شروط الزواج على مذهب أبي حنيفة
قانون زواج الإمام أبو حنيفة للمرأة
قانون زواج الإمام أبو حنيفة النعمان له فهم خاص لزواج المرأة ، لكن هو أكثر عدلاً وإنسانية بالنسبة لها ، لذا فهو يمنحها الحق في الزواج بنفسها وليس من والدها أو وليها ، كما أنه يمثل اعتراف وانتصار للمرأة ، مما يثبت كامل كفاءتها ، فكيف تكون قادرة على إبرام جميع العقود أمام القضاء ، وهو بناء تجاري ومالي مستقل.
إذا نظرنا إلى عبارة `زوجتك موكلتي`، فإنها تعبر عن مبدأ واضح ودقيق بجهد استثنائي. إذ يعتبر الوكيل هنا ممثلا للحقوق الأصلية المعتمدة، وعندما يتم تأكيد أن المرأة تتبنى هذا المبدأ، يمكن الاعتماد عليها. وعندما يتم مناقشة درجة الشرعية بين العلماء من مذهب إلى آخر، يتم الرد بأنها مسموحة. فليس هناك في تاريخ الإسلام سجل يشير إلى أن إحدى المدارس الأربع الكبرى تتطلب من الناس تعلمها فقط، بل هي مدارس ومنصات للاجتهاد، وطالما تمت في إطار العدالة والشريعة الإسلامية، يحق للأفراد التأرجح بين الفتاوى والقرارات الدينية. قال الله تعالى: (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون).
على الرغم من فوز الشعب المصري في مدرسة الشافعي في مسألة العبادة ، إلا أن مصر منذ دخولها الدولة العثمانية اعتمدت تعاليم الإمام أبو حنيفة – رحمه الله – وهي العقيدة الرسمية للدولة العثمانية في الإمبراطورية العثمانية. وبناء على هذه العقيدة ، كان حكم جميع القضاة حنفيا في المحاكم بدلا من تغيير المذهب الحنفي إلى عام 1925. وفي ذلك الوقت ، تم صياغة مجموعة من القواعد المتعلقة بالطلاق والزواج والنسب والوصاية والرضاعة الطبيعية والدعم وغيرها في قوانين الهوية الشخصية.
لماذا الزواج على مذهب أبي حنيفة
لماذا يتم الزواج وفقا لتعاليم الإمام أبي حنيفة؟ هذا السؤال يتم طرحه كثيرا، ويعود ذلك ربما إلى المادة 180 من قرار المحكمة الشرعية رقم 78 لعام 1931 والمادة 6 من القانون رقم 462 لسنة 1955، اللذان يحددان الأحكام الشخصية وفقا للإمام أبي حنيفة والقانون الأصبهاني، وما لم ينص عليه القانون المحكمة الشرعية بأحكام خاصة، فإن الاتفاق في الزواج لا يتطلب بالضرورة الطلاق.
منذ عام 1930، تم تطبيق نظام لتسجيل عقود الزواج بفضل عقيدة الشريعة الأصبهانية (الإمام أبو حنيفة)، التي ساهمت في منح المرأة القدرة على إبرام عقود الزواج والعقود الأخرى، سواء كانت تتعلق بالمال أو غيرها. وتم تشريع إمكانية إبرام عقود الزواج بدون ولي.
شروط الزواج طبقاً لمذهب أبي حنيفة
يضع الإسلام سلسلة من الشروط لصحة عقد الزواج، لضمان خلوه من العيوب والامتثال لأحكامه المنصوص عليها، ومن بين هذه الشروط:
- يجب تحديد هوية الزوج والزوجة بوضوح عند تعاقدهما، ولا يمكن لولي الأمر أن يقول، على سبيل المثال: `زوجتك ابنتي`، دون تحديد الابنة المقصودة إذا كان لديهما أكثر من ابنة.
- يتم الاتفاق على التراضي بشكل متبادل، ومن الضروري التحقق مما إذا كانت الأطراف المتعاقدة مستعدة للزواج من بعضها البعض. وقد صرح الرسول صلى الله عليه وسلم: “الأيم أحق بنفسها من وليها، وتستأذن البكر في نفسها، وإذنها صمتها.
- يجب أن يوجد ولي للعروس، حيث جاء ذلك وفقًا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (أيما امرأة نُكحت بغير إذن وليها، فنكاحها باطل، فنكاحها باطل، فنكاحها باطل).
- وجوب شهادة الشهود، وذلك بناءً على قول النبي صلى الله عليه وسلم: `لا نكاح إلا بولي وشاهدي عدل`.
- لا توجد حواجز أمام الزواج، سواء كانت حواجز رضاعة أم ليست، سواء كان الرجل غير مسلم أو إذاكانت المرأة غير مسلمة وغير مسيحية أو غير ذلك من الحواجز التي قد تكون موجودة في الزواج.
احاديث عن الزواج
يعتبر لقاء الزواج عملية كاملة ومنظمة، ويعتبر أساليب الإنجاب المسموح بها شرعا في ديننا الإسلامي جوهر نجاح المجتمع. حث الرسول على صلاة الله وسلامه في أحاديثه المجيدة، بما في ذلك الحديث النبوي الشريف
- قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: `من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه يغض البصر ويحفظ الفرج، ومن لم يستطع فليصم، فإنه له وجاء`.
- قال الرسول عليه السلام: (حَقٌّ علَى اللهِ عونُ مَنْ نَكحَ التِماسَ العَفافِ عمَّا حرَّمَ اللهُ).
- قال صلى الله عليه وسلم: إذا جاءك شخص يمتلك دينًا وأخلاقًا يرضيانك، فعليك بالزواج به، فإن لم تفعلوا ذلك ستسببون فتنة وفسادًا كبيرًا في الأرض. فسألوا: يا رسول الله، ولو كان فيه عيب؟ فأجاب: إذا كانت أخلاقه ودينه مرضيين لكم فعليكم بالزواج به.
- قال صلى الله عليه وسلم: (النكاحُ سُنَّتِي , فمن أحبَّ فِطْرَتِي فليستَنَّ بسُنَّتِي).
- قال صلى الله عليه وسلم: (لم يُرَ لِلْمُتَحابَّيْنِ مثلُ النكاحِ).
- قال الرسول عليه السلام: – تزوجت المرأة لأمورٍ مختلفة، إما لثروتها أو جمالها أو دينها، ولكن يجب أن تكون متشابهة المعتقدات والأخلاق، ونصح النبي صلى الله عليه وسلم بأن يختار الزوجان بعناية ويتزوجان من الأكفاء.
- قال صلى الله عليه وسلم: كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم يأمر بالتبول وينهى عن التبتل بشدة، ويقول: تزوجوا الودود الولود، فإني مكاثر بكم الأنبياء يوم القيامة.
- قال صلى الله عليه وسلم: `تزوجوا فإني مكاثر بكم الأمم، ولا تكونوا مثل رهبان النصارى`، قال الرسول عليه السلام: `لا يصح الزواج إلا بوجود ولي وشاهدي عدل، وإذا تم الزواج بدون ذلك، فإنه باطل، وإذا حدث خلاف يجب أن يتدخل الحاكم ويكون لي من ليس له ولي`.
- عن أبي هريرة رضي الله عنه: وفقًا للأثر، كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول عندما يرفع شخصًا: `بارك الله لك، وبارك عليك، وجمع بينكما بالخير` عندما يتزوج شخصًا آخر.
الزواج في الاسلام
لقد شرع الله سبحانه وتعالى زيجات المسلمين ، وأقام عقودًا وشروطًا وركائزًا محددة لتحقيق أهدافهم ، كما قال الله -سبحانه وتعالى- في القرآن الكريم: (وَلَقَد أَرسَلنا رُسُلًا مِن قَبلِكَ وَجَعَلنا لَهُم أَزواجًا وَذُرِّيَّةً)، وهو ما جاء أيضاً في سنّة النبيّ محمّد صلّى الله عليه وسلّم، وقد أوصى به شباب المسلمين فذكر: (يا معشرَ الشبابِ مَنِ اسْتطاع منكمُ الباءةَ فليتزوجْ؛ فإنَّه أغضُّ للبصرِ، وأحصنُ للفرجِ، ومَن لم يستطعْ فعليه بالصومِ فإنّه له وِجاءٌ).
ويتضح أهمية الزواج من خلال هذا، حيث يعرف العلماء الزواج بأنه: عقد بين الرجل والمرأة، يهدف إلى السماح لهما بالتمتع ببعضهما وبناء أسرة جميلة ومجتمع صحي، وذلك ورد في الحديث الشريف (ثلاثة حق على الله -تعالى- عونهم: المجاهد في سبيل الله، والمكاتب الذي يريد الأداء، والناكح الذي يريد العفاف)، ويظهر هذا الحديث قيمة الزواج.