” فرانسيسكو فرانكو ” الطاغية الذي وصل للحكم بحرب أهلية
من بين الطغاة الذين استغلوا مكانتهم في الظلم كان القائد العسكري فرانسيسكو فرانكو. فرانسيسكو كان قائدا يتبع مسار هتلر وموسوليني، وتبنى سياساتهما المستبدة والقمعية بشتى أشكالها. تمكن فرانسيسكو من الوصول إلى الحكم في إسبانيا في عام 1939 واستمر حتى عام 1975. لم يحقق السلطة بطرق شرعية، بل وصل إلى الحكم بعد معركة دموية بشعة لا تنسى في التاريخ. بلغ عدد ضحايا تلك المعركة ما يقرب من نصف مليون شخص، وبعد توليه الحكم، اتبع نظام الديكتاتورية .
من هو فرانسيسكو فرانكو : ولد الطاغية فرانسيسكو فرانكو في شهر ديسمبر عام 1892. كانت أسرته تحب الحياة العسكرية كثيرا، وهذا دفع فرانسيسكو للرغبة في الالتحاق بالكلية البحرية، ولكنه لم يتمكن من ذلك، فقرر تغيير اتجاهه والالتحاق بالأكاديمية العسكرية في عام 1907. أكمل تعليمه فيها وتمكن من الوصول إلى رتبة ضابط. في عام 1912، قرر فرانسيسكو الانضمام إلى حملات الاستعمار الإسبانية في مراكش. كما شارك في أعمال ساعدته على الوصول إلى السلطة وجعلته ضابطا متميزا وذكيا في نظر الجيش، مثل قمع المقاومة المغربية التي اندلعت تحت اسم `حرب الريف`، بالإضافة إلى قمع ثورة مقاومة الاستعمار الإسباني .
الحرب الأهلية ووصول فرانسيسكو الى الحكم
اندلعت ثورة ايام حكم الملك الإسباني ألفونسو الثالث عشر وكانت هذه الثورة بين طرفين هما مؤيدين الحكم الملكي في إسبانيا والطرف الاخر مناهضين يرفضون الحكم الملكي ويدعون الى الحكم الجمهوري وانتهى الصراع في عام 1931 عند اسقاط الحكم الملكي واعلان الحكم الجمهوري وذلك بعد ان تم اخذ بصوت الاغلبية في انتخابات نزيهه …
وعلى الرغم من سعادة شعب إسبانيا بالنظام الجمهوري، إلا أنه لم يستمر بسبب تولي الحكم الشيوعي. في عام 1939، أحاط فرانسيسكو الجبهة الشعبية التي كانت تحكم إسبانيا وتوجه تهديدا لها بالهجوم إذا لم تستسلم وتنحل. وفعلا، تنحلت الجبهة بعد أن تصدمت معه عن طريق تشكيل جيش مؤلف من أعضاء شيوعيين، وشهدت حربا أهلية شنيعة أودت بحياة العديد من الأبرياء، حيث بلغ عددهم 500 ألف مواطن إسباني. كان هدف فرانسيسكو من هذه الحرب الوصول إلى الحكم، وقام بتعزيز نفوذه بالتحالف مع موسوليني وهتلر، أكبر الطغاة في العالم. استمرت الحرب الأهلية لما يقرب من 3 سنوات متواصلة. وفعلا، في عام
تمكن فرانسيسكو في عام 1939 من الوصول إلى السلطة في إسبانيا .
فترة حكم فرانسيسكو : منذ وصول فرانسيسكو إلى عرش إسبانيا، أصبح ثلاثة من الطغاة في أوروبا هم هتلر، موسوليني، وفرانسيسكو. والغريب في الأمر أنه على الرغم من مساعدة الشيعة والاشتراكيين لفرانسيسكو في الوصول إلى الحكم، إلا أنهم كانوا أول من تخلصوا منه بعد وصوله للحكم ووصفهم جميعا، وقرر أن يتخذ لنفسه لقبا مثل هتلر “الفوهرر” وموسوليني “الدوتشي”. اختار فرانسيسكو لقب “الكاوديو”، وهذا اللقب يعني زعيم الأمة .
وبالفعل اصبحت اسبانيا تحت حكم فرانسيسكو دولة بوليسية .. كما انه قام بتعذيب المواطنين واهانتهم الذين رفضوا ان يكون ولائهم اليه .. واستمر فرانسيسكو في الحكم 38 عام ولم يتخلى عن الحكم الا بعد وفاته في عام 1975 .. ولضمان وصول ابناؤه الى الحكم حول اسبانيا الى الحكم الملكي مره اخرى في قرار رسمي في عام 1947 .
أخيرًا ، لم يكن فرانسيسكو يطارد فقط المواطنين الذين يعشقون الحرية ، بل أيضًا المحبين لللفن والثقافة. ويجدر بالذكر أن فرانسيسكو أمر بإعدام الشاعر الإسباني `لوركا` .