كان الفحم بكلا نوعيه الحجري والنباتي هو المصدر الوحيد للطاقة في العالم قبل اكتشاف النفط. ومع حدوث الثورة الصناعية زاد الطلب على الطاقة، ثم اكتشف البترول الذي استبدل مكانة الفحم، لأن استخراج الفحم يرافقه مشاكل وصعوبات في الاستخراج والاستخدام وأضرار بيئية نتيجة التلوث الذي يحدثه .
الفحم الحجري : يعتبر الفحم منشأ لهذا المادة العضوية والأحياء البحرية التي ماتت ودفنت في الأرض، وبفعل عوامل الضغط والحرارة وانخفاض نسبة الأكسجين، تزداد نسبة ثاني أكسيد الكربون ويتحول إلى صلب. ويجب الحفر إلى عمق كبير للوصول إلى طبقة الفحم، وغالبا ما يتعرض العاملون في هذا المجال لمخاطر كبيرة .
في الوقت نفسه مجرد استخراج النفط لا توجد أية مخاطر فيه ولا يلزم معه الحفر إلا من خلال أنابيب مخصوصة يمكنها أن تصل إلى مكان تواجده و في الغالب يندفع بشكل تلقائي ونقله يكون سهلا من خلال أنابيب تصل إلى موقع التكرير ويصبح من السهل نقله إلى السوق من خلال صهاريج و ايضا يعتبر التلوث الناتج قليل جداً مقارنة بالفحم.
يعد الكربون عنصرًا أساسيًا في صناعة الفحم، ويحدد مقدار الطاقة المتوفرة في الفحم كمية الكربون الموجودة فيه، وهذا هو ما أعطى الفحم أهميته في دول أوروبا خلال الثورة الصناعية .
مكونات الفحم : إنها نباتات تعيش في مستنقعات الماء، ثم تموت وتتراكم كميات كبيرة من الطين والحطام فوق بعضها. هنا يتكون الخث المتحلل وهو المرحلة الأولى في تكوين الفحم، وهو ليس ناضجا بشكل كامل ويحتوي على نسبة عالية من الماء تصل إلى 90%، وحوالي 10% من الكربون فقط، بالإضافة إلى بعض المواد المتطايرة. يتم استخدام هذا النوع في المواقد المنزلية ومحطات توليد الطاقة الكهربائية. مع تراكم المواد فوق الخث ومع غمره بشكل جيد وتعرضه لضغط الرواسب، يتحلل التدريجي ليصبح فحما غنيا بالكربون. وكلما زادت المدة الزمنية وكان وجوده في مكان أعمق وارتفعت درجة الحرارة، زادت نسبة الكربون في الفحم.
في السطور القليلة القادمة، سنوضح بسهولة وبساطة كيفية تصنيع الفحم من المواد العضوية الطبيعية النباتية .
طريقة صنع الفحم النباتي : تستند فكرة صنع الفحم النباتي إلى عزل كمية من الحطب عن الهواء وعدم اشتعال الكمية بأكملها، ويمكن تحقيق ذلك من خلال تقطيع كميات من الأخشاب بطول مترين إلى قطع وترتيبها فوق بعضها في شكل هرم وإنشاء فتحة في المنتصف تمتد إلى قاع الهرم .
ثم بعد ذلك يتم دفن الحطب تحت أوراق الشجر أو التبن لمنع دخول الأتربة بين أجزاء الخشب المقطع، ويجب أن يتم دفنه بالتراب الناعم بشكل كامل وبسمك 3 سم، حتى يعزله تماما عن الهواء. ثم يتم وضع كمية من الجمر المشتعل داخل الكومة من الفوهة، ويترك لمدة نصف ساعة للتحقق من اشتعال الحطب. ثم يتم إغلاق الفوهة بقطع خشب وأوراق شجر، ويوضع التراب فوقها. يجب مراقبتها جيدا في حال ظهور أي فوهات مشتعلة من الأجناب، وعند ظهورها يجب إغلاقها بالحطب والأوراق والتراب .
يستمر الوضع بهذا الشكل لمدة حوالي أسبوعين على الأقل، حيث يحترق الحطب بدون وجود لهب ويتحول للون الأسود ويصبح صلبا. بعد ذلك، يتم سحب أعواد الفحم تدريجيا من الكومة ويجب التأكد من أنها خالية من الجمر المشتعل، ويتم انتظارها حتى تبرد تماما. تستمر هذه الطريقة حتى يتم تفريغ الكومة بالكامل والتأكد من عدم وجود أي جمرة مشتعلة .
بعد التأكد من برودة الفحم، يتم تعبئته في أكياس كبيرة ويصبح جاهزًا للبيع، ويستخدم غالبًا للشواء والتدفئة .
مصنع الفحم النباتي يشكل تهديدا للثروة الحرجية ويهدد بانقراضها، مما يؤثر سلبا على البيئة، فالأشجار تعتبر رئة الأرض وتقوم بتنقية الهواء من ثاني أكسيد الكربون وإنتاج الأكسجين .