زيادة البطالة في الدول العربية
أنواع البطالة… أولا وقبل ذكر أنواع البطالة يجب علينا توضيح من هو الشخص الذي يواجه البطالة، فليس كل فرد بلا وظيفة يعتبر عاطلا، فتختلف الحالة الاجتماعية والصحية والنفسية من فرد لآخر، فلا يمكننا أن نقول أن من ليس لديه رغبة في العمل أنه يواجه البطالة، ولا من كانت قدرته الصحية لا تسمح له بالعمل، ولا لمن يرغب ويستطيع ولكنه لا يسعى، ولكن يجب توفر جميع الشروط السابقة المذكورة دون استثناء واحد منها حتى نتمكن من تحديد نسبة البطالة في أي مكان، وهي (القدرة) و(الرغبة) و(السعي). أما الآن فسنتحدث عن أنواع البطالة والتي تختلف حسب متطلبات السوق الاقتصادية وحالتها من انتعاش أو ركود وهي:
أولا، البطالة الإقليمية… وهي النوع الناتج عن تركيز كل مؤسسات الدولة واهتمامها بإعمار المدن الكبرى على حساب باقي أقاليم الدولة، مما يؤدي لعدم توافر فرص العمل فيها بشكل يرضي متطلبات الحياة ويضطر الفرد للهجرة إلى المدن للسعي وراء العمل.
ثانيا، البطالة الطبيعية… هي الفجوة التي تحدث نتيجة لانخفاض نسب الوظائف المتاحة مع زيادة الطلب عليها، أو بسبب عدم توافر المهارات المطلوبة من قبل أصحاب العمل.
البطالة الهيكلية هي نوع من البطالة يحدث نتيجة التغيرات التي تحدث في متطلبات السوق، وتؤدي إلى ارتفاع نسب البطالة بسبب تحول بعض المهن إلى أكثر أهمية على حساب غيرها.
البطالة المقنعة هي من أسوأ أنواع البطالة وتعتبر عبئا كبيرا على الاقتصاد؛ حيث يكون الشخص من بين موظفي القطاع الحكومي ويشترك في نفس القسم مع عدد من الأشخاص لا يقل عددهم عن ثمانية أو تسعة أفراد، ويمكن إنجاز عمل هذا القسم بفردين فقط، وهذا يعتبر سوء تنظيم من قبل الجهات المسؤولة التي يمكنها استغلال هذا العدد من البشر للنهوض بالبلاد.
يعني أن البطالة الدورية هي واحدة من الأسباب الرئيسية لضعف الحالة الاقتصادية للسوق وركودها، ويحدث هذا عندما يتخلى بعض أصحاب الأعمال في القطاع الخاص عن بعض العمالة لتقليل التكاليف وتحجيم نسب الخسائر.
وأخيرا، بطالة الاحتكاكية… وهي عندما ينتقل الفرد من وظيفة إلى أخرى حتى يتمكن من الاستقرار في وظيفة تناسبه. ويحدث ذلك بسبب تغيرات احتياجات السوق.
يمكن لحكومات الدول تقليل معدلات البطالة بطرق عديدة ومن أهمها
أولا التعليم :الاستفادة الأفضل من التعليم يؤهل الفرد إلى حياة عملية واسعة النطاق، وهذا هو السر الذي اهتمت به دولة اليابان وجعلها تتقدم في مجالات وأمور شتى.
ثانيا: التركيز على المشاريع الاستثمارية التي تساعد على تطوير الاقتصاد وزيادة فرص العمل.
ثالثا:يجب أن نهتم بالأقاليم بنفس الطريقة التي نهتم بها بالمدن الكبيرة، ويجب وضع ميزانية تتيح إعانة العاطلين عن العمل حتى يتمكنوا من العيش بدلاً من تركهم في ظروف قد تؤدي إلى الكوارث التي يصعب التصدي لها فيما بعد.
وأخيرا: العمل نعمة من نعم الله، ولا يستطيع الإنسان تقدير قيمة العمل إلا إذا فقده وحتى يحتاجه.