عالم الفلك الكويتي صالح العجيزي
الدكتور صالح محمد صالح العجيزي عالم الفلك العربي الكويتي الباحث والمبتكر والفلكي الذي قدم العديد من الإسهامات لعلم الفلك، حيث قدم العديد من الكتب الفلكية باللغة العربية إلى المكتبة العربية تتناول الجوانب العلمية لعلم الفلك. ولد العالم في الكويت في منطقة القبلة ونشأ في بيئة بسيطة خالية من التكنولوجيا الحديثة. كانت طابع نشأته يحمل طابع الصحراء، حيث تم إرساله من قبل والده في صغره إلى الصحراء ليعيش حياة القبائل ويتعلم التحمل والصبر والفروسية وحمل السلاح، كما هو شائع بين العرب. ثم انتقل ليتعلم القرآن الكريم والكتابة والقراءة والفقه والحديث بعد وفاة والديه. تولى مسؤولية الأسرة بعد ذلك وكان يذهب إلى المدرسة ويعمل .
الدراسة و حب الفلك :-
تلقى التعليم الأولي في القراءة والكتابة حيث تعلم اللغة العربية والفقه والحساب ومبادئ اللغة الإنجليزية. ثم انضم إلى مدرسة لتعليم الأطفال في عام 1922، ثم انتقل إلى المدرسة المباركية في عام 1937 واستمر فيها حتى انتهاء الفصل الثاني الثانوي. تشجيع والده حثه على اتباع شغفه بالفلك، فأرسل لقبيلة الرشايدة في بر رحية جنوب الجهراء لتعلم الرماية والفروسية والحياة القاسية. كان يتأمل في السماء في صحراء البادية الشاسعة، وزاد ذلك من حبه للأفلاك. ثم انضم إلى مدرسة عبد الرحمن بن حجي، الذي يعتبر مؤسس علم الفلك في دولة الكويت، وتلقى تعليمه هناك. بعد ذلك، انتقل إلى مدرسة محمد بن شرف بسبب تغيير الإقامة، ثم إلى مدرسة عبد المحسن الصقلاوي، ثم إلى مدرسة الملا، وأخيرا إلى مدرسة المباركية. انتشر صيته في المجال العلمي، وتمكن من الحصول على منحة للدراسة في إنجلترا، لكنه لم يتمكن من ذلك بسبب عدم موافقة المجلس التشريعي للكويت على ميوله .
واجه علم الفلك العديد من الصعوبات والتحديات بعد الحرب العالمية الثانية. سافر إلى العديد من الدول العربية والأجنبية، وأولها مصر، حيث حصل على نسخة من كتاب الزيخ المصري الذي يتناول حركات النجوم والكواكب والشمس والقمر. ثم توجه إلى القاهرة وانضم إلى جامعة الملك فوائد، حيث درس العلوم والأداب واجتاز اختبار الفلك بتفوق في عام 1946. استمر في دراسة الفلك وحصل على شهادة من الاتحاد الفلكي المصري في عام 1952. ثم زار عددا من الدول مثل الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا، وحضر جميع المؤتمرات الفلكية التي أقيمت في مختلف مدن العالم العربي والغرب .
عاد إلى الكويت ليفيد بعلمه وانضم إلى العمل الحكومي وتفرغ لإدارة حساباته الشخصية عام 1971 .
انتاجه العلمي :-
أصدر العجيزي ما يسمى بتقويم العجيزي، والذي تضمن إصدارات عديدة مثل تقويم الجيب وتقويم الحائط، وكتب تقويم مختصرة لكل شهر على ورقة واحدة، وقام بطبعها على نفقته الخاصة في بغداد .
مرصد العجيزي كان يحمل فكرة بناء أول مرصد في أواخر الستينات، ونفذ هذه الفكرة ببناء مرصد فلكي على نفقته الخاصة. قام بشراء قطعة أرض بمساحة 1000 متر، ثم سافر إلى الولايات المتحدة لشراء القبة الخاصة بالمرصد. شكل لجنة تضم ممثلين من المؤسسة الكويتية العلمية وممثلين من النادي العلمي في عام 1974، وافتتح المرصد في عام 1986 بحضور الشيخ جابر الأحمد الجابر الصبا .
التكريم :-
حصل الدكتور العجيزي على العديد من الجوائز وشهادات التقدير خلال مسيرته الحافلة بالإنجازات، حيث حصل على الدكتوراه الفخرية من جامعة الكويت عام 1981، وجائزة الدولة التقديرية، وقلادة كجلس التعاون الخليجي في مسقط، بالإضافة إلى العديد من الجوائز وشهادات التقدير الأخرى .
المؤلفات و الأبحاث :-
ثرى الدكتور العجيزي المكتبة العربية بالعديد من المؤلفات الفلكية، منها دروس فلكية للمبتدئين وخارطة ألمع نجوم السماء، والتقويم العجيزي للمواقيت والقبلة الاهتداء بالنجوم في الكويت. تقويم القرون لمقابلة التواريخ الهجرية والميلادية، ومن الأبحاث أهمية مسل الشمس والمناخ والمواسم الزراعية في الكويت. يوجد الآن المرصد إيمه ومكتبة تحمل اسمه .