فوائد سورة الجمعة الروحانية
الفوائد الروحانية لسورة الجمعة
– لسورة الجمعة فضل خاص في قراءة القرآن الكريم عن غيرها من السور الأخرى، فهي كلام الله الحق الذي أنزله على النبي الأمي محمد بن عبد الله، ولكل حرف من حروف كلمات سورة الجمعة حسنة، والحسنة تضاعف بعشرة أمثالها.
ولم يذكر عن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ، أن لقراءة سورة الجمعة فائدة روحانية خاصة في فك السحر ، او الزواج او غيره ، فقراءة القرآن الكريم عموما ، وذكر الله تعالى في البيوت ، وعلى ماء الشرب تحمي من العين ، وتساعد على راحة البال ، والهدوء والسكينة الروحية ، كما يتسع الرزق بقراءة القرآن الكريم ، وافتتاح اليوم به.
ذُكِرَ عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه كان يُبَدِّأُ صلاة الجمعة بقراءة سورتي الجمعة والمنافقون، حيث نُزِلَتْ سورة الجمعة لإخبار المسلمين بفضل صلاة الجمعة وما يتضمنها من خير كثير.
وقد نزلت الآية الكريمة التي يقول فيها الله تعالى : ” وإذا رأوا تجارةً او لةهواً انفضّوا إليها وتركوك قائماً ” ، ففي هذه الأيام من حياة الرسول صلى الله عليه وسلم ، ضرب أهل المدينة الغلاء ، والجوع ، وكان الرسول يصلي بهم صلاة الجمعة ، فقدم دحية بن خليفة الكلبي بتجارة من بلاد الشام ، وقام بضرب الطبل من أجل أن يؤذن بقدومه ، فترك الناس الرسول يخطب الجمعة ، وانفضوا إلى دحية ، وبقي معه صلى الله عليه وسلم اثنى عشر شخصا فقط.
مقاصد سورة الجمعة
إن سورة الجمعة من السور المدنية التي نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة وعدد آياتها إحدى عشر آية ، وهي السورة الوحيدة التي جاءت تسميتها على اسم يوم من ايام الاسبوع ، واخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن يوم الجمعة هو خير الايام ، وأفضلها ، وان من صلى عليه يوم الجمعة اصابه الله تعالى بصلاته ، وصلت عليه الملائكة.
تتناول سورة الجمعة، كسورة من سور القرآن الكريم، القواعد والأحكام الخاصة بصلاة الجمعة التي فرضها الله على المؤمنين. كما تتحدث عن تكليف الرسول بالرسالة والدين الإسلامي لإنقاذ العرب من الضلال والشرك بالله.
وسميت سورة الجمعة بهذا الاسم بسبب الأحكام التي تتعلق بصلاة الجمعة. فيقول الله تعالى في كتابه العزيز: “يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله واتركوا التجارة ۚ ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون * فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون * وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما ۚ قل ما عند الله خير من اللهو ومن التجارة ۗ والله خير الرازقين.
تناولت سورة الجمعة الأحكام المفروضة على المسلمين في صلاة الجمعة، داعية إياهم لترك كل ما يشغلهم عن الصلاة مثل التجارة والبيع واللهو، وللاستجابة لنداء الله تعالى والوقوف أمامه جميعًا دون القيام بأي أعمال أخرى خلال الصلاة.
وحدثنا الله تعالى في سورة الجمعة عن انحراف اليهود عن شريعة الله تعالى ، فلم يعطوا أهمية إلى ما جاء بالتوراة ، حيث ضرب الله فيهم المثل بالحمار الذي يقوم بحمل الكتب الثمينة النفع ، ولا ينال منها سوى التعب والارهاق ، كما فصل الله جل وعلا يوم الجمعة عن يوم السبت الخاص باليهود. ،
الدروس المستفادة من سورة الجمعة
لقد جاء القرآن الكريم على لسان افضل خلق الله تعالى ، حيث أرسله الله نورا لإزالة الضلال ، وكشف الظلمة عن عيون العرب ، فأتى به مليئا بالدروس ، والمواعظ ، والأحكام التي تساعد المسلمين على عيش حياة كبيرة بتقوى الله ، والراحة النفسية ، وبالنسبة لسورة الجمعة فجاءت حاملة الدروس التالية : ،
- تنزه الله عز وجل عن كل شيء لا يليق بعظمته وجلاله، فهو مالك كل شيء في الأرض، وهو المتفرد القدير والمدبر الحكيم لجميع الأمور.
- أُرسِل الرسول الأمي بنفسه إلى العالم بأسره وإلى العرب من بينهم، لكي يطهرهم وينقيهم من آثار الجهل والكفر والشرك والعقائد الفاسدة.
- أرسل الله تعالى رسوله الكريم، صلى الله عليه وسلم، إلى قومٍ غير قومه، جاؤوا بعده، والله تعالى هو الغالب على كل شيء، وهو الحكيم في أفعاله وأقواله.
- يعتبر عدم اتباع اليهود لما جاء في التوراة وعدم استفادتهم منها أو تعمدهم عدم إفادة الآخرين منها عقيدة خاطئة، حيث يرون أن الله لن يوفقهم وأن هذا هو عقاب منه على من ينحرف عن طاعته ولا يستجيب لكلامه.
- لا يوجد مفرٌ من الموت، ولا يمكنللشخص الفرار منه، حيث يحدث الموت في أي مكان عند حلول الأجل، وفي يوم القيامة يتم إحياء الموتى ليحاسبوا على أعمالهم ويجازون عليها.
- الإيمان بالله تعالى وكلامه الذي بعث به رسوله صلى الله عليه وسلم والإيمان بمحمد بن عبد الله نبيًا مرسلاً إلى الخلق جميعًا واتباعه في كل أمر نزل به عليه.
- يُشجَّع على أداء صلاة يوم الجمعة والتوجه إليها عند سماع الآذان، وعدم التأخر أو التقاعس، والاستماع إلى خطبة الجمعة وأداء الصلاة كاملة، وترك كل ما يؤخر الصلاة من تجارة وبيع وشراء وما إلى ذلك، حتى يغفر الله ذنوبنا ويجازينا على الخير.
- من بين فروض الجمعة هو الاستماع إلى خطبتيها، وذلك لاكتمال وإصلاح صلاة الجمعة وأدائها. وبعد انتهاء الصلاة، يتفرغ المسلمون لأعمالهم وتجارتهم بحثًا عن الرزق، ويذكرون الله تعالى بكثرة في جميع الأوقات، من أجل النجاح في الحياة الدنيا والآخرة.