قصة أصحاب الأخدود كاملة
سميت قصة أصحاب الأخدود بهذا الاسم نسبة الأخدود الذى أحرق فيه المؤمنون بالدين بالجديد ، والأخدود معناه الشق الكبير الغائر في الأرض أو الحفرة الكبيرة ويذكر أن هذه القصة وقعت قبل مبعث الرسول بأربعين سنة ويقال ان أصحاب الأخدود هم نصاري نجران وكان ملكهم ذو نواس وكان يهودي الديانة فلما بلغه أن مجموعة من الناس آمنو بالديانة المسيحية التي جاء بها عيسى بن مريم امر بشق سبعة أخاديد طول كل واحد منهم أربعون ذراعا وعرضه اثنا عشر ذراعا واشعال النار فيهم وإلقاء من لم يتراجع عن دينه فيها .وقد وردت هذه القصة بصورة مختصرة في القرآن الكريم في سورة البروج ،ووردت بالتفصيل في السنه في الحديث الشريف .
قصة أصحاب الأخدود
روي عن صهيب الرومي رضي الله عنه في صحيح مسلم:
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: كان ملكٌ فيمن كان قبلكم, وكان له ساحر, فلما كبر قال للملك: إني قد كبرت فابعث إليَّ غلامًا أعلمه السحر. فبعث إليه غلامًا يعلمه, وكان في طريقه إذا سلك راهب, فقعد إليه وسمع كلامه فأعجبه, وكان إذا أتى الساحر مرَّ بالراهب وقعد إليه, فإذا أتى الساحر ضربه, فشكا ذلك إلى الراهب فقال: إذا خشيت الساحر فقل: حبسني أهلي، وإذا خشيت أهلك فقل: حبسني الساحر.
ففي تلك الأثناء، قابل دابة هائلة حبست الناس. فقال: `اليوم سأعرف من هو أفضل، الساحر أم الراهب؟` ثم أخذ حجرا وقال: `اللهم إذا كان أمر الراهب أقرب إلى قلبك من أمر الساحر، فاقتل هذه الدابة حتى يتمكن الناس من المرور.` فألقاها وقتلها، ومر الناس. ثم جاء الراهب وأخبره بما حدث. فقال له الراهب: `أيها الشاب، اليوم أنت أفضل مني، قد تم تحقيق ما تمنيت. فإن ابتليت بمصيبة، فلا تشتكي إلي.`.
وكان الغلام يُبرِئ الأكمه والأبرص, ويداوي الناس من سائر الأدواء، فسمع جليس الملك وكان قد عمي فأتاه بهدايا كثيرة فقال: ما ها هنا لك أجمع, إن أنت شفيتني. فقال: إني لا أشفي أحدًا، إنما يشفي الله تعالى, فإن آمنتَ بالله تعالى، دعوتُ الله فشفاك. فآمن بالله تعالى، فشفاه الله تعالى.
فأتى الملك فجلس إليه كما كان يجلس، فقال له الملك: من أجابك بصرك؟ قال: إلهي. قال: أليس لك إله سواي؟! قال: إلهي وإلهك الله. فأخذه وظل يعذبه حتى يشير إلى الصبي. فقال له الملك: يا ابني، قد أظهرت من قوتك ما يشفي الأعمى والأبرص وتفعل معجزات. فقال: إنني لا أشفي أحدا، إنما الله تعالى هو الشافي. فأخذه وظل يعذبه حتى يشير إلى الراهب، ثم جاء الراهب وقيل له: ارتد عن دينك. فأبى، فدعاوا بالمنشار ووضعوه في وسط رأسه فشقه حتى وقعت الشقوق، ثم جاء جليس الملك وقيل له: ارتد عن دينك. فأبى، فوضعوا المنشار في وسط رأسه وشقوه به حتى وقعت الشقوق.
ثم جيء بالغلام فقيل له: ارجع عن دينك. فأَبَى, فدفعه إلى نفرٍ من أصحابه فقال: اذهبوا به إلى جبل كذا وكذا، فاصعدوا به الجبل, فإذا بلغتم ذروته فإن رجع عن دينه, وإلاَّ فاطرحوه. فذهبوا به فصعدوا به الجبل فقال: اللهم اكفنيهم بما شئت. فرجف بهم الجبل فسقطوا, وجاء يمشي إلى الملك. فقال له الملك: ما فعل بأصحابك؟ فقال: كفانيهم الله تعالى.
فدفعه إلى نفر من أصحابه، فقال: اذهبوا به واحملوه في قرقور واجتازوا به البحر، فإذا رجع عن دينه فألقوه، فقد اصطفت السفينة بهم وغرقوا. ثم جاء يمشي إلى الملك، فقال له الملك: ماذا حدث لرفاقك؟ فأجاب: كفانيهم الله تعالى. فقال الملك له: أنت لست بقاتلهم حتى تفعل ما أمرت به. فقال له: وما هو؟ قال: اجمع الناس في سهولة واحدة ثم اربطني بجذع شجرة، ومن ثم خذ سهما من قوسي، وضع السهم في كبد القوس، وقل: باسم الله رب الغلام. ثم أطلق السهم، فإذا قمت بذلك، ستقتلني.
ثم جمع الناس في مكان واحد وصلب، ثم أخذ سهما من قوسه، ثم وضع السهم في الكبد، وقال: بسم الله رب الغلام، ثم ألقاه، وسقط السهم في جبينه، فوضع يده على جبينه، ثم توفي.
فقال الناس: نحن نؤمن برب الغلام، نحن نؤمن برب الغلام، نحن نؤمن برب الغلام.
فأُتي الملك فقيل له: هل ترى الأمر الذي حذرت منه؟ لقد نزل بك حذرك وآمن الناس. ثم أمر بحفر الأخاديد على جوانب السكة، فحُفرت، وأشعلت النيران في الأخاديد وأُمِر بإلقاء كل من لا يرجع عن دينه فيها. وفعلوا ذلك، حتى جاءت امرأة مع صبي لها، وخافت على نفسها من السقوط في الأخاديد، فقال لها الصبي: “يا أمي، اصبري فإنك على الحق .
الدروس المستفادة من قصة اصحاب الاخدود
- تعتبر تربية الأطفال وتنشئتهم بطريقة صحيحة أمرًا مهمًا، فقد نشأ غلام صغير ولكنه تربى على يد رجل مؤمن صالح غرس الإيمان داخله .
- يجب على المعلم أن يحترم تلميذه ويشيد به ويثني عليه، ويعترف بتفوق التلميذ عليه كما فعل الراهب الذي قال للصبي `أنت اليوم أفضل مني`
- تتمثل الثقة بالله والصدق في الدعاء في قول الغلام عندما دعا: `اللهم اكفني منهم بما شئت`.
- يتضمن الإصرار على نشر الدعوة عودة الغلام إلى الملك في كل مرة دون الهروب، وذلك حتى يتحقق هدفه ويؤمن الناس بالله.
- الإصرار على الحق والثبات عليه يمثل موقفًا قويًّا يتمتّع به أصحاب الإرادة الصلبة، ونرى ذلك في موقف امرأة الاخدود مع طفلها الصغير وقول الطفل لها “يا أماه، اصبري فأنت على الحق.
من هم اصحاب الاخدود
أصحاب الأخدود هم مجموعة من الكفار الذين أذلوا المؤمنين وتعذبوهم، وسموا بهذا الاسم نسبة إلى الأخاديد التي كانوا يعذبون المؤمنين فيها بواسطة النيران. وقد ورد في القرآن الكريم: “قتل أصحاب الأخدود، النار ذات الوقود، إذ هم عليها قعود، وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود” [البروج: 4-7] [1]
منطقة وقعت فيها قصة اصحاب الاخدود منطقة
نجران هي المنطقة التي وقعت فيها قصة أصحاب الأخدود