فوائد الماغنيسيوم في تحسين قدرات العقل
المغنيسيوم متواجد في جميع خلايا الجسم، ويشارك في أكثر من 300 عملية إنزيمية، بما في ذلك إنتاج الطاقة. يعتبر المغنيسيوم ضروريا للحفاظ على كثافة العظام الطبيعية، وإيقاع القلب الطبيعي، ووظائف الرئة الطبيعية، وتنظيم نسبة الجلوكوز في الدم، ويلعب المغنيسيوم دورا في معظم المشاكل الصحية الشائعة التي يواجهها الناس يوميا. سنكتشف هنا تأثير المغنيسيوم على العقل، كما يقول الدكتور نورمان شالي، الجراح العصبي الأمريكي والمتخصص في طب الألم: “كل مرض معروف يرتبط بنقص المغنيسيوم، والمغنيسيوم هو أهم المعادن التي تحتاجها كل خلية في الجسم للحفاظ على استقرار الشحنة الكهربائية. وقد يكون نقص المغنيسيوم هو السبب وراء أكثر الأمراض شيوعا من أي معدن آخر .
العلاقة بين الماغنيسيوم والدماغ
أظهرت الدراسات الجديدة أن العلاجات القديمة غير المعروفة قوية بشكل لا يصدق في علاج مشاكل الصحة العقلية، وأظهرت الأبحاث أن 68% من الأفراد في الولايات المتحدة لا يتناولون الكمية اليومية الموصى بها من المغنيسيوم في الغذاء، و19% لا يتناولون حتى نصف مستويات الموصى بها، على الرغم من أن الماغنيسيوم عنصر أساسي في الحياة، حيث يشبه الماء والهواء بشكل كبير، ونحن بحاجة إلى الكثير من المغنيسيوم، تقريبا 1000 مغ/يوم لفرد نشيط صحي لمواكبة احتياجات الجسم، والمغنيسيوم بالنسبة للجسم مثل البنزين لمحرك السيارة، حيث يعد استهلاك المغنيسيوم الأمثل لتحسين صحة الدماغ وجميع جوانب الإدراك، وغذائنا الحالي غني بالكالسيوم ولكنه غير كاف في المغنيسيوم، وكان لأسلافنا القدماء حمية تقريبا 1:1 بين الكالسيوم والمغنيسيوم، بينما حمية طعامنا الحالية أكثر توازنا بنسبة 5:1 وتصل إلى 15:1، ووجود ما يقرب من عشر مرات من الكالسيوم أكثر من المغنيسيوم يعد مشكلة خطيرة .
وهذا الكالسيوم المرتفع إلى نسبة المغنيسيوم هو المشكل الرئيسي في حالات مثل تدلي الصمام التاجي، والصداع النصفي، واضطراب نقص الانتباه، والتوحد، والقلق، والربو والحساسية، فحيثما يوجد الكالسيوم المرتفع والماغنيسيوم غير الكافي داخل الخلايا، فإن التأثيرات هي تقلصات عضلية وتشنجات وحتى اختلاجات .
كيف يحسن الماغنيسيوم قدرات العقل
يحسن المغنيسيوم صحة الدماغ والإدراك، حيث أن أكثر من ٣٠٠ إنزيم يتطلبون المغنيسيوم لأداء تفاعلات حيوية ضرورية للنسيج ووظائف الجهاز. ويدعم المغنيسيوم الصحة المعرفية المثلى من خلال تعظيم وظائف معقدة مختلفة في الدماغ، كما يحسن تكوين ذاكرة الدماغ حيث يرتبط المغنيسيوم بإمكانيات الذاكرة. وتشير الدراسات إلى أن انخفاض مستويات المغنيسيوم في الدماغ يرتبط ارتباطا وثيقا بضعف الذاكرة. وبالتحديد، فإن منطقة قرن آمون في الدماغ، وهي الموقع الرئيسي للاحتفاظ بالذكريات على المدى الطويل، تستفيد من تعزيز وظيفة نقاط الاشتباك العصبي بفعل المغنيسيوم. كما يحسن المغنيسيوم قدرات التعلم بفضل زيادة التوسعة طويلة الأمد التي تنتج عن التحفيز المتكرر للأعصاب، وقدرة الأعصاب على إرسال الإشارات بشكل أكثر فعالية. ويمكن للفرد تحسين قدرته على التعلم من خلال تحسين صحة دماغه بتناول المغنيسيوم بشكل منتظم .
كما يمكن للماغنيسيوم منع مرض الزهايمر، إذ يتراكم البلاك السمي في المرضى الذين يشكون من انخفاض القدرات المعرفية، وهذه أعراض لمرض الزهايمر، وتم العثور على أن استعادة مستويات كافية من الماغنيسيوم في الدماغ يمنع مزيد من الانخفاض في الوظائف المعرفية، وينظم الماغنيسيوم المزاج والتوتر، عن طريق تغذية الجهاز العصبي، وتسبب الأضرار التي تصيب الجهاز العصبي العديد من الشواغل الصحية، بما في ذلك الخرف والاكتئاب، وتشير دراسات الحالة إلى أن علاج نقص الماغنيسيوم يساعد المرضى الذين يشكون من القلق والتهيج والارتباك، والاكتئاب وإدمان المخدرات والكحول، وكذلك بعض إصابات الدماغ الرضحية، وتم الإعلان عن الماغنيسيوم من قبل الأكاديمية الأمريكية لعلم الأعصاب وجمعية الصداع الأمريكية كعلاج فعال، للوقاية من الصداع النصفي والصداع الذي يمكن أن يرتبط بالضغوطات .
يعزز تناول المغنيسيوم المكملات الخلوية من هذا المعدن الذي يعمل كمضاد للتوتر، إنتاج هرمون السيروتونين الذي يحسن المزاج، وأظهرت الدراسات السريرية أن تناول 125-300 ملغ من المغنيسيوم المكملات تكون فعالة في علاج أعراض الاكتئاب بعد أسبوع واحد فقط .