ادب

صفات الفارس العربي في العصر الجاهلي

صفات الفارس العربي في الجاهلية

: “عند الحديث عن صفات العرب قبل الإسلام، يلاحظ وجود العديد من الصفات والخصائص الحميدة التي اشتهرت بها العرب، والتي أقر بها الإسلام نفسه، ويرجع السبب الرئيسي لتلك الصفات الحميدة إلى طبيعة بيئتهم الصحراوية القاحلة والجدباء  .

تسببت قسوة الحياة وظروف العيش في تحويل طباع الناس وغرس الصفات الحميدة فيهم بحيث أصبحت جزءًا لا يتجزأ من طبيعتهم، حتى أن الشعراء في الجاهلية وأوقات أخرى بعدها كانوا يتغنون ويتحدثون عن تلك الصفات.

الكرم الغير محدود وإغاثة المحتاج والضعيف

يعود سبب ميل العرب الفطري لإعطاء الآخرين إلى أعلى وأسمى صفات العرب في الجاهلية، حيث كان العرب يفتخرون بكرم ضيافتهم وسخاءهم في إطعام الغرباء والمحتاجين وذبح الإبل لهم، وكانوا يتباهون بهذه الصفة بين قبيلاتهم وبين القبائل الأخرى .

ويوصف العربي الكريم بأنه الذي يحرم نفسه ليتبرع بما لديه للآخرين، ومن الأمثلة على ذلك إجابة قيس بن سعد على سؤال وجه له، حيث كان نص الحديث كالتالي:

  •  هل لقيت أكرم منك .
  • قال قيس: الثناء لا يستحقه المنح إذا كان الإنسان مُوَفَّرًا بالنعم، بل يستحق الثناء من أعطى من قليله، ففي زمن العرب الكرام كانوا يُشيدون بالشرف، وقام حسان بن سهل بالرد على من قال: “لا خير في الإسراف” بقوله: “لا إسراف في الخير .

ذكر في القرآن الكريم كرم العرب في الجاهلية، حيث قال تعالى: _

ويطعمون الطعام على حبه للفقراء والأيتام والأسرى .

يعود أصل هذه الصفة إلى النبي إبراهيم، إذ اعتمد العرب هذه الصفة من خلال تقاليد وعادات اعتمدها إبراهيم، وأصبحت هذه العادات جزءًا من طبيعة وسلوكيات العرب، وذكر الله تعالى في القرآن الكريم سيدنا إبراهيم قائلاً:

هل سمعت حديث ضيف إبراهيم المكرمين، عندما دخلوا عليه وقالوا له سلامًا، فأجاب بقوله سلامًا على قوم منكرون، ثم استقبلهم وقدم لهم عجلاً سمينًا وقال لهم `ألا تأكلون`؟

من بين أشهر رجال العرب: كعب بن ممناه، قيس بن سعد، أوس بن حارسة، عبد الله بن حبيب العنبري، هرم بن سنان، حاتم الطائي .

 الشجاعة والفروسية

وتعد هذه الخاصية خاصية مفروضة وليست غريزية حيث أن العرب لا يخافون الموت إلا تحت تهديد السيف فقط، حيث كان للشجاعة أهمية كبيرة في العصر الجاهلي. وقد كتب السموءل بن عاديا حول ذلك حيث قال:

وما مات منا سيد حنف أنفه

ولا طل من حيث كان قتيل

تسيل على حد الظباة سيوفنا

وليست على غير الظباة تسيل

من أشكال الشجاعة، قام الفرسان بالتنافس لمساعدة النساء والأرامل والأيتام والضعفاء، ولم يتردد أحد منهم في استجابتهم لنداء المظلومين. كانت قاعدتهم الأساسية هي `حماية الجار برئ، سواء كان ذا جرم أو بريء` .

كان “خالد بن جعفر بن كلاب العامري، عتيبة بن الحارث، عامر بن الطفيل، قيس بن معد بن يكرب، عمرو بن كلثوم، عنترة بن شداد” من الفرسان العرب المشهورين، وكانوا يتمتعون بصفات الشجاعة .

الحلم والمروءة

يدل صفة الحلم على الرحمة والمغفرة في لغة العرب، ويعني في المفردات اللغوية الصفح عن المقصود .

كان يُطلَق على الرجل الذي يستطيع التغلب على غضبه ونفسه بالحليم اسم الحليم. ونظرًا لانتشار هذه الصفة بين العرب، انتشرت معها الأمثلة التي تشير إليها وتصفها، ومن بين هذه الأمثلة: _

  •  الكريم من يغفر الذنوب ويستر العيوب .
  • إذا غلبت فكن عفوا .
  • لا عظمة مع الحقد .

 الوفاء بالعهد وكراهية الغدر

كانت هذه الصفة ضرورية للفرسان العرب وكان يتم التشهير بمن يقوم بالغدر بين القبائل في جميع الأسواق العامة، ومن أشهر قصص الوفاء التي اشتهرت بين العرب هي قصة قتل زهير المازني لأخيه بعد أن قام بالغدر بجاره .

حياة الفارس العربي قبل الإسلام دينيا واجتماعيا

  •  الحياة الدينية عند العرب

بدأت إيمان العرب بنبي الله إبراهيم في التراجع والاختفاء مع مرور الزمن، فأصبح كل ما يذكرونه العرب عن النبي إبراهيم هي الصفات والخصائص الحسنة فقط، وبدأوا في عبادة الأصنام .

تم إدخال العرب في عبادة الأوثان من قبل أحد أعظم علمائهم عمرو بن لحي، الذي جلب صنمًا معه من الشام بعد أن أعجبته عبادة الأصنام في الجزيرة العربية .

كان اسم الصنم الذي صُنع على شكل إنسان مكسور اليد من العقيق الأحمر “هبل”، وعجب هذا الصنم العرب وقاموا بتصنيع يدٍ ذهبية له.

ثم توالت عبادة الأصنام بعد ذلك، فظهرت أصنام اللات والعزى والمناة، وتوالت عبادة الأصنام حتى انتشرت في شبه الجزيرة العربية بأكملها، وكانت لكل قبيلة صنم يتم وضعه أمام الكعبة .

ومع ذلك، لم يؤمن العرب بالأصنام، بل كانوا يؤمنون بوجود الله، كما قال تعالى في كتابه العزيز: `وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ` .

فيقولون الله فأنى يؤفكون ” ولكنهم كانوا يؤمنون الأصنام هي الوسيط الذي يقربهم من الله وقال الله تعالي في ذلك ” ألا لله الدين الخالص والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلي الله زلفي إن الله يحكم بينهم فيما هم فيه يختلفون إن الله لا يهدي من هو كذاب كفار ” .

كان هناك كاهنة عربية في يثرب كان لديها جني يتبع لها، وكان هذا الجني هو الذي أعلم الكاهنة وأهل يثرب بالنبي محمد عليه السلام .

عادات الفارس العربي قبل الإسلام

كان للعرب عادات كثيرة منها السيئة ومنها الحسنة وهي كالآتي :

 العادات السيئة عند العرب بالجاهلية

  1.  كانت الخمر والميسر منتشرين في معظم مناطق الجزيرة العربية، وكان الميسر منتشرًا في الطائف ومكة ويثرب وصنعاء وهجر، وحذر الله تعالى منهما في قوله: “يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوها .
  2. النكاح الاستبضاعي هو عندما يتزوج الرجل زوجته بعد أن يأتي لها أشرف وأوسم رجال القبيلة ليجامعها، حتى يصبح له ولده جميلا وشريفًا يرثه .
  3.  وأد البنات فور ولادتهم خوفا من العار .
  4. في حالة وقوع مجاعة، يمكن قتل الأطفال الذكور والإناث .
  5. يتم تبرج النساء بطريقة فاحشة لإظهار مفاتنهن للرجال .
  •  العادات الحسنة عند العرب بالجاهلية

كانت للعرب في الجاهلية عدة صفات حسنة غير المذكورة سابقًا، مثل:

  1. يجب احترام وتقديس الأشهر الحرم حتى لو كانت الدولة في حالة حرب .
  2. تحريمهم النكاح من الأمهات والبنات
  3. الاغتسال من الجنابة .
  4. تم وضع حد للسارق عن طريق قطع يده اليمنى .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى