شروط وضمانات عودة الزوجين بعد الطلاق
رغم أن الزواج في الإسلام يعد رابطا مقدسا، إلا أن الإسلام أيضا شرع الطلاق. ومن الضروري عدم تعريض رابط الزواج لأي شكل من أشكال الأذى الذي يساعد على فك أواصر الرابط، ولذلك وضعت الشريعة ضمانات لتقليل حدوث الطلاق، حيث يهدف المشرع إلى إعادة الوئام والصفاء بين الزوجين والحفاظ على وحدة الأسرة. أما آية رقم 19 من سورة النساء فتشجع الأزواج على العيش معا بالمعروف بعد الارتباط .
مراجعة الأسباب :
على الزوج والزوجة أن يراجعوا الأسباب التي يريا أنها ستتسبب في الطلاق والتفريق بينهما، فمن الممكن أن يكتشفوا مكامن الخلاف بينهما و يصلحونها و يتقربان من بعضهما، وإذا لم يحدث هذا، حينها وكما أمر الشرع لابد من تدخل حكمان أحدهما من أهله والآخر من أهلها، ليبحثوا في الموضوع، ويكشفان عن علل وأسباب الخلاف لعلهما يصلان لنقطة اتفاق بين الزوجين ويُصلحان بينهما، كما قال الله تعالى في سورة النساء : { وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكماً من أهله وحكماً من أهلها إن يريدا إصلاحاً يوفق الله بينهما إن الله كان عليماً خبيراً } .
إذا تبين للزوجين أن الأفضل لكل منهما أن ينفصلا عن الآخر، فلا بد من الطلاق والتخلص من العقد الذي يربطهما، بسبب عدم تحقيق الهدف الأساسي من الزواج وهو الاستقرار والراحة .
الطلاق في الإسلام :
وقد شرع الإسلام الطلاق ليس مرة واحدة بل وزعه على مراحل ثلاثة، ليعطي للزوجين فرصة للمراجعة واكتشاف الأخطاء، ومعالجة التسرع في القرار، واختبار مدى ميل كلاهما للأخر، وحتى لا تقوض دعائم الأسرة، وشرع الإسلام العودة والرجعة بعد الطلقة الأولى والثانية، مادامت الزوجة في عدة الطلاق، دون أن يفرض على الزوج عقد جديد ولا مهر .
وقد ترضى المرأة بالعودة للزوج تحت ضغط الظروف الاجتماعية و للتخلص من نظرة المجتمع لها، أو يكون رجوعها بسبب حاجة اقتصادية خاصة إذا كانت لا تعمل وليس لها دخل ثابت، وتحتاج لمن ينفق عليها، وإذا لم يتوفر هذا في بيت والديها، أو تريد العودة لتكون قريبة من أطفالها تربيهم بنفسها .
ضمانات وشروط :
يرون خبراء شؤون الأسرة والزواج أن عودة الزوجين محكوم عليها بالفشل، وسيزيد الوضع سوءًا، وسيحدث الطلاق مجددًا إذا لم تكن هناك ضمانات وشروط وضوابط تحول دون تكرار الطلاق النهائي وتضمن نجاح تجربة العودة إلى بيت الزوجية مرة أخرى .
يرون الخبراء أن أحد أهم الشروط والضمانات للعودة بين الزوجين المطلقين هو أن يتفقا بجدية على نسيان الماضي وطي صفحته، والبدء بحياة جديدة فيما بعد. ويجب أن يكون الطرفان قد اتخذا هذا القرار بشكل متزن، خاصة إذا كان هناك تغيير مؤقت في حياتهما، حيث يمكن أن يعودا إلى سيرتهما السابقة بعد العودة .
بسبب عدم وجود ضوابط أو شروط قانونية واضحة في قانون الأحوال الشخصية لضمان التزام الزوج أو الزوجة بها بعد الطلاق، الحل يكمن في وضع هذه الشروط والضمانات أمام شهود من أهل الزوج وأهل الزوجة، لضمان عدم انتهاك أي من الشروط والضمانات والوفاء بما تم التعهد به، وإذا لم يتم الالتزام بهذه الشروط، يتم الطلاق فورا .
يجب استشارة اختصاصي شؤون الأسرة ومناقشة المشاكل التي أدت إلى الطلاق بشكل صريح وموضوعي قبل اتخاذ قرار العودة بعد الطلاق .