طرق العلاج النفسي للمغتصبات
تعرض الفتاة للاغتصاب هو أحد أسوأ المواقف التي يمكن أن تواجهها، لذلك يجب على الأهل أن يدعموها بشكل مستمر وأن يعرفوا بالمشاكل النفسية التي تواجهها الفتاة لكي يفهموها، وأن يوفروا الرعاية الصحية والنفسية لها، وأن يتقدموا بها إلى طبيب متخصص في العلاج النفسي لمساعدتها على التغلب على آثار هذه الحادثة ولكي تحاول استعادة حياتها الطبيعية والتخلص من ذكريات الحادثة .
الحالة النفسية للمغتصبة لمعرفة كيفية العلاج
– بعد الاغتصاب يحدث للفتاة صدمة نفسية، فقد لا تستطيع أن تتحدث بشكل منتظم مثلما كانت قبل هذه الحادثة، و قد تقوم بمحاولة الكلام بطريقة متقطعة أثناء الحديث، و حينما تحاول أن تهدأ بعد حدوث هذه الحادثة تشعر شعور غريب بالخجل ممن حولها و شعور بالإهانة و العار بسبب الذي حدث لها، و احيانا يحدث لها حالة هدوء تام و عدم الرغبة في الحديث، و في أوقات أخرى تبدأ في الصراخ أو تبدأ في الغضب حينما تتذكر اي تفاصيل تخص الحادثة، و قد تدخل في نوبات بكاء طويلة بدون توقف، و قد يحدث أن تصل بعض الفتيات الى مرحلة محاولة الانتحار في بعض الأوقات من كثرة الضغوط النفسية و الاكتئاب بعد حدوث هذه الحادثة، و تبدأ في نظرات الشك و التوجس لكل من حولها، و عندما تلتقي عينيها بمن تحب من أقاربها قد ترتمي في احضانهم طالبة منهم الشعور بالأمان، و محاولة التخفيف عنها بعد ما حدث لها من أحداث صعبة و مؤلمة .
– عندما تبدأ في استعادة وعيها واستعادة رشدها مرة أخرى، تلوم نفسها وتبدأ في الشعور بالذنب حتى لو لم تكن لها أي دخل من الأساس، ولكن يسيطر عليها الشعور بالذنب، وتبدأ في الشعور بأنها لم تقم بمقاومة الجاني بشكل كاف، أو تسببت في إغراءه بطريقة أو بأخرى جعلته يقدم على فعلته، أو أنها ارتكبت العديد من الخطايا والذنوب التي يعاقب عليها الله من خلال حدوث هذه الواقعة، وتجد الفتاة نفسها في حالة اعياء شديدة وقد تحدث نقصا شديدا في وزنها، لأنها تبدأ في فقدان الشهية وتقليل كمية الطعام التي تتناوله، وتبدأ في عدم التركيز على ما تقوم به بشكل جيد، وعلى المدى الطويل، تستمر الحادثة معها وتتكرر تفاصيلها في ذهن الفتاة، وقد تتسبب في حدوث كوابيس متكررة لها في الأحلام، أو تتسبب في حدوث أحلام يقظة لها طوال الوقت بأحداث الواقع .
أكثر ما يحدث للفتيات المغتصبات هو الإصابة بالاكتئاب، حيث يفقد العديد منهن الرغبة في الحياة والتعامل مع الآخرين، ويمكن أن تؤدي إلى عدم الثقة والشعور بالأمان تجاه الرجال بشكل عام، وعدم الرغبة في الزواج أو الارتباط بشكل خاص، كما يمكن أن تعاني من بعض الأعراض المتعلقة بالعلاقة الجنسية، ويمكن أن يصاحب ذلك القلق والوسواس الشديد لدى الفتاة المغتصبة، وهذا يعيقها عن العيش حياة طبيعية .
رعاية الفتاة المغتصبة
– يجب الرعاية الخاصة بهذه الفتاة بعد الحادثة، و محاولة التخفيف عنها بكل الطرق الممكنة، و يجب عرضها على طبيب نفسي مختص لكي يساعدها في تجاوز هذه الأزمة و اكمال حياتها بطريقة طبيعية، و يجب ابلاغ الشرطة لكي يتم التعرف على المجرم و معاقبته على فعلته و الحصول على حق الفتاة، و يجب البعد عن لوم الفتاة أو تأنيبها بأي شكل من الاشكال، لكي يتم تهدأتها و التخفيف عنها و يجب الحاقها بأي مراكز تساعدها على العلاج النفسي بصورة كاملة .
– بعد انتهاء الفتاة من فترة العلاج أو خروجها من المشفى، يجب إعطاء الفتاة الفرصة للكلام في الوقت الذي تريده، و المداومة على توصيل شعور الامان لها، لكي تشعر بالامان و تعود لحياتها الطبيعية الآمنة بعد هذه الحادثة الأليمة، و يجب إعطاء الفتاة الفرصة للتحدث عما تعرضت له و تقبل كل ما تقوله للتخفيف عنها، و قد يمكن أن يقوم الأهل بادخال العلاج الديني بجانب العلاج النفسي للفتاة، عن طريق ادخال معالجة دينية لها تقوم بدور الواعظ الديني للتخفيف عنها