تنتشر الكائنات الحية حولنا في كل مكان، والإنسان رغم أنه الكائن الحي الوحيد المسيطر على الكرة الأرضية، إلا أنه جزء صغير جداً بالنسبة لباقي الكائنات الحية، ومهما اختلفت طرق الحياة وأنواع هذه الكائنات إلا أنهم جميعاً يعيشون على شيء واحد وهو الغذاء وفي هذا الأمر هناك العديد من الاختلافات حيث أن الكائنات الحية تتغذى على نفسها، حتى يتكون ما يسمى بالسلسلة الغذائية أو الهرم الغذائي.
السلسلة الغذائية
يمكن تعريف السلسلة الغذائية على أنها تتابع استهلاك الغذاء بين الكائنات الحية على كوكب الأرض، حيث توضح السلسلة الغذائية أسباب انتقال الطاقة بين الكائنات الحية. وتبدأ السلسلة بأحد الكائنات المنتجة للغذاء وتنتهي بكائن من الكائنات المحللة.
من الممكن تعريفها بأنها نقل الطاقة الغذائية من كائن إلى آخر، ولكن يحصل كل كائن على كمية أقل من الطاقة التي أعطاها له الكائن السابق، وتعتبر السلسلة الغذائية أحد العوامل الهامة لبقاء الحياة على كوكب الأرض، وإذا اختفت بعض الكائنات من هذه السلسلة، سواء كانت منتجة أو مستهلكة، فإنها تسبب اضطرابا في السلسلة الغذائية مما يؤدي إلى اختلال التوازن البيئي فيها بشكل عام.
لا يعني اختفاء الكائنات الآكلة للنبات بقاء النباتات على قيد الحياة فكل الكائنات الحية في السلسلة، وأي جزء من السلسة هو سبب في بقاء باقي الكائنات بشكل عام، كما لو أنها تروس تدور مع بعضها البعض، لذلك جاءت كلمة سلسة غذائية لأننا لو فقدنا جزء من هذه السلسة سوف يسبب ذلك انهيار وتفكك للسلسلة بشكل عام.
سبحان الله في خلقه حيث أن هناك العديد من الأمثلة التي حاول فيها الإنسان القضاء على بعض الكائنات الحية مما سبب له مشاكل أخرى مع باقي الكائنات بسبب عبثه في السلسلة الغذائية، فلو مثلاً قررنا أن نقضي على قطط وكلاب الشوارع المزعجة مثلاً هذا الأمر سوف يسبب لنا مشكلة مع الفئران والحشرات والثعابين وغيرها من الكائنات الأخرى التي سوف تنتشر.
تصنيف الكائنات الحية على حسب غذائها
يمكن تقسيم الكائنات الحية إلى نوعين: الكائنات الحية المنتجة للغذاء بأنفسها، والكائنات الحية المستهلكة، وسنتعرف عليهم فيما يلي:
كائنات منتجة للغذاء
هذه الكائنات الحية تقوم بإنتاج غذائها بنفسها بدون القيام بعملية الغذاء على كائن أخر، ومن أمثلتها: النباتات الخضراء التي تقوم بعمل غذائها من الطاقة الشمسية أو الضوء، من خلال عملية البناء الضوئي، حيث تحول الطاقة القادمة من الضوء أو الشمس إلى طاقة وغذاء لها من خلال عملية كيميائية تحدث بداخلها تسمى البناء الضوئي.
كائنات استهلاكية
الكائنات التي لا تستطيع إنتاج غذائها بأنفسها تنقسم إلى نوعين
مستهلكات أولية
تشمل آكلات العشب أو الحيوانات النباتية أو العشبيات الحيوانات والحشرات والطيور والأسماك وغيرها من الكائنات الحية التي تتغذى على النباتات، مثل الأغنام والأرانب وغيرها.
مستهلكات ثانوية
هم كائنات تتغذى على الكائنات الحية المستهلكة الأولية، وتعرف بأنها حيوانات آكلة للحوم، ويمكن أن تحدث تباينات في سلاسل الغذاء للحيوانات وتتغذى الكائنات المستهلكة الثانوية على بعضها في بعض الحالات، مثل الأسود والنمور والثعالب وغيرها.
كائنات محللة
الكائنات التي تعيش على تحليل الأجسام الميتة تعتبرها غذاءً لها، ومن أمثلتها الفطريات والبكتيريا وغيرها من الكائنات المحللة.
اختلافات في السلسلة الغذائية
تختلف السلاسل الغذائية وليست ثابتة، وتتنوع بشكل كبير، فقد تم اكتشاف نباتات تتغذى على الحشرات مما يجعلها استهلاكية ومنتجة في نفس الوقت، وهذا يمثل مثالًا آخر على هذا الأمر.
سلسلة غذائية يكون فيها الفأر مستهلك ثانوي
إذا نظرنا إلى الفأر من حيث مكانه في السلسلة الغذائية فهو في الأغلب حيوان مستهلك أولي أي أنه يتغذى على النباتات مثل القمح مثلاً أو الذرة، وتأتي من بعده القطط أو الكلاب البرية أو البومة أو الثعابين تتغذى عليه وهذا يعني أن هذه الحيوانات والطيور مستهلك ثانوي يعتمد على الفئران.
يمكننا رؤية الفأر في سلسلة غذائية أخرى ككائن مستهلك ثانوي. في بعض الأحيان، تتغذى الفئران على الحشرات التي تأكل النباتات. كما يمكن للفئران البرية أن تتغذى على أنواع أضعف وأصغر منها من فئران المنازل. هناك بعض الدراسات التي أثبتت أن الفئران من نفس الفصيلة يمكن أن تأكل بعضها البعض، وفي بعض الأحيان تقوم بأكل ذيلها عندما لا تتوفر طعاما.