سيرة أبي بن كعب رضي الله عنه… كاتب الوحي
مقالنا اليوم عن صحابي جليل تميز بميزة عظيمة وهي كتابته للوحي وهو الصحابي الجليل أبي بن كعب رضي الله عنه وهو من الانصار الذين أمنوا عندما قدم لهم الرسول صلى الله عليه وسلم … وكان ايضا أبي بن كعب رضي الله عنه فقيها ومعلما للناس امور دينهم … فتعالوا معي لنتعرف اكثر على هذا النجم الساطع في سماء الاسلام .
اسمه و نسبه و كنيته : هو أبو بن كعب بن قيس بي عبيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار بن ثعلبة بن عمرو، وهو من الخزرج، وهو من الأنصار من الأوس والخزرج في المدينة المنورة. وأمه هي صهيلة بنت النجار، وهي عمة أبي طلحة الأنصاري. وللصحابي الجليل أبي بن كعب كنيتان، الأولى هي أبو المنذرو التي كناه بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، والثانية هي أبو الطفيل التي كناه بها عمر بن الخطاب بابنه الطفيل .
اسلامه : كان أبي بن كعب من الذين أسلموا في وقت مبكر، وشهد بيعة العقبة الثانية، وبعد الهجرة أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده وصادق سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، وشهد الصحابي الجليل أبي بن كعب غزوة بدر وغزوة أحد وغزوة الخندق، وجمع الصحابي الجليل أبي بن كعب أول مصحف في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، وأوكل النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بن كعب مهمة تعليم الوفود القرآن وتفقيهها في الدين، وعندما غاب النبي عن المدينة، كان يعينه لإمامة المسلمين في الصلاة، وشهد الرسول صلى الله عليه وسلم لأبي بن كعب الأنصاري بالعلم، فقد قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: `خذوا القرآن من أربعة: ابن مسعود، وأبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وسالم مولى حذيفة` .
أبي بن كعب كاتب الوحي : : “كان الصحابي الجليل أبو بن كعب أول من كتب إلى رسول الله عندما وصل إلى المدينة، وكان أيضا أول من كتب في نهاية الكتاب، وإذا لم يحضر، دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن ثابت ليكتب. وأشتهر الصحابي الجليل أبو بن كعب بأنه من كتاب الوحي أكثر من أي شيء آخر
أبي بن كعب من أقرا الصحابة للقرآن : كان الصحابي الجليل أبو بن كعب من بين أفضل الصحابة في قراءة القرآن، وقد شهد له الرسول بأنه أقرأ الأمة. فقد روى أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: `أرحم أمتي بأمتي أبو بكر، وأشدهم في أمر الله عمر، وأصدقهم حياء عثمان، وأقرؤهم لكتاب الله أبو بن كعب، وأفضلهم في فهم الحلال والحرام معاذ بن جبل، وإن لكل أمة أمينا، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح`. وسماه عمر بن الخطاب رضي الله عنه سيد القراء، لأنه كان من بين أفضل الصحابة في قراءة القرآن. وروى أنس حديثا للنبي صلى الله عليه وسلم قال فيه: `إن الله أمرني أن أقرأ عليك القرآن`، فقال أبو بن كعب: `أبي الله سماني لك؟` فقال النبي صلى الله عليه وسلم: `نعم`. فقال أبو بن كعب: `وذكرت عند رب العالمين` وابتدأ بالبكاء. فكانت هذه ميزة ومكانة عظيمة لهذا الصحابي الجليل .
بعض صفات الصحابي الجليل أبي بن كعب : الصحابي الجليل أبو بن كعب كان لديه صفات رائعة، وكان من أصحاب النبي محمد صلى الله عليه وسلم الذين تربوا على يديه. كان معروفا بزهده وورعه وكثرة عبادته، وكان يستجيب للدعوة. كان مشهورا بتعليم الناس القرآن، وقال عمر ذات مرة للناس: “من يريد أن يسأل عن القرآن، فليأت أبو بن كعب”. وكان فقيها ينصح الناس ويعلمهم أمور دينهم في عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم وكذلك في عهد الخلفاء أبو بكر وعمر وعثمان، قبل أن يتوفى .
وفاته : قيل إن الصحابي الجليل أبي بن كعب مات في خلافة عمر بن الخطاب، وقيل إنه مات في خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنهما جميعا، وقيل في سنة 649 ميلادية .