شاهد كيف غرقت باريس ١٩١٠ بالطوفان العظيم
في شهر يناير من عام 1910 م، حدثت واحدة من أكبر الفيضانات في تاريخ باريس وضواحيها، والتي عرفت باسم الطوفان العظيم، وأحيانا بطوفان القرن.
الطوفان العظيم على مدينة باريس
في 21 يناير 1910م اجتاحت عاصفة عنيفة أنحاء فرنسا، و قد كان لمنطقة باريس تحديدا الجزء الأكبر من الضرر، حيث انه بسبب نهر السين حدثت فيضانات غير مسبوقة في المدينة و ضواحيها، و نتج عن هذا الفيضان دمار ما يقرب من عشرين الف مبنى و تعرض نصف نظام السكك الحديدية للدمار بعد ان اختفى تحت الأرض و غمرته المياه تماما، كما شهدت المدينة العريقة تباطؤ حاد في النشاط الاقتصادي.
أسباب حدوث الطوفان العظيم في فرنسا عام 1910
أدى سقوط الأمطار بشكل متواصل على فرنسا إلى ان قامت المياه بغمر سطح نهر السين الفرنسي الشهير حيث وصل منسوب المياه إلى حوالي 8.62 متراً (حوالي 28 قدماً) فوق علامته الطبيعية، و هو ما لم يحدث من قبل في تاريخ فرنسا، و بين ليلة و ضحاها أصبحت مدينة باريس عبارة عن فينيسيا فرنسية، حيث تحولت الشوارع الفخمة في مدينة الجمال و الفن إلى قنوات مؤقتة تجري فيها المياه بينما تم تدمير البنية التحتية الأساسية للمدينة.
في ذلك الوقت من عام 1910م كانت العاصمة الفرنسية غير مستعدة بالكامل لمواجهة هذه الأزمة، و التي استمرت شهرين كاملين عانت فيهما المدينة كثيرا، و مع إغلاق المترو بسبب الفيضان اضطر الباربسيون للذهاب إلى أعمالهم في قوارب خشبية بشكل مؤقت، كما تم إجلاء الآلاف الآخرين من سكان المدينة إلى المدن الاخرى.
فيضانات اخرى اصابت باريس
في العصر السابق، كانت هناك فيضانات في باريس تشكل تهديدا، لكن لم يكن هناك فيضان مماثل للطوفان الكبير في عام 1910. على سبيل المثال، في عام 1955، بلغ ارتفاع مستوى مياه نهر السين 7.1 متر (حوالي 23 قدما)، وزاد مرة أخرى في عام 1982 إلى حوالي 6.18 متر (حوالي 20 قدما). وفي السنوات الأخيرة، غمرت المياه نهر السين في عام 2016 إلى مستوى يبلغ حوالي 6.10 أمتار، مما أدى إلى قلق كبير في إدارة متحف اللوفر الفرنسي الشهير، حيث يقع المتحف على ضفاف نهر السين. وتسبب هذا القلق في إفراغ المخازن في الطابق السفلي من المتحف من الأعمال الفنية ونقلها خارج المدينة تماما.
تمثال Zouave و علاقته بالفيضان
يعتمد سكان باريس في قياس مستويات المياه اثناء الفيضان على مدى الجزء المغمور من هذا التمثال في مياه نهر السين، و هذا التمثال يقع على جانب جسر Pont de l’Alma ، و هو جسر يقع بالقرب من برج إيفل الشهير، و يعتبر Zouave تمثالًا لجندي من المشاة، و جدير بالذكر أنه في الفيضان العظبم على باريس عام 1910م ارتفع مستوى المياه في نهر السين حتى وصل إلى عنق التمثال و غمرها تماما، بينما في عام 2016م و بسبب موجة شبيهة من الاطار الغزيرة وصلت المياه إلى متوى فخذيه، و في عام 2018م ارتفع مستوى المياه إلى فوق كاحليه.