علاقة الحساسية النفسية ببعض الامراض الجلدية
يعاني بعض الأشخاص من بعض الأمراض النفسية بسبب ضغوطات الحياة، وتزداد تلك الأمراض عند الأشخاص الذين يعانون من فرط الحساسية. ولكن هل فكرت يومًا أن تلك الحساسية الزائدة يمكن أن تسبب لك بعض الأمراض الجلدية؟
الحساسية النفسية :- – الحساسية النفسية هي رد فعل مبالغ فيه من الشخص تجاه موقف معين عادي قد لا يعبأ به الآخرون. على سبيل المثال، إذا افترضنا وجود شخصين، شخص أ وشخص ب، وقام الشخص أ بقول بعض الكلمات العادية التي لا يقصد بها أي إساءة، أو فعل لا يقصد به شيء، للشخص ب، فإن الشخص ب سيظل حزينا لعدة أيام. يطلق على هذه الحساسية الزائدة .
ما هي العلاقة بين الحساسية النفسية والأمراض الجلدية؟
تتكامل العلاقة بين الحساسية النفسية والأمراض الجلدية حيث يؤثر الجلد بشكل كبير بحالة النفسية، ويصفه البعض بأنه يعكس التغيرات الداخلية المختلفة للجسم، وتعد الأمراض الجلدية من أكثر الأمراض التي تؤثر على الحالة النفسية للمريض، حيث تسبب بعضها تشوهات مؤقتة في الجلد، ومع ذلك يظل المصاب يعاني من القلق، وهكذا تتكامل الدائرة .
كيف يؤثر التوتر النفسي على الجلد؟
للعامل النفسي أدوار مختلفة في ظهور المرض الجلدي :-
1) يظهر كعامل رئيسي :- من الأمراض التي يعاني منها البهاق والحزاز والثعلبة .
2) يكون عامل ثانوي :- كما في مرض الصدفية والأكزيما .
كيف يؤثر حالة الجلد على الحساسية النفسية؟
1) له تأثير مباشر : كما هو مبين في حالتي حب الشباب وتساقط الشعر .
2) له تأثير غير مباشر : يُلاحَظ في حالات التقرحات الفموية والهربس وبعض الأمراض الأخرى .
الأمراض الجلدية التي تؤثر فيها العوامل النفسية:
تتأثر ظهور بعض الأمراض أو تزيد حدتها في بعض الأحيان بسبب العوامل النفسية، وهنا سنذكر بعض تلك الأمراض
1) الثعلبة الموضعية :-
أعراض المرض : يتميز ظهور بقع مستديرة خالية تمامًا من الشعر بعدم وجود ألم أو حكة، وتظهر عادة في الرأس أو الذقن أو الشارب أو الحواجب، وأحيانًا في الرموش أو الجسم، ولا تنتقل الثعلبة من شخص لآخر. وتصيب جميع الأعمار، ولكن تنتشر بشكل أكبر بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و40 سنة .
من أهم أسباب ظهور الإصابة بالثعلبة : يعاني الأطفال من ضغوط وتوترات نفسية شديدة، خاصة بسبب القلق والخوف والغيرة. أثبتت بعض الأبحاث العلمية أن الثعلبة تعتبر جزءا من أمراض المناعة، وذلك لأن جهاز المناعة يهاجم بصيلات الشعر كأنها أجسام غريبة عن الجسم بدون سبب واحد واضح. أحد أهم أسباب نجاح العلاج يكمن في التخلص من التوتر والقلق، حيث يقوم الطبيب بتوفير بعض الأدوية إلى جانب العلاج الآخر .
2) البهاق :- أعراض المرض: ظهور بقع بيضاء متفاوتة الحجم نتيجة اختفاء صبغة الميلامين من الجلد أو فقدان القدرة على تلوينه، وهو مرض جلدي مزمن وغير معد. وعند الإصابة بالبهاق، يتغير لون الشعر في البقع المصابة تدريجيا حتى يصبح أبيض .
أسباب ظهوره : حتى الآن، لم يتمكن الطب من إثبات سبب محدد لهذا المرض. ولكن هناك عدة نظريات تشير إلى دور جهاز المناعة والغدة الدرقية في ظهور المرض، والعامل الوراثي يلعب دورا كبيرا في الإصابة بهذا المرض. أثبتت الدراسات أيضا أن الصدمات العصبية والأزمات النفسية الحادة لها تأثير في ظهور المرض. العلاج يعتبر صعبا إلى حد ما، وعادة لا يؤدي إلى نتائج ناجحة ومرضية. يجب على الطبيب إخبار المريض بهذا، حتى يكون لديه تهيئة نفسية لقبول النتائج، لأن حدوث العكس من ذلك يؤدي إلى انتكاسة نفسية للمريض وتفاقم المشكلة .
3) الحكة والأكزيما العصبية :- يشعر الإنسان أحيانا برغبة شديدة في حك منطقة معينة في الجسم، أو عدة مناطق مختلفة دون وجود أي حبوب أو بقع جلدية أو جفاف جلدي. وإذا لم يكن ذلك الشخص يعاني من أي أمراض مسئولة عن تلك الأعراض، مثل الإصابة ببعض أمراض الغدد أو الجهاز الهضمي، فإن السبب عادة ما يرتبط بالحالة النفسية، مثل التوتر والقلق والانفعال. أحيانا تكون الحكة في منطقة معينة، وسرعان ما تتحول إلى بقعة حمراء داكنة جافة تغطيها قشور خفيفة وتسبب حكة شديدة، وهذا ما يطلق عليه الأكزيما العصبية. وهي غير معدية، ولعلاجها يجب مراجعة الطبيب. أما الحكة العصبية العامة التي تصيب الجسم، فيجب التأكد من تشخيصها وسببها. وفي بعض الأحيان قد يلجأ الطبيب إلى وصف بعض الكريمات الموضعية أو الأدوية التي تؤخذ عن طريق الفم.
يعد العلاج النفسي جزءًا هامًا في علاج الأكزيما والحكة العصبية .
4) تقرحات الفم :- هناك اختلاف في الآراء حول أسباب ظهور تقرحات الفم، ولكن الاعتقاد السائد يشير إلى أن العوامل الوراثية ونقص بعض الفيتامينات في الجسم وخلل في جهاز المناعة من الأسباب التي تلعب دورا كبيرا في ظهور هذه التقرحات، وقد تم إثبات أن الحالة النفسية تؤثر بشكل غير مباشر على ظهورها، وتزداد عند الأشخاص الذين يمتلكون قابلية للإصابة بها في حال تعرضهم لضغوط نفسية وعصبية .
5) قصف أو نتف الشعر :- تحدث هذه الحالة بشكل شائع لدى الأشخاص الذين يعانون من العصبية أو القلق والتوتر الشديد والغيرة، خاصةً الأطفال، وفي بعض الحالات يمكن أن تتحول إلى عادة سيئة مثل عادة قضم الأظافر .
يلاحظ عادة وجود منطقة محددة في الرأس يكون بها الشعر في أطوال مختلفة ، و ذلك نتيجة شده بواسطة المريض . يجب على الطبيب طمأنة المريض بأن شعره سيعود كما كان ، بمجرد الإقلاع عن تلك العادة . ولتحقيق ذلك يلزم الاهتمام بالمريض، الصغير أو الكبير ، النفسي والحياتي والاجتماعي ، وقد يتطلب الأمر بعض المراهم و العلاجات الاخرى .