طرق انتشار الكوليرا ووسائل العلاج و الوقاية المتوفرة
الكوليرا من الامراض المعوية المعدية تعرف باسم الكوليرا الاسيوية V.cholerae او الكوليرا الوبائية تأتي نتيجة لجرثومة الضمة الكوليرية المنتجة للذيقان المعوي و تصيب البشر اما عن طريق تناول الطعام الملوث بها أو شرب المياه الملوثة بتلك البكتيريا أو عن طريق رزاز المريض المصاب بالكوليرا أو أي سوائل تخرج منه ، في كثير من الدراسات و الابحاث أثبتت أن الانسان ليس مستودع البكتيريا و لكن البيئات المائية هي مستودع تكون البكتيريا و ليس العكس ، الذيقان المعوي الذي تنتجه البكتيريا يعمل على تبطين الأغشية المخاطية في الأمعاء الدقيقة بالتحديد لذلك يحدث للشخص المصاب بتلك البكتيريا الإسهال المستنزف و يكون هو الشكل الأخطر للمرض لأنه يحدث معه انخفاض في ضغط الدم في غضون ساعة واحدة و يموت المريض بعد ذلك في غضون ثلاث ساعات من حدوث انخفاض الضغط في حال عدم تقديم الدعم الطبي للمريض ..
بداية انتشار الكوليرا : الموطن الأصلي للمرض كان في الهند، حيث أرادت بريطانيا القضاء على رؤوس القبائل الهندية، فبعثت لهم سجاجيد تحمل البكتيريا، وانتشر المرض بشكل كبير في البيئات الفقيرة المعدمة، حتى أصبح وباء يجتاح العالم في عقد العشرينات من القرن الماضي في كثير من مدن العالم الفقيرة، وبالطبع أثر على جميع البيئات المائية في العالم
تعيش البكتيريا في بيئة المياه المالحة قليلًا و المياه الساخنة لذلك لا يتم القضاء عليها بالغلي و تنتشر في مناطق امدادات مياه الشرب غير المعالجة و مياه المجاري و البرك و المستنقعات و تصيب الاطفال و البالغين على السواء و مدة الحضانة تكون من خمسة إلى 14 يوم معظم المصابون لا يمرضون إلا بعد تلك المدة مع اصابتهم بالبكتيريا و لا تنقل البكتيريا إلا بالبيئات المائية فقط ، يقدر عدد الحالات المصابة بالكوليرا حسب تقديرات منظمة الصحة العالمية 4 مليون مصاب كل عام و اما حالات الوفاة تترواح بين 000 100 و000 120 وفاة في كل سنة و يمكن علاج 80% من الحالات بنجاح عن طريق محاليل الجفاف التي يتم اعطائها للمريض على طريق الفم .
أعراض الكوليرا و طرق الانتشار : الكوليرا مرض معد هو أحد الأمراض التي تسبب الإسهال ويحدث نتيجة للإصابة بالماء الملوث ببكتيريا الكوليرا (Vibrio cholerae). بعد فترة الحضانة، تظهر أعراض الإصابة المنتشرة بشكل واسع مثل الإمساك السريع للتنفس والتعب، والكوليرا هو مرض خطير جدا حيث يصيب الأطفال والبالغين ويهدد حياة المصابين في غضون ساعات قليلة. الخطورة في هذه البكتيريا هي أنها تكون في فترة الحضانة ولا تظهر إلا بعد فترة زمنية، على الرغم من وجود البكتيريا في البراز، تعود إلى البيئة مرة أخرى وتصيب عددا كبيرا من الأشخاص دون أن تظهر
الاسهال المائي الشديد .
التقيؤ و التقلصات العضلية .
80% من الحالات المصابة تكون الاعراض ما بين المتوسطة و غير الشديدة و تظهر الاعراض القاتلة (الاسهال المائي ) على نحو 20% فقط من المصابين و تتعلق بأمراض المناعة ( قدرة و مناعة الشخص المصاب بالمرض ) و يصاحبها جفاف شديد و الموت في غضون ساعات و الاشخاص المعرضون للعدوى أكثر من غيرهم من يمتلكون مناعة ضعيفة كالمصابين بأمراض سوء التغذية و المصابون بفيروس العوز المناعي ، تكمن الخطورة في الاحياء الفقيرة المتاخمة التي تنعدم بها البينية التحيته الاساسية مثل مخيمات المشردين داخليًا و خارجيًا التي لا يتوافر فيها الحد الأدنى للمياه النظيفة ، و من الكوارث الاخرى تعطل شبكات المياه و نزوح السكان إلى المخيمات يزيد من خطورة تكون البكتيريا ، المياه هي السر لم يسبق أن حدث الاصابة بالكوليرا بسبب الجثث مثلًا ، لا تزال الكوليرا من الامراض التي تشكل خطورة حقيقة ليس على المجتمعات الفقيرة فحسب بل على الصحة العمومية ، حيث عادت الكوليرا بقوة بالتوازي مع التزايد الكثيف في عدد السكان مع انعدام الخدمات و انعدام خدمات الاصحاح ، حسب مؤشرات منظمة الصحة العالمية هناك 56 بلد يتواجد بها خطر المرض .
كيفية الوقاية من وباء الكوليرا : أقل التدابير لمكافحة الكوليرا تتألف من توفير المياه النظيفة والظروف الصحية الجيدة للسكان في الأحياء الفقيرة، حيث يعتبر التثقيف الصحي ونظافة الغذاء من أهم العوامل الوقائية لهذه البكتيريا، مع تعزيز بعض الثقافات في المجتمعات الفقيرة، مثل غسل اليدين قبل تناول الطعام وبعد التبرز أو التبول وقبل اللمس بأي طعام، واتباع التعليمات الصحيحة لطهي الأطعمة، بالإضافة إلى الترصد المبكر للمرض واتخاذ التدابير اللازمة لمكافحة الميكروب، وخاصة في مناطق الإيواء والمخيمات الخاصة باللاجئين، مع توفير الظروف الصحية الجيدة لتلك المناطق. لذلك، يمثل توفير المياه النظيفة والظروف الصحية الجيدة أهم عاملين في الوقاية من الكوليرا
يتم توفير المياه النظيفة والنظافة الجيدة وسلامة الأغذية بشكل خاص في المناطق الحضرية ومناطق الإيواء ومناطق تجمع اللاجئين .
يجب التركيز على التثقيف الصحي للمجتمعات بشكل عام للاعتماد على الوقاية من الأمراض .
وسائل المكافحة :
لضمان المكافحة ينبغي توفير التدبير العلاجي المقنن لخفض معدل الوفيات منها :
اولًا : يتم التعامل مع الكوليرا عن طريق إنشاء مراكز علاج لها، خصوصاً في المناطق التي يمكن أن ينتشر فيها المرض .
ثانيًا : تجنب العدوى في المستشفيات بالطرق الوقائية .
ثالثًا : تشمل الإمدادات الطبية للتعامل مع الإسهال وأعراض الكوليرا .
رابعًا : التوعية و التثقيف بالمرض .
طرق العلاج :
يتم علاج المرضى الين يعانون من الجفاف الحاد عن طريق الحقن الوريدي بالسوائل و المحاليل مثل رينغر اللاكتيكي مع تقديم المضادات الحيوية للمصابين بالحالات الشديدة مع صرف الزنك للأطفال من عمر الخامسة لتقليص من مدة الإسهال و قد اثبتت التجارب فعالية املاح الإمهاء الفموية بنسبة 80% و فاعلية المضاد الحيوي على تقليص مدة الإفراغ .