سيرة الصّحابي سهيل بن عمرو “خطيب قريش”
شارك سُهيل بن عمرو أهله في فتح المسلمين لبلاد الشام، وقاد كتائب المسلمين في موقعة اليرموك.
في أعقاب غزوة حُنين التي شهدتها المسلمون، أصبحت قلوبهم المؤمنة أكثر تماسكًا، وأخذ النبي عليه السلام يخصص مائة إبل من غنائم الغزوة لهؤلاء الأشخاص.
جهاده في سبيل الله وثباته على الحقّ : عندما اقترب المسلمون من مكة للفتح، خشي سهيل على نفسه أن يتعرض للأذى من المسلمين، لذا أرسل ابنه عبد الله بن سهيل لطلب الأمان من النبي محمد عليه السلام بالنيابة عنه. وفي ذلك اليوم، أسلم سهيل بن عمرو وجهه لله وآمن مع النبي عليه السلام، وانخرط جاهدا في الصلاة والعبادة والإنفاق في سبيل الله والجهاد في سبيله. رضي الله عنه.
إسلامه: كان الحارث بن هاشم وصفوان بن أمية وسهيل بن عمرو من الذين دعاهم النبي صلى الله عليه وسلم للاسلام، وبعد نزول آية من القرآن تؤكد أن الأمر ليس للنبي فيما يتعلق بالتوبة أو عقابهم، فرح النبي بإسلامهم جميعا.
فأجابه النّبيّ عليه السّلام برفق ولين مرسيًا منهجًا للتّعامل مع الأسرى في الحروب، وما ينبغي أن يكون عليه أمر المسلمين في فتوحاتهم: ” لا أُمثّل بأحد فيُمثّل الله بي، وإن كنتُ نبيًّا” ثم أدنى عمر بن الخطّاب منه وقال عليه السّلام: ” يا عمر .. لعل سهيلًا يقف غدًا موقفًا يسرُّك “
كانت إسلامه نبوءة تنبأ بها النبي له، وحدثت مع عمر بن الخطاب. عندما أسر سهيل بن عمرو، الذي كان يحرض قريشا على القتال ضد المسلمين وإيذائهم، وجاء وقت أن كان في يد المسلمين، عاود سيدنا عمر بن الخطاب النبي عليه السلام متصورا بدلا منه. قال: `يا رسول الله، دعني أن أجرب ثنيتي سهيل بن عمرو حتى لا يقوم عليك خطيبا بعدك`
تم التصالح، وأظهر النبي عليه السلام تسامحا كبيرا مع سهيل بن عمرو. فقد قال علي بن طالب: اكتب بسم الله الرحمن الرحيم، فقال سهيل: لا أعرف ذلك، ولكن اكتب `باسمك اللهم`، فقال النبي عليه السلام: اكتب هذا: `ما صالح عليه محمد رسول الله سهيل بن عمرو`، فقال سهيل: لو كنت شهدت أنك رسول الله ما قاتلتك، ولكن اكتب اسمك واسم أبيك. وهكذا تم الاتفاق.
في نفس الوقت قبيلة قريش ابتعثت سهيل بن عمرو ليتواضع مع النبي محمد عليه الصلاة والسلام على شروط صلح الحديبية، وعندما رآه النبي قال: “أراد القوم الصلح حين بعثوا هذا الرجل
لمّا سار النّبيّ وأصحابه قاصدين مكّة لأداء العمرة، منعتهم قريش، فنزل النّبيّ في الحديبيّة، وأرسل عثمان بن عفّان ليخبرهم بأنّهم ما جاءوا للحرب وإنّما جاءوا لأداء العمرة. وهناك سَرَت شائعة بمقتلة، فبايع المسلمون النّبيّ عليه السّلام على القتال والجهاد في سبيل الله في بيعة العقبة.
استبشار النّبيّ عليه السّلام بإسلامه : أبو يزيد بن سهيل بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن حسل بن عامر بن لؤي بن غالب القرشي، كان أحد أشراف قبيلة قريش وخطيبهم المفوه، وأسلم وآمن بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة، وظل بعد إسلامه وجيها وشريفا في قومه، وأصبح خطيبا لصالح المسلمين بعد أن كان يحرض عليهم
نسبه: تعرضت شبه الجزيرة العربية لاهتزازات جذرية، وابتعدت أجزاء كبيرة من قبائلها عن الإسلام وسادت فيها الفوضى بعد وفاة النبي عليه السلام في عام 11 هـ. حاولت قبائل مكة الانفصال عن السلطة الرئيسية للمسلمين في المدينة المنورة، وأحد الآثار الناتجة عن ذلك كان اختفاء عتاب بن أسيد، والي مكة في ذلك الوقت، خشية على حياته ونفسه.
في ذلك الوقت، خطب سيدنا سهيل بن عمرو الخطيب الماهر خطبة مؤثرة في المسلمين، تشبه خطبة سيدنا أبي بكر رضي الله عنه في يوم السقيفة. وأدت تلك الخطبة إلى تثبيت قبيلة قريش في الإسلام، وعاد عتاب بن أسيد إلى الولاية.
بعد إسلامه، قال كلمة مشهورة أظهرت نيته في تعويض ما فاته من دعم المسلمين وهو كان على دين الكفر. قال: “والله لن أتخلى عن دعم المسلمين في أي موقف مع المشركين، وسأنفق مع المسلمين بقدر ما أنفقت مع المشركين. قد يتم تناقل أمري من شخص لآخر.” هذا كان دليلا جيدا على صدق إسلامه وحسن سلوكه على الدين.
وفاته: استشهد رضي الله عنه وهو عطشان، ورضي الله عنه التقى ربه وهو يسقي رفيقه الحارث بن هاشم، وذلك في الخامس عشر من الهجرة