سبب تسمية آية الكرسي بهذا الاسم
اية الكرسي هي الآية رقم 255 من سورة البقرة ، ﴿اللَّهُ لاَ إله إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ﴾ ، ولتلك الآية أفضال كثيرة جدًا ، كما أنها لها أهمية كبيرة ، ولذلك يتحصن بقراءتها جميع المسلمين حول العالم لأهميتها الكبيرة ، وتلك الآية مكونة من خمسين كلمة على وجه التحديد ، كما أطلق عليها اسم سيدة القرآن .
سبب تسمية اية الكرسي بهذا الاسم
سُميت الآية بهذا الاسم ، لتدل على الألوهية المطلقة لله عز وجل ، حيث أن الكرسي هو رمز الحكم ، وقد قال عنها الرسول صل الله عليه وسلم : “وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، إِنَّ لَهَا لِسَانًا وَشَفَتَيْنِ ، تُقَدِّسُ الْمَلِكَ عِنْدَ سَاقِ الْعَرْشِ ، لِكُلِّ شَيْءٍ سَنَامٌ ، وَإِنَّ سَنَامَ الْقُرْآنِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ ، وَفِيهَا آيَةٌ هِيَ سَيِّدَةُ الْقُرْآنِ ، هِيَ آيَةُ الْكُرْسِيِّ .”
وبدأ الله سبحانه وتعالى الآية ، بذكر اسمه الله ، كما نهاها بالعلي العظيم ، ولمنزلة وعظمة هذه الآية ، فإنها تحفظ كل من حفظها ، وكل من تعلق واستمسك بها ، ويُقال أن آية الكرسي نزلت في الليل ، وأنه حين نزلوها خرت جميع الأصنام ، بالإضافة إلى فرار جميع الشياطين ، وذلك بسبب قدرها الكبير عند الله سبحانه وتعالى .
ولأفضالها الكثيرة ، فقد قال عنها رسول الله صل الله عليه وسلم ، أن من قرأها عقب كل صلاة ، لا يمنعه من دخول الجنة ، سوى الموت ، حيث قال في حديثه الشريف : “من قرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة لم يحل بينه وبين دخول الجنة إلا الموت” .
معنى آية الكرسي يكمن في أن الله هو الوحيد الذي يستحق الألوهية والعبادة، وهو الذي يحكم على كل شيء. فإنه لا ينام أبدا، وجميع من في السماوات والأرض هم تابعون لسلطته العزيزة. وهو يعلم كل شيء عن الكائنات، ماضيها وحاضرها ومستقبلها، ولا يستطيع أحد من العباد أن يعلم شيئا ما لم يسمح الله له بذلك .
تتمتع آية الكرسي بالعديد من الفضائل، ومن بين تلك الفضائل، أن من يقرأها في منزله فإنها تحميه وتمنع دخول الشيطان. ولها أجر عظيم جدا للإنسان إذا تمت قراءتها بعد كل صلاة من الصلوات الخمس. ومن فضائلها أيضا أن من يقرأها قبل النوم في الليل، فإنها تحفظه من كل الشرور وتبعده عن الشيطان حتى يوم القيامة .
ويتضح فضلها من حديث رسولنا الكريم صل الله عليه وسلم : “عن أبي هريرة قال: وكلني رسول الله بحفظ زكاة رمضان ، فأتاني آت فجعل يحثو من الطعام ، فأخذته وقلت: لأرفعك إلى رسول الله ، قال: إني محتاج ، وعلي عيال ، ولي حاجة شديدة . قال : فخليت عنه . فأصبحت ، فقال النبي: يا أبا هريرة ، ما فعل أسيرك البارحة ؟ قال : قلت : يا رسول الله ، شكا حاجة شديدة وعيالاً ، فرحمته وخليت سبيله . قال: أما إنه قد كذبك وسيعود . فعرفت أنه سيعود لقول رسول الله : إنه سيعود . فرصدته فجاء يحثو من الطعام ، فأخذته ، فقلت: لأرفعك إلى رسول الله . قال: دعني ، فإني محتاج ، وعلي عيال ، لا أعود . فرحمته وخليت سبيله.
فأصبحت فقال لي رسول الله : يا أبا هريرة ، ما فعل أسيرك البارحة ؟ قلت: يا رسول الله شكا حاجة وعيالاً فرحمته فخليت سبيله . قال: أما إنه قد كذبك وسيعود . فرصدته الثالثة، فجاء يحثو من الطعام ، فأخذته، فقلت: لأرفعك إلى رسول الله. وهذا آخر ثلاث مرات أنك تزعم أنك لا تعود ، ثم تعود . فقال: دعني أعلمك كلمات ينفعك الله بها . قلت: ما هن. قال: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي: { الله لا إله إلا هو الحي القيوم } حتى تختم الآية ، فإنك لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح ، فخليت سبيله، فأصبحت فقال لي رسول الله: ما فعل أسيرك البارحة ؟
فقلت: يا رسول الله، زعم أنه يعلمني كلمات ينفعني الله بها، فتركته يذهب. قال: وما هي؟ قال: قال لي: عندما تستعد للنوم على فراشك، اقرأ آية الكرسي من بدايتها حتى تصل إلى نهايتها: `الله لا إله إلا هو الحي القيوم`. وقال لي: لن يتخلى الله عنك، ولن يقربك الشيطان حتى تصبح. وكانوا يهتمون كثيرا بالخير. فقال النبي: صدقته وهو كاذب. هل تعرف من تكلم معك ثلاث ليال يا أبا هريرة؟ قلت: لا. قال: إنه الشيطان.