تم اكتشاف كوكب أورانوس .

اكتشاف كوكب نبتون :
إن كوكب نبتون معتم لا يستطيع أحد أن يراه بالعين المجردة ، وعند اكتشافه لأول مرة تم تصنيفه كنجم في السماء ، وبعد الإستعانة بقوانين نيوتن للجاذبية تم تفسير هذه الظاهرة في إطار وجود تأثير خارجي من كوكب آخر ، وهو ما أدى إلى حدوث اضطراب غير معروف في مسار أورانوس حول الشمس ، ولقد تم اكتشاف كوكب نبتون عندما تسلم مدير مرصد برلين الفضائي يوهان فرانز اينكه رسالة من عالم رياضيات فرنسي يدعى اوربان لو فيرييه ، بعد أن أجرى أبحاثا ودراسات أدت الى اقتناعه بوجود كوكب ثامن في المجموعة الشمسية .

وحين لم يستطع إقناع بقية العلماء بالبحث عن هذا الكوكب الغامض رغم الدراسة التي قدمها حول هذا الموضوع الى اكاديمية العلوم في باريس ، قدم الدراسة إلى اينكه ، ولكنه لم يستطع أن ينفذ تنفيذ طلب لو فيرييه ، لعدة أسباب منها أنه كان مشغولا بحفل استقبال مهم في ذلك اليوم ، فقام بتسليم الدراسه إلى عالم يُدعى غال وهو يعمل مساعدا لاينكه منذ ١٨٣٥عام  ودرس في جامعة فريدريك في برلين ، وقد عمل غال على هذه الدراسة بجدية بمجرد أن تسلمها .

وصف كوكب نبتون :
إن الغلاف الجوي لكوكب نبتون يتكون من الهيدروجين و الهليوم و الميثان ، كما يعود سبب تسميته بالكوكب الأزرق إلى أنه يحتوي على غاز الميثان في الطبقات العليا من الغلاف الجوي الذي يعمل على امتصاص الضوء الأحمر ، ويعمل على عكس الضوء الأزرق ، وهو مايجعل الكوكب يظهر باللون الأزرق، وتتكون طبقات كوكب نبتون من طبقة الوشاح ، التي تتكون من الماء والأمونيا وغاز الميثان ، أما اللب الداخلي فهو عبارة عن عناصر الحديد والسيليكا والماغنسيوم.

يتكون سطح كوكب نبتون من سحب كثيفة تجعله غير مرئي، وتتحرك السحب بسرعة عالية، حيث تصل سرعة الرياح إلى 1.1 كيلومتر في الساعة. ويعتقد العلماء أن هذه الرياح تسببت في عاصفة داكنة، وقد درستها إحدى مركبات وكالة ناسا التي أطلقت في عام 1989، وكان الهدف الأساسي لهذه المركبة هو دراسة بعض الكواكب في المجموعة الشمسية .

كانت هذه الزيارة الوحيدة التي قامت بها مركبة فضائية إلى كوكب نبتون، والتي يعود إليها الفضل في الكثير مما توصل إليه العلماء عن الكوكب الأزرق. ويوجد لكوكب نبتون 13 قمرا يدور حوله، وتم تسميتها نسبة إلى آلهة البحر والحوريات في الأساطير الرومانية القديمة. وأطلق على نبتون نفسه هذا الاسم نسبة إلى إله البحر في الأساطير الرومانية القديمة. وتم اكتشاف أول قمر في أكتوبر 1846، أي بعد حوالي شهر من اكتشاف الكوكب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى