تعليم

شرح درس الفاعل لغتي رابع

يتميز اللغة العربية بكثرة المشتقات فيها، والمشتق هو أخذ لفظ جديد من كلمة معينة بنفس المعنى وتختلف في اللفظ، ولكن يجب أن يكون الاسم المشتق قريبا من الاسم الذي اشتق منه، وتتضمن المشتقات في اللغة العربية صيغ المبالغة مثل الفاعل الذي يشتق من الفعل المبني للمعلوم بوزن الفاعل، وهو الذي يقوم بالفعل نفسه أو الحدث مثل الكاتب أو العامل أو المستمع أو الطالب وغيرهم، وعند اشتقاق الفاعل بالشكل الصحيح، فتجد له حالات كثيرة.

القاعدة الإجمالية للفاعل
يأتي الفاعل دائما مرفوعا بعد الفعل المبني للمعلوم. يدل الفاعل على الشخص الذي قام بالفعل أو فاعليته، وأحيانا يشير إلى الصفة التي يتمتع بها الفعل. يكون الفاعل عادة اسما ظاهرا أو اسما مستترا، أو يمكن أن يكون ضميرا مبنيا أو ضميرا مستترا. يتميز الفاعل بعدم تأثيره على صيغة الفعل، سواء كان الفاعل مفردا أو مثنى أو جمعا. يبقى الفعل في حالته الأصلية كما لو أن الفاعل مفردا. يأتي الفاعل دائما مرفوعا، ولكن علامة الرفع تختلف باختلاف نوع الفاعل. على سبيل المثال، إذا كان الفاعل مفردا، يرفع بالضمة، وإذا كان مثنى، يرفع بالألف، وفي حالة جمع المذكر السالم، يرفع بالواو، وفي حالة جمع المؤنث السالم وجمع التكسير، يرفع بالضمة.

حكم الفاعل من حيث التقديم والتأخير
في حالة وجوب تقديم الفاعل وتأخير المفعول به، لا بد من تقديم الفاعل على المفعول في حالة إذا خفي الإعراب فيهم و لم توجد قرينة تبين الفاعل من المفعول، فمثلا ضرب احمد محمد فيكون احمد فاعل و محمد مفعول به، و إذا كان الفاعل ضميرا فيجب تأخير المفعول به، أيضا يجب تأخير المفعول به إذا أتى الفاعل و المفعول ضميرين مثل قول ضربته كذلك، أما في حالة وجوب تقديم المفعول على الفاعل فيجب تقديم المفعول إذا كان الفاعل ضمير حصر بين (إلا أو إنما) مثل ما ضرب أحمد إلا أنا أو إنما ضرب محمد أنا، و يجب تقديم المفعول إذا اتصل بالفاعل ضمير يعود على المفعول مثل أكرم سعيدا غلامه.

في حالة تقديم المفعول و تأخير الفاعل بشرط أن لا يكون ضمير أو محصور بين ضمير مثل ضرب محمدا أحمد، إذا أمن اللبس و تبين الفاعل من المفعول فيجوز تقديم المفعول به وتأخير الفاعل مثل أكل محمدا السمك، و قد يتقدم الفاعل أو المفعول إذا كان المحصور (إلا) فهو يكون معروف بكونه بعد إلا مباشر فلا يوجد فرق أن يتقدم أو يتأخر، لكن المحصور فلا يجوز تقديمه أبدا لأنه لا يظهر كونه محصورا إلا بعد تأخيره و هو يؤثر في المعنى، و انتشر على لسان العرب قديما تقديم المفعول على ضمير يرجع إلى الفاعل المتأخر مثل خاف ربه علي.

شروط عمل الفاعل
وضعت عدة شروط لعمل الفاعل فهو لا يخلو من أن يكون مقترنا بأل أو يكون مجرد منها، ففي حالة أن يكون الفاعل المجرد من العمل عمل فعله، فهو عمل يجري على الفعل الذي بمعناه فمثلا إذا قلت هذا ضرب أحمد، فتريد هنا بمعنى المضي الذي هو غلام أحمد فلم يجوز فيه إلا الإضافة و الخفض، و من الشروط الأخرى للفاعل أن لا يوصف شيء أو يصغر، إنما يستوي التصغير مع الصفة في منع العمل و التصغير وصف للمعني، الوصف و التصغير يختصان بالاسم فيبعد أن الوصف عن الفعل، قال ابن سريج في شرح هذا “الاسم إذا كان بمعنى الفعل فلا يحقر، مثل هذا ضارب زيدا وإن كان ضارب زيدا لما مضى تحقيره جيد”.

يشترط في الفاعل والمفعول ألا يكونا موصوفين أو مصغرين، لأن التوصيف والتصغير يخرجان عن معنى تأويل الفعل. والفاعل لا يأتي بمعنى الماضي بسبب عدم تحقق المجاراة اللفظية، بل يشبه الفعل فقط في المعنى. يشترط أيضا أن يكون الفاعل منصوبا على الفعل الظاهر، ولا يكون بمعنى الحالة أو الاستقبال، لأن الحالة والاستقبال هما شروط لعمل المفعول لا الفاعل. وإذا كان الفاعل منصوبا، فيشترط اجتماع الاعتماد على الحالة والاستقبال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى