منوعات

سبب تسمية دولة المرابطين بهذا الاسم

المرابطون واللمتونيون والملثمون هم سلالة بربرية حكمت في المغرب وموريتانيا وغرب الجزائر والأندلس بين عامي 1056 و1060 وحتى 1147 م، وقد نجح المرابطون في إنشاء دولة إسلامية ظهرت خلال القرنين الخامس والسادس الهجريين في منطقة المغرب العربي، وولدت هذه الدولة من حركة دعوية إصلاحية إسلامية اعتمدت في بدايتها على العصبية بعد أن انضم عدد كبير من قبائلها، وتحول هذا الانضمام إلى سند شعبي، ثم تحول بفعل الرغبة في السيطرة إلى سند عسكري، وفي النهاية أدى إلى نشوء قوة إقليمية اقتصادية جعلت تلك القبائل تسيطر على عدد من الطرق التجارية .

جماعة دينية تتحول إلى دولة

أظهرت هذه الدولة قوتها العسكرية بأول تحرك عسكري تجاه قبيلة جدالة. وبعد نجاحهم في جمع بقية القبائل البدوية الصنهاجية تحت راية دعوتهم، توجهوا شمالا لمواجهة الزناتيين السائدة على الخط التجاري بين الصحراء والأندلس. ودخول المرابطين وسيطرتهم على سجلماسة في عام 447 هـ كانت إعلانا رسميا لعملياتهم العسكرية الكبرى لتوحيد المغرب الإسلامي .

حدود تواجد دولة المرابطين

سيطر المرابطون على منطقة جغرافية واسعة تمتد من المحيط الأطلسي غربا إلى بلاد شنقيط وحوض نهر السنغال جنوبا، وتمتد شرقا لتحدها إمبراطورية كانم وتتقارب معها عند بحيرة تشاد في الصحراء الكبرى، وانتشر وجود المرابطين في الشمال متخطيا جبال الأطلس بتلالها، وتجاوزوا البحر المتوسط ليشملوا أجزاء من شبه الجزيرة الأيبيرية، وسيطروا على الأندلس .

تحدها منالشمال ممالك قشتالة ونفرة وأراغون، ومن الشرق إمارات بني زيري وبني حماد، وفي جنوب الصحراء ، تحدها ممالك بامبوك وبوري ولوبي وإمبراطوريتي مالي وغانا .

سبب التسمية بالمرابطين

نشأت الدولة المرابطية من جماعة دعوية تتبنى منهجًا إصلاحيًا مؤسسًا على اعتقادات مالكية سنية، وسمت نفسها باسم يعبر عن تلك المعتقدات والأفكار وهو دولة الرباط والإصلاح .

يروي ماركوس هاتشتاين في كتابه عن الفنون والهندسة الإسلامية أن سبب تسمية المرابطين يعود إلى قبيلة لمتونة البربرية، كما أن أصل التسمية يعود إلى أتباع الحركة الإصلاحية الذين كانوا يلزمون الرباط بعد كل حملة جهادية، لذلك سموا أنفسهم بـ “المرابطين .

بدأت الحركة في الجنوب، وتحديدا من موريتانيا، حيث نشروا دعوتهم في الجنوب، واستطاعوا نشر الإسلام في بلاد غانا، ثم في باقي مناطق الصحراء الغربية. وفي عهد القائد المرابطي الأشهر يوسف بن تاشفين، تم غزو المغرب وغرب الجزائر، ومن ثم بنيت مدينة مراكش في عام 1062 .

يوسف ابن تاشفين أبرز وجوه القادة المرابطين

مثل الزعيم يوسف بن تاشفين، الذي كانت له دور رائد في هذه الحركة التي تحولت إلى دولة، أسس مراكش وجعلها مقرا وعاصمة للدولة الجديدة، وقاد في عام 1086 م أولى حملاته في الأندلس، وانتصر في معركة الزلاقة الشهيرة على ألفونسو السادس وجيشه الذي كان يحتل أجزاء كبيرة من الأندلس ويسلب أهلها الحقوق والحريات، وقد استجاب ملوك الطوائف لنداءه لمواجهة تقدم ممالك القشتالة المسيحية .

هزائم وانهيار الدولة

عاش الأمير علي بن يوسف، ابن القائد يوسف بن تاشفين، في فترة حكم دولة المرابطين الشهيرة التي استمرت لمدة 37 عامًا، وكانت النفوذ الأعلى للدولة في الأندلس في العشر سنوات الأولى، حيث توطدت دولتهم، وكادوا يستعيدون كل الممالك التي سقطت في يد ألفونسو السادس .

تلاها فترة ركود نشأت بسبب عدة عوامل، ومن أهمها الخلافات التي نشبت بين ملوك الطوائف، وعدم اهتمامهم بالجيش أو بالحياة العامة للمواطنين، وتأرجحمصير الدولة الوليدة. وبعد سلسلة من الانتصارات المتتالية، عاشت الدولة المرابطية فترة من النكبات والانتكاسات .

مع الانحسار العسكري ، حدثت الثورات في الأندلس والمغرب، حيث استولت حركة الموحدين على مملكتهم في غرب إفريقيا وأنهوا حكم الأمراء بعد الاستيلاء على مراكش عام 1147 ميلادية، وأنهوا دولة المرابطين بدخولهم العاصمة مراكش في عام 541 هجرية .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى