شارل بيرو ، 338 عاما تمر على ذكرى ميلاده
شارل بيرو، الكاتب والشاعر الفرنسي للفنتازيا، الذي يحتفل العالم اليوم بعيد ميلاده 338، والذي كان أول من ابتكر كتابة القصص الخرافية في الأدب تحت مظلة الأساطير، تلك الحكايات الأدبية التي جذبت العديد من الأجيال إليها. اشتهر شارل بيرو بسرد قصص عالمية أصبحت جزءا من التراث الشعبي، بما في ذلك المسرحيات الموسيقية التي كتبها أشهر المؤلفين العالميين مثل تشايكوفسكي، مثل مقطوعة الجمال النائمة الشهيرة. صاغ شارل بيرو العديد من القصص مثل قصة ذات القبعة الحمراء، سندريلا، عقلة الإصبع، اللحية الزرقاء، الأمير الهارب، وحكايات الأوزة .
سيرتة الذاتية :
تم ولادة شارل بيرو في عائلة برجوازية ثرية من فرنسا، وكانت أسرته كبيرة تضم سبعة أبناء، وهو الأصغر بينهم. درس شارل القانون في أورليان وعمل كمحام. كان مهتما أيضا بالعلوم مثل الرياضيات والهندسة والطب وعلم الميكانيكا. كان شارل كاتبا وفيلسوفا مميزا، وكان يميل إلى المناقشات الفلسفية المستمرة مع زملائه ومعلميه. كان يقرأ الكثير من الكتب التاريخية والثقافية، مما ساهم في تميزه في كتابة العديد من الروايات التي تهتم بتربية الأطفال وتعليمهم القيم الأخلاقية السامية، وبذلك ارتقى بمكانته في فرنسا والعالم على مدار 400 عاما .
شارك شارل بيرو الشاعر الفرنسي جان شابلان في ادارة قسم الدعاية الملكية مما ساعده في تشجيع الأعمال الفنية والأعمال الشعرية التي تمتدح الملك ، حتى قام هو بتأليف شعارات باللغة اللاتينية التي أشادت بانتصارات لويس الرابع عشر ، كم أشرف بيرو على بناء القصور التي تعلي من عظمة الملك لويس ، هجى بيرو مشاهير الرجال في القرن السابع عشر في كتابه الهجومي ، والذي احتوى على ترجمات ونقد لأهم شخصيات فرنسية في ذلك القرن .
في السنوات الأخيرة من حياة شارل بيرو ، اهتم بكتابة القصص الشعبية وقصص الأطفال ، وفي ذلك الوقت اشتهرت رواية القصص الخرافية والخيالية في الأوساط الأدبية ، والتي لاقت استحسان الكبار والصغار ، حيث كان الرواة يحكون القصص التراثية التي تناقلتها الجدات والأمهات على مر السنين ، والتي كانت مصدر إلهام لشارل بيرو في كثير من مؤلفاته القصصية للأطفال .
حكايات الأوزة الأم :
كما ذكرنا سابقا، كان للمرحلة التي عاشها بيرو في ذلك الوقت تأثير كبير حيث انتشرت القصص الخرافية في الأدب الشعبي وتأثرت الثقافة بشكل كبير، وظهرت مجموعة قصصه الخاصة بالأطفال بعنوان `حكايات الأوزة الأم`، والتي كان بطلها هو ابنه الأصغر برو دارمنكور. وشملت هذه المجموعة العديد من القصص مثل `الحسناء النائمة`، و`ذات القبعة الحمراء`، و`ذو اللحية الزرقاء`، و`القطة ذات الحذاء`، و`سندريلا`، و`عقلة الإصبع`. نجحت هذه القصص بشكل كبير على المستوى المحلي والعالمي واستمرت حتى اليوم. كانت أعمال شارل بيرو للأطفال ممتعة وتحمل الطابع الشعبي، مما جعلها تجذب الأطفال والكبار للقراءة. استخدم بيرو أسلوبا بسيطا وعفويا في كتابته، ووصلت أعماله لشرائح واسعة مثلما وصلت قصص الجدات التراثية في الماضي. كان لبطولة شخصياته في هذه القصص أسلوبا جديدا وشيقا، حيث رسم شخصيات الأساطير الشعبية بشكل مختلف للابتعاد عن رقابة الكنيسة. تميزت أفكار شارل بيرو بأنها الركيزة الثانية لشهرته، حيث قدم أفكارا ومشاريعا مستقبلية واعدة، متطلعا إلى التطور والحداثة .