شعر عن القدس للشاعر احمد شوقي
تعد القدس من أهم المواضيع في الشعر العربي سواء في العصور القديمة أو الحديثة. فطوال الأزمنة، عانت القدس من الكوارث، سواء بسبب الحروب الصليبية أو بعد أن وقعت تحت الاحتلال البريطاني ثم الإسرائيلي. ولذلك، غنى الشعراء عن القدس، إذ تعتبر رمزا مقدسا في الأوقات السلمية والحربية. ومنذ اندلاع الحروب الصليبية، امتلأ الشعر العربي بقصائد تنعي حالة القدس.
قصيدة لأمير الشعراء أحمد شوقي
قدم العديد من الشعراء تجسيدا لمعاناة فلسطين وأطفالها، والخراب والدمار والموت الذين يعانونه، لنقل المشاعر التي يعيشها أهل فلسطين الأحباء، وهناك العديد من الشعراء الذين كتبوا قصائد قصيرة ومعبرة عن فلسطين، بمن فيهم أحمد شوقي
عادت أغاني العرس وعادت النواح، ونعيت بين معالم الأفراح
كفنت في ليل الزفاف بثوبها ودفنت عند طلوع الصباح
شيعة يبدين الهلع بعبارة مبتسمة في كل جانب وسكرة صامتة
المآذن والمنابر صدحت لك، والممالك والنوى بكت عليك
الهند والهة ومصر حزينة. تبكي عليك بدموع حزينة
وتسأل الشام والعراق وفارس *** أمحيت الخلافة من الأرض تماما
والجمال يأتي إليك مجتمعا، فاجلس على مقاعد الأنواء
يا للرجال الحرة المؤدة **** قتلت بغير جريرة وجناح
إن الذيـن أسـت جراحك حربهم**** قتلتـك سلمهمـو بغيـر جـراح
قد نهبوا ملابس فخرهم بأيديهم، فأصبحت مغشوشة بمواهب الشباب
نزعوا عن الأعناق أفضل القلادة *** وأزالوا عن الأكتاف خير الثوب
بحسب ما طالت الليالي بدونه، سقط بين الليل والصبا
وعلاقة فصمت عرى أسبابها **** كانت أبر علاقات الأرواح
اجتمعت على البر الحضور وربما**** اجتمعت عليه سرائر النزا
نظمت صفوف المسلمين وخطوهم**** في كـل غـدوة جمعـة ورواح
الصلاة تبكي وهذا امتحان بلا معنى، مع القضاء اللاإلهي العابث
أفتى خزعبلة وقال ضلالة، وأتى بكفر في البلاد الواسعة
الذين يتبعون الفقه قد أنشأوا فرقة وجيشا
إذا تحدثوا، ستصمت كتائبهم، أو إذا خطبوا، ستسمع صوت رماهم
أطلب الغفران من الأخلاق لست كافرا لمن كنت أدفع له وألاحظ
مالـي أطـوقه المـلام وطالمـا**** قلدتـه المأثـور مـن أمداحـي
هـو ركـن مملـكة وحائط دولة**** وقريـع شهبـاء وكبـش نطاح
أأقول من أحيـا الجماعـة ملحـد**** وأقول من رد الحقوق اباحـي؟
الحق أحق بأن يكون وليك ومنزلتك *** وأحق بمساعدتك وحمايتك
فسبح بالحق أهل الفضائل وأمجدهم *** أو اجتنب المواقف السيئة
وبالنسبة للرجال عندما أنتفقت خطواتهم، تهدمت الهرم الضخم الذي كانوا يبنونه
فإذا أطلق الحق في أجلاده، ترك الصراع وانكسرت الأسلحة
قدموا للمجاهد نصيحة ينصحون بها، فإن الأشجع يستجيب بعد الجماعة
إن الغرور سقى الرئيس براحة **** كيف احتيالك في صريع الراحة
نقلنا الشرائع والعقائد والقرى *** ونقلنا كتائب الناس في الساعة
تركناه كالشبح المحزن أمة… لم تعود تعبد الأصنام بعد ذلك
هم أطلقوا أيديهم كالتجار الجشعين * حتى استولوا على كل شيء غيرهم
خدعته طاعة الجماهير والدولة واندثرت لها السعادة كما يهوي الظلام
وعندما استولت أمية على المجد *** لم تعطهم سوى سرابها الفارغ
من قائل للمسلمين مقالة لم يوحها غير النصيحة وا
في عهد الخلافة في أول ذائد، بيراعها ينضح عن حوضها
حب لذات الله كان ولم يزل وهوى لذات الحق والإصلاح
إني أنا المصباح، لست سلعة * حتى أكون فراشة المصباح
غزوات (أدهم) كانت مليئة بالانتصارات وفتوحات (أنور) فصفق لها بحماس
ولت سيوفهما واستعرضت قناتهما… وشبا يحافظ على ذات لا يرى
لا تبذلوا جهدكم في مساعدة الضعفاء، فالنبي يستحق الرعاية والدفاع عنه
في الأمس، كانوا جرحى واليوم يمد لهم يد العون
فلتسمعن في كل أرض نداء **** يدعو إلى الكاذب أو إلى السجا
ولتشهــدن بكــل أرض فتنــة**** فيما يباع الدين بيـع سمـاح
يفتى بذهب المعز وسيفه *** وهوى النفوس وحقدها المرة
قصيدة الحنين إلى القدس
جاشتِ الأشواقُ وانزاحَ الكَرَى ولظى الحُزنِ بلَيلِيْ مؤنِسِيْ
آهِ! لو أمكنَ يا روحَ السُّرَى ما برحْتُ لحظةً في مجلِسي
كنتُ أسريتُ إلى تلكَ الرُّبى في بِقاع طُهِّرَتْ مِن دنَس
فلَقدْ طال على القلب النَّوَى وهوَى الأشواقِ بيتُ المَقدِس
يا بلادَ النورِ.. يا مهْدَ النُّبوَّهْ أزِِفَ النصرُ فلا تستسلِمي
لم تزلْ في أُمّتي بعضُ فُتوَّه تَنسُجُ الأنوارُ رُغمَ الظُّلَمِ
ولنا -يا قُدْسُ- في الإيمانِ قوَه تجعلُ الأبطالَ مِثل القممِ
سيذوق المجرمُ الباغي عُتُوَّهْ فاصبِريْ -يا قدسَنا- لا تسأَمِي
ستُغنِّي القدسُ أنغامَ الإِبَاْ مِن ذُرَى مِئذَنةٍ في الغَلَس
تشحذُ العزمَ وتدعوْ للفِدا طالَ في الأَسرِ ثَرى الأندَلُس
وبكتْ بغدادُ مِن ظُلْمِ العِدا كلَّ يوم ٍ كأسَ ذلٍّ تحتسي
أينَ من يعشَقُ أسبابَ الرَّدى ويرى الموتَ شبيهَ العُرُسِ؟!