فضل تلاوة سورة الرحمن
سبب نزول سورة الرحمن
تتمتع جميع سور القرآن الكريم بفضل عظيم وفوائد ودروس أخلاقية كبيرة، وراء نزول كل سورة من سور القرآن الكريم سبب وعظة، وفي بعض السور يتم تحكيم حكاية حياة أحد الأنبياء أو غير ذلك
قدم المفسرون أسباب مختلفة لنزول سورة الرحمن، ويرجع هذا للآيات القرآنية المذكورة في السور الأخر، وقد اختلفوا في تفسير هذه الآيات واستندوا إلى تفاسيرهم لتعزيز حججهم وتفسيراتهم
- تم تسمية سورة الرحمن بهذا الاسم نسبة إلى ذكر كلمة “الرحمن” في الآية رقم 60 من سورة الفرقان، حيث يتحدث الله عن ردة فعل الكافرين عندما يأمرون بالسجود للرحمن، ويقولون: “وما الرحمن؟ أنسجد لما تأمرنا به .
- هناك بعض المفسرين الذين قالوا أن السبب في نزول هذه السورة ردا على الكافرين ولتعريفهم بأن الله عز وجل وحده هو من علم النبي صلى الله عليه وسلم بالقرآن وليس غير ذلك، كما أن الله عز وجل أنذر الكافرين بالعقاب الذي سوف يتلقونه في الآخرة بسبب ما قالوه وفعلوه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد اعتمد المفسرون في تفسيرهم على الآية رقم 103 في سورة النحل، حيث ذكر الله عز وجل ما قاله الكافرين للرسول صلى الله عليه وسلم: “إنما يعلمه بشر”، وقد قالوا أيضا أن هذه السورة نزلت لتطمئن المؤمنين، وذلك استنادا إلى ما ورد في كتب المؤرخين والفقهاء أن الصحابي أبو بكر الصديق كان يخاف عقاب الله في الآخرة، حيث قال: “ليتني كنت عشبة تأكلها بهيمة ولم أخلق بشر”، فنزل الله في هذه السورة ليطمئن أبو بكر الصديق والمؤمنين، حيث قال الله عز وجل في الآية رقم 46 في هذه السورة: “ولمن خاف مقام ربه جنتان .
فضل سورة الرحمن
ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم فضائل سورة الرحمن في سنته الحميدة والتي سماها الرسول عليه الصلاة والسلام بعروس القرآن الكريم، وذلك لما ذكره من فضائلها ومن تلك الأحاديث التي تروي تلك الفضائل الآتية:
قال جابر رضي الله عنه: إن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم خرج في يوم من الأيام مع أصحابه رضي الله عنهم وأرضاهم، ثم بدأ في قراءة سورة الرحمن لهم من بدايتها حتى انتهى منها كلها .
جميع الصحابة استمعوا للنبي عليه الصلاة والسلام عندما سرد لهم سورة الجن بعد أن انتهى من تلاوتها، ثم قال: “لقد قرأتها على الجن ليلة الجن، فكان أحسن مردودًا منكم. وكلما وصلت في التلاوة إلى “فبأي آلاء ربكما تكذبان”، قالوا: “لا بشيء من نعمك ربنا نكذب، فلك الحمد .
فضل قراءة سورة الرحمن كل ليلة
من المستحب قراءة سورة الرحمن كل ليلة قبل النوم، حيث ذكر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في سنته المكرمة، وورد ذلك في صحيح البخاري ومسلم: أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث رجلا على سريره .
وكان يقرأ لأصحابه في صلاتهم وكان يختم بسورة ” قل هو الله أحد ” فلما رجعوا ذكروا ذلك لرسول الله عليه الصلاة والسلام فقال لهم الرسول عليه الصلاة والسلام : سلوه لأي شيء يصنع ذلك؟ فقال: لأنها صفة الرحمن وأنا أحب أن أقرأ بها، فقال الرسول عليه الصلاة والسلام: أخبروه أن الله يحبه .
يرى بعض المفسرين أن قراءة القرآن كل ليلة محببة، كما جاء في صحيح مسلم أيضًا أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: `اقرؤوا القرآن` .
إنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه، ولكن قراءة سورةٍ معينة بالاعتقاد بأن لها فضائل ومزايا إذا قرأت كل ليلة، فهذا لا يمثل سوى بدعةً .
ذكر الرسول عليه الصلاة والسلام فضل قراءة القرآن الكريم بأكمله وليس سورة محددة، وإذا كنت ترغب في التأكد من هذه النقطة، فيمكنك الرجوع إلى دار الإفتاء الخاصة بالأزهر الشريف وطرح السؤال عليهم .
مميزات سورة الرحمن
تحتوي سورة الرحمن على العديد من المميزات الخاصة، حيث ميز الله عز وجل جميع آيات القرآن بمميزات وخصائص تختلف عن بعضها البعض .
يميز الإسلام نفسه عن الديانات الأخرى بأنه يجمع بين الأديان، وآخر رسول للإسلام هو محمد صلى الله عليه وسلم، وهو آخر الأنبياء والمرسلين .
كما أنه خص كتاب القرآن الكريم نفسه بخصائص جعلته مختلفا عن باقي الكتب السماوية الأخرى للديانتي المسيحية واليهودية، ومن بين هذه الخصائص التي يتميز بها القرآن الكريم هي “الحفظ، الإعجاز، الشمولية، التحدي”، ومن المميزات العديدة لسورة الرحمن التالية:_
- الأسلوب البديع.
- تعتبر هذه السورة الوحيدة في القرآن الكريم التي تبدأ باسم الله الحسنى الرحمن.
- وصف الله عز وجل بعظمته ورحمته.
- تتكرر آية “فبأي آلاء ربكما تكذبان” ما يقرب من 31 مرة، وهو أكبر عدد لتكرار آية واحدة في سورة واحدة في القرآن الكريم
- يتم ذكر نعم الله الكثيرة التي يفضل بها علينا وعلى رسوله الكريم، ومن أهم هذه النعم التي ذكرها الله عز وجل في هذه السورة هي أن الله هو من علم النبي صلى الله عليه وسلم القرآن الكريم وأوحى به عليه.
- وصفت القدرة الله عز وجل في تحريك الفلك واستخدامه لتحريك السفن الكبيرة في المحيطات والبحار والأنهار، كما وصفت حركة الكون وخلق الله للكون.
- وصفت سورة الرحمن العقاب الذي سوف يحصل عليه الكافرين وما سوف يجدونه يوم القيامة من أهوال في سبيل ترهيبهم حتي يرجعون عن شركهم وكفرهم ، كما أنها وصفت النعيم والجنان اللذان ينتظران المؤمنين كجزاء لهم علي إيمانهم وصبرهم كسبيل لترغيبهم في الدين وعدم زعزعة قلوبهم بسبب ما يفعله ويقوله الكافرون .
- تخاطب هذه السورة جميع ما يوجد في الكون من بشر وجن وتذكيرهم بنعم الله عليهم ، كما تذكر البشر بأن الله قد خلق الإنسان في أحسن تقويم فكيف لهم يكذبون آلاء الله ، كما تصف لهم كيف خلق الله الكون وكيف يسيره وكيف تحدث القيامة وما يمر به البشر جميهم من أهوال وما يميز المؤمنين لتجنبهم هذه الأهوال يوم القيامة .
- تتسم كلماتها بالتناغم وتناغم آياتها المتباينة، ولقد ذكر في هذا السياق ما حدث مع قيس بن عاصم عندما زار رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال له: `اقرأ علي مما أنزل عليك`. فقرأ الرسول عليه الصلاة والسلام سورة الرحمن كاملة، فقال قيس بن عاصم: `اقرأها علي مرة أخرى`. فقام الرسول بتلاوتها مجددا. ثم قال قيس بن عاصم: `اقرأها علي مرة أخرى`. فقام الرسول صلى الله عليه وسلم بتلاوتها للمرة الثالثة. فقال قيس بن عاصم: `والله إنها لطلاوة، وإنها لحلاوة، وأسفلها لمغدق، وأعلاها مثمر، وما يقول هذا إلا بشر. وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله`. ثم أسلم بعدها مباشرة، وكان ذلك بسبب هذه السورة .
- ذُكِرَتْ جميعُ النِعمُ الإِنسانِيّة من قبل الله عز وجل، سواء كانت نعم عظيمة ثابتة أو نعم صغيرة تتجدد مع تجدد حياة الإنسان. ولذا، يجب على كل مؤمن أن يكون شاكرًا وممتنًا لكل هذه النعم التي يتمتع بها .