قصة اعتقال ” وليد فارس نواف هايص ” صاحب تغريدات جبريت سياسي
انتشرت في الآونة الأخيرة العديد من الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي وبالأخص موقع “تويتر” الشهير ، تحت مسميات غير حقيقية تعود لأشخاص يفضلون إخفاء هويتهم الحقيقية لغايات وأهداف عديدة لعل من أهمها إبداء أراءهم ورفضهم لأنظمة بلادهم ، ونراهم يتسارعون يوميا في نشر العديد من التغريدات التي تكون معظمها مسيئة لبلادهم وحكومتهم وقد تكون مغلوطة وعارية عن الصحة ، وقد اختلفت الآراء حول هؤلاء المغردين ما بين مؤيد ومعارض ، فالبعض يجدهم يعبرون عن رأيهم بكل مصداقية ولكنهم يخفون هويتهم خوفا من المساءلة القانونية والاعتقال بسبب غياب الديمقراطية في بلادهم ، والبعض الآخر يجدهم جبناء يختبئون خلف أسماء مستعارة لمعرفتهم بأن ما ينشرونه من تغريدات ماهي إلا أوهام وأكاذيب تنشر الفتنة وتضلل الشعب ويستغلون هذا للوصول إلى الشهرة الوهمية إن صح التعبير خلف ستار مواقع التواصل الاجتماعي ، بينما هم في الحقيقة أناس عاديون أجبن من أن يقفوا أمام أنفسهم حتى لقول الحقيقة .
في مقالنا الحالي، سنقدم نموذجا من هؤلاء المغردين الذين يختبئون تحت اسم مستعار لنشر تغريدات جريئة ومخالفة للقانون. المغرد الذي سنتحدث عنه هو `جبريت سياسي`. من هو جبريت سياسي؟ وما هي قضيته؟ … هنا تفاصيل القصة .
من هو جبريت سياسي :
الجبريت السياسي هو الحساب الشخصي على موقع تويتر للمدعو وليد فارس نواف هايص، وهو من فئة البدون المقيمين في دولة الكويت، وأثار جدلا بسبب تغريداته الجريئة المعادية للدولة والحكومة، بالإضافة إلى انتقاده لشخصيات هامة في الدولة، بما في ذلك صاحب السمو أمير البلاد وشخصيات سياسية بارزة في المجتمع الكويتي. وقد تم رفع العديد من القضايا ضده مؤخرا من قبل الأشخاص الذين استهان بهم الجبريت السياسي، بمن فيهم رئيس مجلس الوزراء السابق الشيخ ناصر المحمد ورئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم، بالإضافة إلى العديد من المحاميين .
أسباب الاعتقال :
بعد أن واجه النائب السياسي العديد من القضايا التي تجاوزت الـ 330 قضية المرفوعة ضده، تم اعتقاله من قبل الإدارة العامة لمباحث أمن الدولة في 5 سبتمبر 2015، حيث وجهت له تهم متعددة بما في ذلك الإساءة إلى الذات الأميرية والقضاة، وخرق القانون المتعلق بالوحدة الوطنية، وإثارة الفتنة بين الشعب، ونشر تغريدات تحرض على إقامة مظاهرات غير مرخصة قانونيا ضد نظام الدولة، بالإضافة إلى نشر تصريحات كاذبة ومثيرة للجدل .
تفاصيل القضية :
ذكر المغرد جبريت سياسي خلال تسجيل اعترافاته بأن هناك أشخاص يقومون بإمداده بالمعلومات لينشرها على موقع تويتر عبر حسابه مقابل مبالغ مالية وهم المحامي ” فلاح الحجرف ” الذي اشتهر بتهمة قضية ” قروب الفنطاس ” ، والإعلامي بدر عبدالعزيز المطيري ، فقامت النيابة العامة بإلقاء القبض على المذكورين ، وأحيل الثلاثة متهمين إلى السجن المركزي وتم حبسهم عشرة أيام على ذمة التحقيق في القضية ، بعد اعتراف كل من جبريت سياسي و بدر عبدالعزيز بالتهم الموجهة إليهم ، بينما أنكر المحامي فلاح الحجرف التهم الموجهة إليه وأنكر علاقته بالمدعو جبريت سياسي .
محكمة الجنايات :
جلسة 17/9/2015 :
تم الإفراج عن الإعلامي بدر عبدالعزيز المطيري بكفالة قدرها ألفان دينار كويتي. وما زال المحامي فلاح الحجرف والمغرد جبريت سياسي محتجزين. وقررت المحكمة إحالة جبريت سياسي إلى الطب الشرعي لفحصه إذا ما كان يعاني من إصابات، استجابة لطلب محامي الدفاع الخاص به. خلال الجلسة، أشار جبريت سياسي إلى تعرضه للضرب والتهديد بالاقتحام إذا لم يعترف بأن وكيل وزارة الداخلية الشيخ أحمد الخليفة والشيخ عذبي الفهد كانا يدعمانه على حسابه في تويتر، وأنه تعرض للضرب والاضطهاد ليعترف بأن وكيل وزارة الداخلية المساعد لشؤون أمن المنافذ اللواء أنور الياسين، الذي نقل إلى ديوان الوزارة، كان شريكا أيضا لبدر عبدالعزيز .
وفيما يتعلق بمحاكمة الحجرف، فإن محامي الدفاع زاد عددهم عن خمسين محاميًا يقول أنه يجب أن تكون المحاكم بعيدة عن حروب التجارة والشيوخ، التي يتعرض ضحاياها مثل الحجرف وجبريت سياسي، وأنه لا يوجد أي دليل يدين الحجرف إلا الأقوال التي تم الحصول عليها بالإكراه من المتهم الأول جبريت سياسي .
تم تأجيل القضية إلى الأول من أكتوبر الحالي للنظر فيها .
جلسة 1/10/2015 :
في هذه الجلسة، أعلنت محكمة الجنايات عن إفراج المحامي “فلاح الحجرف” بكفالة مالية قدرها خمسة آلاف دينار كويتي، وإلغاء منع السفر عن الإعلامي بدر عبدالعزيز. حضر الجلسة رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم ومدير نيابة الفروانية سالم العسعوسي والمحامي بسام العسعوسي والمحامي لؤي الخرافي كمدعين مدنيين أمام المحكمة. اتهم فلاح الحجرف خلال الجلسة مرزوق الغانم ولؤي الخرافي بمحاولة كسره، قائلا: “مرزوق الغانم ولؤي الخرافي يرغبان في كسر شوكتي… والله لن أنكسر وسأبقى متماسكا،” كما أضاف أنهما نقلا صورة مغايرة للحقيقة عنه أمام الجمهور .
فيما قال المتهم جبريت سياسي إنه هذه المرة الأولى التي يعترف فيها بالحقيقة، حيث اعترف بأنه تم تعريضه للإكراه لتسجيل فيديو يعترف فيه ببعض الأشخاص مثل بدر عبد العزيز وفلاح الحجفري وأنور الياسيمين، والذين لا يعرفهم في الأساس .
تم تأجيل القضية إلى جلسةٍ مقررةٍ في 12/11/2015 .