فوائد لا تتوقعها للغبار !

يعد الغبار أحد أكثر الأشياء التي تسبب الملل والغضب لدى الإنسان، حيث يعمل على تحجيم الرؤية الأفقية ويسبب أمراض الجهاز التنفسي والربو. ويتأثر الأطفال وكبار السن بشكل خاص. تشهد المملكة في هذه الأيام موجة من الغبار والأتربة التي تؤثر على عدة مناطق. تبدأ تأثيرات موجات الغبار بانعدام الرؤية الأفقية وتؤثر على صحة الإنسان، خاصة الأشخاص المصابين بأمراض الصدر. وقد بدأت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة في التحذير من موجات الغبار والأتربة. ولكن هل تعلم أن الغبار له فوائد عظيمة علينا ويحمل العديد من الفوائد التي لا يمكن تصورها؟! وهذا أمر حقيقي. فالقرآن الكريم أشار إلى فوائد الغبار منذ آلاف السنين. فما هي فوائد الغبار؟ سنوضح ذلك في هذا المقال.

ما هو الغبار؟
نحن جميعا نعرف الغبار، وهو عبارة عن جزيئات التربة المتواجدة في الغلاف الجوي، والتي يمكن أن تتحرك بسبب العوامل الجوية المختلفة مثل الرياح وتلوث الهواء والانفجارات البركانية. وهذا يؤدي إلى انتشاره في المنازل والمصانع والمكاتب، مما يتسبب في تراكمه على جميع الأشياء التي يصادفها مثل فرو الحيوانات وألياف النسيج والأوراق وجهاز التنفس لدى الإنسان. ويحذر وسائل الإعلام المختلفة دائما من أضرار الغبار لحماية سلامة المواطنين، لأنه من الممكن أن يتعرض الإنسان لمشاكل صحية نتيجة تعرض الجهاز التنفسي لموجة الغبار المحملة بالتربة والأتربة.

فوائد الغبار في القرآن الكريم
البعض لم يتخيل أن الغبار المزعج من الممكن أن تكون له فوائد، وأن هذه الفوائد تفوق أضراره، وقد ذكر القرآن الكريم ذلك بقول الله تعالى (وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ) “الحجر: 22”. فقد فسر معظم علماء التفسير قوله تعالى ” الرياح لواقح” هو دور الرياح في نقل حبوب اللقاح إلى أعضاء التأنيث في الأزهار لتتم عملية الإخصاب وتتكون الثمار وهو دور معروف وثابت علميا، وقد أعقبه بجملة ” فأنزلنا من السماء ماء” وهو المطر وتدل عمليو إرسال الرياح لواقح أن لها علاقة بنزول المطر، وقد استخدم حرف العطف “ف” للدلالة على الترتيب والتعقيب ويوحي بسرعة نزول المطر بعد الرياح لواقح، ولكن لا يوجد علاقة بين تلقيح النباتات وحمل حبوب اللقاح ونزول المطر، وهو ما يعني أن للآية معني آخر قد ذكرها الدكتور ” زغلول النجار” في حديثة عن الإعجاز العلمي للقرآن الكريم وقال أن هناك أنواع من التلقيح تتم في السحب هي:
يتضمن أحد الأساليب لتوليد الأمطار تلقيح السحب الحارة بالسحب الباردة، مما يؤدي إلى عملية التكاثف ونزول المطر بعد ذلك.

يؤدي تلقيح السحب الموجبة الشحنة بالسحب الموجبة الشحنة إلى تفريغ الكهرباء وتوليد البرق والرعد وهو الصوت الذي يصاحب التفريغ الكهربائي.

3- أما التلقيح الثالث وهو أن الرياح تلقح السحاب بما ينزل بسببه المطر، فنويات التكاثف وهي النويات التي يتجمع عليها جزيئات بخار الماء لتكون نقطا من الماء نامية من السحب وهي المكونات الأولى من المطر تحملها الرياح إلى السحب، ويكون قوام هذه النويات أملاح البحار التي تذروه الرياح من سطح الأرض ومكونات أخرى كالأكاسيد والأتربة وهي أيضا ملازمة للأمطار وهي فكرة المطر الصناعي، ودائما ما يربط القرآن الكريم بين الرياح والمطر، ففي سورة الأعراف قال الله تعالي وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَاباً ثِقَالاً سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)

أكد العلماء فوائد الغبار كونه السد المنيع الذي يحول بين الكائنات الضارة الخطيرة والإنسان، ويمنع الإشعاع الضار، ويقتل الميكروبات في الهواء، كما يمنع تبخر الماء في النباتات، ويقلل من درجة الحرارة، ويؤدي دورًا في عملية تلقيح النباتات.

فوائد الغبار
1- التقليل من الغازات السامة: انتشار الغبار في الجو يؤثر بالإيجاب في المدن الصناعية حيث يعمل الغبار على إزالة أطنان من الغازات السامة والعوادم من الجو، مما يعمل على تجدد الهواء، وقد ذكر بعض الباحثين أيضا أن الغبار الناتج من الأمطار يتحول إلى سماء للأرض فيعود بالنفع على الشجر والنباتات حيث يقوم بنقل حبيبات اللقاح من العناصر الذكرية للزهرة إلى العناصر الأنثوية لتتم عملية التلقيح وتكوين الثمار.

2- المساعدة على هطول الأمطار: تساهم نشاطات الغبار والأتربة في تساقط الأمطار، مما يؤدي إلى تشكل قيعان تجتمع فيها قطرات المطر بفضل تجمع جسيمات التربة الطينية الدقيقة من المناطق المرتفعة وتجمعها في المناطق المنخفضة. وعندما يتبخر الماء ويجف، تصبح التربة خصبة وغنية بكافة المواد الضرورية لنمو النباتات.

3- تقوية مناعة الاطفال : الشيء المدهش في فوائد الغبار هو أنه يساعد على تعزيز مناعة الأطفال، على الرغم من الاعتقاد الشائع، حيث ينصح الأطفال بتعريض أنفسهم للغبار لتعزيز مناعتهم ضد الحساسية والربو. فالغبار يساهم في زيادة قدرة الأطفال على مقاومة البكتيريا الضارة، وهذا ما أكده الدراسات العلمية الحديثة.

4- إمداد المحيطات بالعناصر المهمة : يتمثل الأهمية الكبيرة للغبار في تزويد سطح البحار والمحيطات بالعناصر المهمة مثل السيليكون والنحاس والزنك والفسفور والحديد، وهي عناصر أساسية لتكاثر وتغذية الكائنات النباتية الدقيقة البحرية مما يؤدي إلى تقليل نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون في الجو.