طرق الإصلاح بين المتخاصمين
يعد الإصلاح بين الأشخاص المتخاصمين فن، وموهبة يمتلكها البعض الناس، بينما يصعب على البعض القيام بتلك المهمة، فلربما حاول شخص الإصلاح بين اثنين، فكانت النتيجة تعقيد الأمر أكثر، وهناك عدة طرق يجب أن يتبعها الشخص الذي يحاول أن يصلح بين الأشخاص، حتى تؤتي عملية الصلح ثمارها المرجوة، بكل سهولة ويسر.
قواعد هامة للاصلاح بين المتخاصمين
1- إظهار الفوائد التي ستنتج من التصالح
يجب على الشخص الذي يقوم بعملية التصالح أن يوضح للأطراف المتخاصمة الفوائد التي ستنتج عن هذه العملية، وأن تعود هذه الفوائد على الطرفين وليس فقط على أحدهما. هذا التوضيح يساعد على تجنب التحيز لآراء أحد الأطراف والتمسك بأفكاره التي قد تعوق عملية التصالح وتجعلها مستحيلة. يجب أيضا عليه محاولة تقريب وجهات نظر الطرفين، حيث أن ذلك سيكون في مصلحة كلاهما ويسهم في عملية التصالح.
2- يجب أن يتمسك من يقوم بعملية التصالح بالهدوء التام
يجب على شخص يقوم بعملية الإصلاح بين المتخاصمين أن يكون صبورا وهادئا، لأنه في النهاية ما يهمه هو نجاح عملية التصالح، وإذا لم يكن هادئا، سيعقد الأمور ويؤذي الجميع، لذا يجب عليه بناء علاقة ودودة مع المتخاصمين مبنية على الاحترام والتقدير المتبادل، ويجب ألا يندفع بالعصبية والانفعال.
3- الأسس التي سيدور حولها موضوع التصالح
لابد أن يبين الشخص الذي سيقوم بعملية التصالح، لكلا الطرفين مجموعة الأسس أو المضمون الذي سوف يدور حوله النقاش بينهم، حتى يتم التركيز على تلك النقاط، أثناء النقاش دون الخروج عنها والتطرق إلى أمور ليس لها علاقة، بالموضوع الذي تدور حوله المشكلة، وحتى يسهل عليهم الوصول لنتائج تنتهي عندها المشكلة المطروحة.
4- فن توجيه الأسئلة
تنتج هذه العملية، وهي عملية طرح الأسئلة من قبل الشخص القائم على الإصلاح، تأثيرا على كلا الأطراف، حيث يتسنى لكل شخص منهما توضيح وجهة نظره، وبالتالي يستطيع الطرف الآخر فهم وجهة نظر الشخص المتنازع معه، مما يؤدي إلى حل المشكلة. ومن الأفضل اختيار الأسئلة التي تجعل أحد الأطراف المتنازعين يشعر بأنه خاطئ، لأن هذا يساعد بشكل كبير في حل المشكلة بأسرع وقت. ولكن يجب مراعاة أمور عديدة عند طرح الأسئلة على كلا الأطراف، مثل أن يكون طرح الأسئلة بلطف واحترام للشخص المسئول، وعدم التحيز لصالح شخص دون الآخر، بغض النظر عن موقفه، لأن ذلك يزيد من صعوبة المشكلة.
5- لكل طرف من الطرفين حقه في التحدث
يجب على الشخص القائم بعملية الإصلاح أن يولي كل طرف مساحة كافية للتعبير، فبالإضافة إلى المنفعة التي تعود على الطرفين، يساهم تعبير كل طرف بوجهة نظره وتوضيح موقفه في مساعدة الشخص القائم بعملية الإصلاح على فهم وجهات نظر الطرفين وبالتالي يسهل عملية التوفيق بينهما.
نصائح عن كيفية الاصلاح بين المتخاصمين
هناك بعض الأمور التي إذا تم اتباعها سوف تساعد بشكل كبير في عملية التصالح ومنها، استعداد كل طرف من الطرفين، ورغبته الواضحة في التصالح مع الطرف الأخر، ونسيان كل ما بدر منه ومسامحته عليه، وأيضا يجب أن يتأكد الشخص الذي يقوم بعملية التصالح بأنه لن يكون هناك أي رد فعل عدواني أو غير لائق من أحد الطرفين.
يجب تجنب إلقاء اللوم أو معاقبة أي طرف بعد إتمام عملية الصلح بسبب خطأه، حيث سيؤدي ذلك إلى عودة المشكلة من جديد. يجب على وسيط الصلح أن يوضح لكلا الطرفين أن موضوع الخصام والمقاطعة ليس حلاً مجديًا، وأن هناك حلولًا أفضل بكثير لكل من الطرفين.
في النهاية، يجب على الوسيط أن يدرك أنه ينبغي عليه أن يكون محايدًا ولا يتمايل لأي طرف دون الآخر، حتى لو شعر بأنه غير مخطئ، لأن هذا هو أحد الأمور الرئيسية التي تساعد كثيرًا في عملية التصالح بين الأطراف.