تتكون الجملة الفعلية من عنصرين رئيسيين وهما الفعل والفاعل، ولكن هناك بعض العناصر الفرعية التي لا تؤثر على الجملة إذا تم حذفها، ولكنها تأتي لتوضيح المعنى وإزالة الغموض. ومن بين هذه العناصر الفرعية المفاعيل مثل المفعول به والمفعول لأجله والمفعول معه، وسوف نشرح في هذا المقال مفهوم المفعول لأجله وشروطه.
تعريف المفعول لأجله
هو أحد المفاعيل ويُسمى في بعض الأحيان بالمفعول له، وهو اسم فضلة (أي لا يؤثر حذفه على الجملة ) ومصدر منصوب قلبي (أي من أفعال القلوب التي تنشأ في الباطن ) يأتي في جملة فعلية بعد الفعل ليبين علته والسبب في حدوثه. ولا بد لهذا المفعول من مشاركة الفعل في الزمان والفاعل نفسه، كما يأتي في الجملة ليبين السبب والهدف من وقوع الفعل، وقد يُطلق عليه البعض مفعول سببي لأن دوره ينحصر في الجملة التي تبين سبب وقوع الفعل.
مثال
– أذاكر دروسي رغبةً في النجاح (رغبة: يأتي المفعول المطلوب له من الجملة في حالة النصب، وعلامة نصبه هي الفتحة الموجودة في آخره، ويأتي لتوضيح السبب وراء مذاكرة الدروس
– أعمل بجد زيادةً في المال (زيادة: تُعد الكلمة مفعولًا لأجله وعلامة نصبها الفتحة الموجودة على آخرها، وتأتي لتوضيح السبب وراء العمل بجد
وبذلك، يكون المفعول هو الهدف الذي يتمسك به الشخص، والذي يجيب عن السؤال لماذا يدرس، ولماذا يعمل؟
إعراب المفعول لأجله
غالبًا ما يأتي المفعول بالنحو المنصوب، ولكن في بعض الأحيان يأتي بالنحو المجرور إذا سبقه حرف جر مثل حرف اللام التعليل، أو حرف من، أو حرف في، أو حرف الباء.
مثال
– درستُ تحصيلًا للعلم (تحصيلًا: المفعول لأجله منصوب، وعلامة نصبه هي الفتحة الظاهرة على آخره
– أكلت الطعام لتلبية احتياجاتي منه (تلبية: المفعول به مجرور لأجله بعد حرف اللام التعليل، وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره
صور المفعول لأجله
1- أن يكون اسم نكرة: يأتي أي اسم مذكر بدون حرف التعريف (ال)، وغالبًا ما يأتي في حالة المنصوب، ونادرًا ما يتبعه حروف الجر
مثال: يحارب الجيش العدو دفاعًا عن الوطن (دفاعًا: المفعول لأجله منصوب، وعلامة نصبه هي الفتحة الظاهرة على آخره
2- أن يكون اسمًا معرفًا بـ ال التعريف: يأتي المفعول في هذا النوع مجرورًا ونادًا، وما يأتي منه منصوبًا
مثال: نصحتُ الأمر بالمعروف (المعروف: مفعول لأجله مجرور بعد حرف الباء وعلامة الجر الكسرة الظاهرة على آخره)
3- أن يكون معرفًا بالإضافة: وفي هذه الصورة، يأتي المفعول لأجله مجرورًا أو منصوبًا، ولا يوجد فرق بينهما من حيث البلاغة.
مثال: غلقت الكتب خشية تمزقها (خشية: يدل الفتحة الظاهرة على آخر كلمة على أنها مفعول لأجله ومنصوب، ويمكن أن نقول بخشية تمزقها وهنا تصبح مفعول لأجله مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره)
شروط نصب الاسم على أنه مفعول لأجله
1- أن يكون الاسم مصدرًا: يجب أن تكون الكلمة مصدرية، وإذا لم تكن كذلك، فلا يجوز نصبها على أنها مفعول لغرضه،
مثال: فلا يصح أن نقول ذ (لأن مال ليست مصدر)
2- أن يكون الاسم مصدرًا قلبيًا: تشير المصادر القلبية إلى المصادر التي تنشأ من أفعال القلوب والتي تنبع من الداخل، وتتضمن الأفعال الحسية مثل الحب والكراهية والأمل والرغبة، وإذا لم يكن الاسم مشتقًا من فعل قلبي، فلا يمكن أن يكون مفعولًا له
مثال: سافر للربح (وذلك لان الربح مصدر ولكنه لفعل غير قلبي)
3- أن يتحد الفعل والمفعول لأجله في شيئين: وهما الزمن والفاعل، فعندما نقول وقفت إجلالا له فإن الفاعل الذي وقف هو نفسه الذي أجل وزمن الوقوف هو زمن الإجلال، ولكن عندما نقول `عاقبني لكرهي له` فهنا الفاعل الذي عاقب غير الذي كره، وبالتالي لا يصح أن يكون الاسم مفعولا مطلقا، وكذلك عندما نقول `سافرت للتعلم` فبالرغم من أن الفاعل الذي سافر هو الذي تعلم ولكن اختلف الزمن فالسفر حدث قبل التعلم.
4- أن يخالف المصدر الفعل في اللفظ: من غير المسموح تثبيت المصدر المشتق من فعل كفعل مفعول به في جملة فعلية، حيث يجب أن يكون الفعل المشتق هو الفعل الأصلي الذي تم اشتقاقه منه
مثال: لا يصح أن نقول “سجدت سجودًا لله“
5- استخدام المصدر لغرض التعليل: يتطلب المفعول التعليل من المصدر، لأن ذلك يعد شرطًا أساسيًا لحدوث المفعول
مثال: أكره النفاق كرهًا شديدًا: فلا يمكن أن نقول أن كرهًا مفعول لأجله لأنها لم تأتي لتعلل سبب كره النفاق.